منتدى العمق

خرافة عيد الحب في المجتمع الإسلامي

تزامنا مع التطورات التكنولوجية في مجتمعاتنا العربية الإسلامية ظهرت العديد من الاحتفالات و الأعياد التي أخذت مكانها في وقت وجيز و من بينها عيد الحب أو ما يسمى ب Valentine’s day أو عيد العشاق.

هذا العيد أو العيد الجديد هو نوع من الاحتفال اللذي يقوم به الناس عبر تبادل الهدايا و الرسائل و الورود في جو من الرومانسية و هذا يكون مقرونا ب 14 فبراير من كل سنة. يقوم عبره المحبون و العشاق بالاحتفال بالحب و العاطفة.

و يرجع تاريخه إلى العصر الروماني, الذي عرف أنواعا من القصص و الروايات عن هذا التاريخ منها ما يذكر أنه تاريخ ذكرى القس فالنتين اللذين كانوا يحتفلون به المسيحيون و هو تاريخ إصدار حكم إعدام عليه و أخرى تقول أنه كان تاريخا خاصا بتكريم الشهداء و ليست هناك أية صلة بالرومانسية و العاطفة. فكيف هي نظرة المجتمع العربي لهذا العيد؟

نظرة المجتمع سلبية أكثر من كونها إيجابية خصوصا لدى المجتمع المغربي, فالحب بالنسبة لهم هو إحساس داخلي لا يتطلب التعبير أو الإفصاح عنه, مما يجعل معظم نسائنا محبطات من أزواجهن كونهم فقراء التعبير….. الحب يقتصر لديهم في حب الأم لأولادها و أن الزوج مستبعد من هذا المجال, و هذا ما يجعل المجتمع الذكوري يرفض فكرة تعبير الفرض عن مشاعره و أحاسيسه لزوجته و ينظرون له نظرة احتقار و مهزلة, أدى هذا إلى الاختلاف في الرأي بالنسبة للناس, كل حسب رأيه في ما يخص سلبيات و إيجابيات عيد الحب. فما هي سلبياته و ايجابياته؟

هنا نجد ان سلبياته قد انحصرت في تبذير الأموال لدى بعض الطبقات الاجتماعية, أيضا إنشاء جيل يفتقد أسسا شرعية إضافة إلى اتخاذ بعض الشخصيات الغربية كقدوة للاحتفال به. و تعددت إيجابيات الاحتفال بعيد الحب باتخاذها مجالا واسعا في النفوس كما أن لعيد الحب دورا مهما في الإحساس بالراحة و السرور و كذلك يبعث في النفس روح الحياة الوردية المفعمة بالشحنات الإيجابية. إضافة أنه فرصة للجلوس أمام الحبيب و مشاركته كلمات الغزل و الحديث تحت ضوء الشموع. و هذا يجعلنا لا ننسى الجانب المادي الذي يعد جانبا أساسيا و مهما لإعداد حفلة للاحتفال بعيد العشاق, فما هي التكلفة التي تساعدنا على إقامة هذا الحفل؟

تختلف طرق الاحتفال بعيد الحب و كل حسب استطاعته و قدراته, حيث تعددت المتاجر الخاصة لهدايا عيد الحب المتمثلة في الشوكولا, الدبدوب, الورود و بطاقات المعايدة, حيث تعرف هاته الفترة حركة اقتصادية إذ تعتبر بمتابة وجبة دسمة لحصد الأموال لدى بعض التجار …

لكن هذا لا ينفي أن المغاربة عموما يرون الاحتفال بعيد الحب لا يخالف الدين و المعتقدات و هنا يمكننا طرح حكم الجانب الديني؟

الجانب الديني يرى ان هذا الاحتفال لا أصل له باعتباره مبتدع حيث وجدت جملة من البراهين و الأحاديث التي تنص على انه عيد مكتسب من ثقافات أخرى, و لا أصل له في الشريعة الإسلامية حيث شرع لنا الاحتفال بعيدي الأضحى و الفطر و أيضا جعل للمسلمين عقيدتهم و مناهجهم التي يتبعونها و يتميزون بها عن غيرهم. ففي حديثه صلى الله عليه وسلم حينما قدم إلى المدينة المنورة و وجد أنصارا يحتفلون بعيدين كانوا يحتفلون بها في الجاهلية قال: “إن الله أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى و يوم الفطر”

كما ان هذا اليوم تتخلله مجموعة من المعاصي كخلوة الطرفين و هذا حرم في شرعه تعالى اذن الجانب الديني كان واضحا في هاته الظاهرة.

الحب عبارة عن صفة وجدانية عميقة فطرية, هو نوع من علاجات الروح يربط بين طرفين كما وجب التعبير عنه و عدم الاستهانة بالإفصاح عنه مما يترتب عليه من أحاسيس مبهجة أيضا نحتاجه لمواجهة متاعب الحياة اليومية لا فقط في يوم محدد و ينتهي,لكن حبذ لو أنه تم في جو من الاحترام و الشرعية كوننا خلقنا على فطرة الحب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    Bon article Ghita courage à toi?