أدب وفنون، مغاربة العالم

باحثون يناقشون الثقافة الدينية لمسلمي أوروبا بالمعرض الدولي للكتاب (فيديو)

امتلأ رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج عن آخره، أمس الأربعاء، وعرفت فقراته الثقافية حضور أسماء فكرية، وأخرى عاشقة للمخيال الروائي، أصروا على حضور ندوات خاصة بتوقيعات إصدارات كثيرة لمفكرين وأستاذة باحثين وأدباء من الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وافتتح مجلس الجالية أنشطته ليوم أمس، بتقديم كتابي “النوازل الفقهية للمسلمين بأوروبا” للكاتب والفقيه عبد الحق الكواني، وهو إمام مسجد بألمانيا، و”تمثلات الثقافة المغربية في المؤلفات السويسرية والألمانية من1830 إلى 1911″ للكاتب والأستاذ الباحث رضوان الضاوي.

وفي تصريح لجريدة “العمق”، قال الكاتب عبد الحق الكواني، إن “النوازل الفقهية لمسلمين بأوروبا” يعالج إشكالية الفقه وكل ما يتعلق بالشأن الديني وكيفية التوفيق بين أحكام الدين وأحكام المواطنة، وهي إشكالية تطرح نفسها لدى المسلمون بديار المهجر.

وأضاف الكاتب: “من بين القضايا التي سلط الكتاب الضوء عليها إشكالية مواكبة الفقه للعصر، من حيث القضايا التي تطرح بالمهجر، في ظل دول لديها دستور مختلف كليا عن ما هو موجود ببلدنا الإسلامي، لهذا وجب أن نواكب العصر ولا نكتفي باستيراد أفكار وفتاوى تصلح فقط لمسلمين يعيشون ببلاد إسلامية لا تصلح لبلد لديه خصوصية مختلفة”.

الندوة التي أقيمت برواق مجلس الجالية بعد توقيع عدد من الإصدارات، قدم خلالها الكاتب الباحث رضوان الضاوي كتابه، وهو عبارة عن رسالة لبحث ناقشه سنة 2018 بجامعة محمد الخامس، وعالج فيه مجموعة من النصوص ألفت باللغة الألمانية خلال المرحلة التي عاش فيها المغرب الاستعمار.

وقال الضاوي في تصريح لجريدة “العمق”، إن كتابه “تضمن ترجمة لرسائل ومؤلفات لشخصيات دبلوماسية مرت بالمغرب أو استقرت به لمدة طويلة، وكتبت عن كل الظواهر التي مرت أمامها واتقدت عادات وتقاليد المغاربة في طريقة لباسهم وتدينهم وإقامة حفلاتهم وأعراسهم”.

ومن بين القضايا التي جاءت في الكتاب، يضيف المتحدث: “كان هؤلاء الدبلوماسيون يوثقون لكل المشاهد التي تمر عليهم، من بينها: إعجابهم بالعمران والأسواق والطبيعة، كما انتقدوا طريقة المغاربة في عدم اهتمامهم بالبستنة”.

في السياق ذاته، قال مصطفى المرابط مستشار في مجلس الجالية: “هذه السنة نشارك للمرة التاسعة بالمعرض الدولي للكتاب نظرا لتقديره بما يحمله من إضافة نوعية لهذا الفضاء السنوي ويساهم بمجموعة من الفعاليات، بالإضافة إلى التعريف بإصداراته الجديدة التي ناهزت هذه السنة 18 عنوانا من مختلف المجالات المهمة التي تهم الجالية المغربية المقيمة بالخارج”.

وأضاف المرابط قائلا: “طبعا رواق مجلس الجالية هو رواق متميز وخير دليل حصوله للمرة الثانية على شهادة تقدير من طرف وزارة الثقافة، كونه يعكس وجه المغرب من جهة ويمثل أيضا التفاعل ما بين مغاربة العالم وبلدهم الأصل، عناوين كثيرة بينها الرواية والسيرة الذاتية”.

وختم المتحدث مداخلته بالقول: “على كل المستويات هناك حضور نوعي للثقافة المغربية عبر هؤلاء الكتاب المغاربة، كونهم أجمعوا على أن هناك متخيل تشكل عبر الزمن من خلال وصلهم وأسرتهم بالثقافة المغربية فتشكل هذا المخيال، وأصبح اليوم مصدر إلهام لمغاربة العالم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *