منتدى العمق

أدب التعليق الرياضي

لقد اصبح الاهتمام اكثر تزايدا في الاونة الاخيرة بمجال مشاهدة الرياضات لاسيما منها ميدان كرة القدم في كل اقطار العالم حيث ظلت القارة العجوز سيدة المواقف الكروية و المحتضنة لأكبر تجمع كروي إلا ان سحر الرياضة و متعة جماهيرها لا ولن يتأتى إلا بالتغطية و التعليق و التحليل المصاحب لأي مباراة وما جعل بؤرة الحب والعشق لمشاهدة المباريات تتفاقم بشكل كبير لدى الكبار و الصغار ومحبي و مشجعي هذه اللعبة هؤلاء المعلقين الكبار الذين يمتلكون سحر الكلمة و الدقة في استعمالها و التفنن في غنائها و تصويرها في احاسيس و مشاعر كل العشاق.

ان ادب التعليق ينبثق من الادب الرسمي في شقه الشفهي تضل الذاكرات تتناقله في الوقت الراهن و المستقبلي هي عبارة عن نصوص تتخذ نكهة السجع و رائحة الشعر تتناثر منذ بداية التعليق الى غاية وقت البدل ويرجع كل الفضل الى اللغة العربية المتعددة كلماتها و الزاخرة الفاظها و الغنية اصواتها و الثرية افكارها تسافر بالجماهير الى قراءة الزمن والتاريخ و الموعد عبر معلق فذ وراء الميكروفون امام الشاشات المتعددة الاختصاصات وبلحن عربي تهفو له النفس و تميل الى اعذب اصواته ومن بين المعلقين المرموقين في هذا المجال حفيظ دراج، رؤوف خليفة، عصام الشوالي.

ويعد هذا الاخير راس الحربة الذي يجمع حوله ملايين المعجبين به بل اكثر من ذالك هناك مطامح تسعى الى تقليده و السير على منواله فهو يعلق للمباراة بالشعر و الفلسفة و الامثال و الاقوال المأثورة و الاسلوب الحكيم و فن القاء الخطاب وتقنية التأثير في المتلقي بل منهم من يسبق زمن المباراة ليحجز كرسي في المقهى حبا للفريق و المعلق و تعليقه الادبي من منا لا يحب سماع ابيات ابا الطيب المتنبي:

ما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
على قدر اهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم

او الفلسفات التي يصفها المعلق بأرجل اللاعبين و هو يسترسل في ميتافيزيقيا الكرة بين المعبد المدريدي البرنابيو و الكامبنو البرشلوني كأكبر ملاعب شهرة في العالم . او يتسلل الى بعض الكلمات التي اصبحت تغنى في اماكن عديدة وكل من اراد ان يثبت انه محب مشجع متابع لكل مجريات الكرة من جملة هده الكلمات ” يووووازع” ” يمشي كرة ” ” خليني نحكي ” خليني نعبر ” “خليني نريح و نرتاح ”
اضافة الى المجاز اللغوي الحاضر بقوة واستعارات نابعة منها حيث نجد عبارة أمطر شباك الخصم و عقر داره و الجار الخصم لم يسعد بالنتيجة وتلقى هزيمة وهناك عبارات كثيرة مما يجعلنا واقفين في دهشة من هذا التداخل بين مجال الرياضة والادب في قالب التعليق و غالبا ما يتخد التعليق اشكالا متعددة حسب احداث المبارة فبقدر المعلق وبقدر احداث المباراة نستمتع بالتعليق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *