سياسة

انتقدوا زيارته لأسرة في كهف.. شوباني: لا أحتاج لاكتشاف ما عشته

انتقد نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، زيارة رئيس جهة درعة تافيلالت الحبيب شوباني، لأسرة داخل كهف بمنطقة نائية نواحي ميدلت، حيث علقوا على صور نشرها بصفحته توثق للزيارة بعبارات “لاتخلو من نبرة تهكمية” من قبيل: “الشوباني يكتشف الكهوف”، و”أظنه اكتشاف جديد على رئيس الجهة”.

وقال شوباني عبر بيان توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، “تتبعت بعض ما كتب في إطار التعليق على نازلة أسرة النزالة. الكثير مما كتب يدل على أن من كتب وتفاعل وتحرك تلقى الرسالة على الوجه الصحيح واستشعر المسؤولية الجماعية وقرر ضرورة التحرك للتعاون على تحسين ظروف عيش الساكنة.. وخاصة تحقيق هدف تمدرس شامل للأطفال بالجهة”.

وبالمقابل، أوضح رئيس جهة درعة تافيلالت أن “هناك صنف آخر ..قليل بكل تأكيد.. لكنه يحتاج رسالة واضحة ليستيقظ من غفلته.. ويتحدث على قدر ما يعلم ..وعلى قدر ما يستطيع أن يعمل..! هذا الصنف تحدث بلغة “أستاذية” فيها كثير من الفراغ المعرفي.. وكثير من ضعف الإدراك للواقع وبمسار من يتوجه إليه الخطاب .. والذي هو هذا العبد لله..كاتب هذه السطور..!”.

ورد شوباني على منتقديه بقوله: “إن هؤلاء لا يعرفون أن رئيس الجهة قضى طفولته في أعالي جبال الأطلس السحيق بجماعة “أنركي” بإقليم أزيلال.. وبآيت سخمان .. حيث كان موسم الثلوج الكثيفة يمتد لشهور وسط عزلة شاملة .. وأن رئيس الجهة قضى طفولته يلعب وعمره ثلاث سنوات فوق الثلوج في وسط لا منافس فيه للفقر والخصاص..وسطٌ كان فيه دفء الناس وتعاونهم واقتسامهم “لما تيسر” مما يدخرونه في شهور الصيف.. هو الزاد الوحيد والقليل لمواجهة الوضع الصعب لشهور البرد والثلج الطويلة”.

وزاد أن “هؤلاء المتسرعين في إطلاق العنان لنزوة الكلام.. لا يعرفون أن أخوال رئيس الجهة على مرمى حجر من إملشيل بجماعة أغبالة التابعة إداريا لإقليم بني ملال.. وأنه ابن الجبل والبادية والوعورة والتضاريس القاسية ولا يحتاج لاكتشاف شيء مما عاش فيه.. لأنه جزء لا يتجزأ من كينونته وهويته الثقافية”.

وتابع رئيس جهة درعة تافيلالت أن “هؤلاء لا يتذكرون – إن كانوا يعلمون – أن رئيس الجهة كان برلمانيا لعشر سنوات متتالية..عن دائرة كانت تسمى غريس – تيسليت .. تمتد من أعالي إملشيل إلى الواحات والحمادات عند حدود الجزائر..وأنه كان يتجول فيها ويزور قصورها ودواويرها ويجلس إلى بسطاء ساكنتها وينقل همومهم لمواقع الترافع البرلماني قياما بالواجب..!”.

وأردف شوباني، أن الأهم ليس كل ما ذكره، لأن لا ضرورة لمعرفة الحالة المدنية ومسار حياة من نخاطب.. لكي نخاطبه بطريقة لائقة، على حد تعبيره، مضيفا أن “ما نحتاجه فقط هو التحلي بأخلاق نفسية محددة، على رأسها احترام الناس مهما اختلفنا معهم .. وأخلاق فكرية عنوانها الكبير : القدرة على التمييز بين الذات والموضوع”.

وبحسب شوباني فإن “الاكتشاف الحقيقي بالنسبة لي ..هو اكتشاف هذه الحالة النفسية غير السوية لدى البعض.. والتي يفضحها عدم الاهتمام بالموضوع بقدر الاهتمام بالذات التي أثارت الموضوع..! ، وبعبارة أوضح.. وفي منطق هؤلاء ” الأساتذة” :لا يهم وجود أسرة تعيش في حفرة.. أو كهف.. فيتساءل مثلا: ماذا يجب أن أفعل لهم ولغيرهم ممن ربما هم حولي كثير..؟! لا يهم وجود عينة من الأطفال غير المتمدرسين، فيحاسب نفسه: هل في محيطي مثل هؤلاء ؟ وماذا يجب أن أفعل لكي أساهم في تمدرسهم ؟ كل ذلك لا يهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *