أكاديميون يطرحون بمراكش معوقات تطور عمل الإتحاد المغاربي

قال الدكتور محمد مصطفى القباج “إن الانغلاق القطبي المعروف سياسيا بالتوجه الشوفيني، هو المعيق وراء تطور عمل الإتحاد المغاربي، وليس التوجه القطبي للدول، مؤكدا أن الدول المغاربية في “الحاجة لقيام الدولة الوطنية”.

وأضاف المفكر المغربي القباج، في معرض كلمته، اليوم الأحد، خلال ندوة علمية من تنظيم منظمة العمل المغاربي، بمراكش، أن مداخل النهوض بعمل الإتحاد “ليس في يد رؤساء الدول، بل بيد الشعوب، مع ضرورة تتحرر الدول من الأنظمة العسكرية إلى الأنظمة المدنية”.

وعن معوقات الحداثة، فقد أرجعها القباج في”عدم قيام القطيعة بين ما هو ديني وما هو دنيوي”، مستدركا القول، “إنني لا أدعوا للعلمنة كمفهوم غربي لكن أدعو إلى تفكير جديد يناسب التغيرات المجتمعية الحاصلة”.

كما دعا القباج القائمين على الاتحاد المغاربي إلى “ضرورة التفكير في تسمية جديدة تحترم خصوصية بعض المناطق، وذلك من اتحاد المغرب العربي إلى اتحاد الشمال الإفريقي، أو غيرها، من أجل تجاوز الحساسيات التي قد تطرحها الجغرافيات المتنوعة”.

ومن جهتها اعتبرت عضو المجلس الوطني للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان وفاء الطغرائي “أن الإتحاد تم تعطيله قبل أن ينطلق لعدم وجود أي رغبة سياسية لإنطلاقه. وذلك بوجود رغبة شعبية وحدها تتطلع إلى التحرر وبناء نموذج دول قُطرية ووطنية، لكنها مندمجة مع بعضها البعض. وأن من كان وراء هذا التعطيل هو الذي ما زال يخدم الأجندات الخارجية إلى الآن”.

وقالت في مداخلتها أن “السياق اليوم تغير لكن عقليات السياسي الذي يتحكم لم تتغير بعد”، ويجب على الأكاديميين العمل من أجل أن يسترجعوا الشباب الذي ضيعه السياسي، والانطلاقة من العقل الأكاديمي وفعل المجتمع المدني، حتى نستطيع أن ندفع الاتحاد المغاربي إلى الانطلاقة من جديد.

وذهب أستاذ التاريخ بجامعة القاضي عياض مصطفى أفنيتير، إلى أن فكرة الوحدة كانت تشكل قناعة راسخة عند الدول المغاربية، إذ كانت هي الفكرة التي تجمع روابطهم الثقافية والإجتماعية، نابعة من حاجة ملحة في لحظة تاريخية ارتبطت بإرادة لاسترجاع وحدته ومواجهة الاستقلال”.

وأضاف خلال ذات الندوة أن “الوعي المغاربي كان يمثل اندفاعا عاطفيا بكل إيجابياته وسلبياته، لأن النخبة الفاعلة آن ذاك كانت تفتقر إلى مشروع ورؤية واضحة لبناء وحدة مغاربية.

يشار إلى أن منظمة العمل المغاربي قامت خلال يوم أمس السبت واليوم الأحد بتنظيم ندوات علمية شارك فيها نخبة من الأكاديميين والسياسيين، بمناسبة الذكرى الثلاثين لقيام الإتحاد المغاربي، بحضور أمينه العام الطيب البكوش.