سياسة

باحثون مغاربيون يقدمون وصفتهم لإعادة إحياء الاتحاد المغاربي

خلص نقاش مغاربي دام ليومين متتالين في أربع جلسات علمية، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الثلاثين لقيام الاتحاد المغاربي، احتضنته مدينة مراكش الحمراء، إلى مجموعة من التوصيات والاقتراحات من أجل إعادة إحياء عمل الإتحاد، سواء على مستوى هيكله التنظيمي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو القانوني.

المناسبة التي نظمتها منظمة العمل المغاربي بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل، حضرها باحثون وأكاديميون من البلدان الخمس المكونة للاتحاد، من المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا رفعت تقريرا حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، إلى أمانة الإتحاد.

اعتراف ودعوة

اعترف التقرير بأن الغياب الفعلي لاتحاد المغرب العربي جرّد المنطقة من إمكانية الاستفادة الجماعية من الطاقات والقدرات كإحداث سوق مشتركة.

ودع ذات التقرير إلى ضخ دماء جديدة في الاتحاد من خلال تشبيب هياكله ودعمها بكفاءات وقدرات بشرية منفتحة على الواقع المعاصر، والانخراط في الدينامية الإفريقية، من موقع مغاربي أقوى.

الجانب الحقوقي والقانوني

وأعطى الباحثين حسب التقرير أولوية للتحديث وإرساء الديمقراطية وحقوق الإنسان كآليات أساسية لتقوية البناء المغاربي، وترسيخ الفكرة المغاربية عبر وسائل التنشئة الاجتماعية، وتنمية الوعي بالمواطنة المغاربية في أوساط الشباب.

كما دعا إلى تفعيل مؤسسات الاتحاد المغاربي وتوفير الإمكانات اللازمة لاشتغالها، وإعادة النظر في الاتفاقية المؤسسة للاتحاد، ومراجعة المنظومة القانونية المؤطرة لهياكله ومؤسساته، بما يسهّل مراحل الاندماج المغاربي.

وأكدت لغة التقرير على أهمية خيار اللامركزية في دعم الاندماج المغاربي، وتقوية أواصر العلاقة والتواصل مع الفاعلين في المجتمع المدني داخل الأقطار المغاربية الخمس.

الجانب الاقتصادي والتجاري

ولم يفوت الباحثون الفرصة للدعوة إلى إزالة الحواجز البين-تجارية المغاربية، وبناء شراكات تكاملية في الصناعات المغاربية، وفتح الحدود وتجاوز المعيقات السياسية لتعزيز الاقتصاد والأمن بالمنطقة المغاربية، والعمل على ربط الدول المغاربية بشبكات طرق سيارة.

الجانب الثقافي

كما أشار التقرير إلى ضرورة استثمار التاريخ الأمازيغي لإرساء هوية مشتركة للمنطقة وكعامل موحد للمغرب الكبير، وتعزيز وتفعيل البعد المغاربي في الدساتير المغاربية.

وحث على الاستفادة من الوثائق التاريخية كعنصر لتعميق أواصر الوحدة المغاربية، وإحداث مرصد مغاربي يعنى بالذاكرة المغاربية المشتركة.

هذا وقد نوه التقرير بحضور الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش، واعتبروه فعل داعم لعمل المجتمعي المدافع عن البناء المغاربي.

يشار إلى أن منظمة العمل المغاربي بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل، نظمت أربع جلسات علمية، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الثلاثين لقيام الاتحاد المغاربي، تحث شعار “ثلاثون سنة على قيام الاتحاد المغاربي: الرهان والتحديات”، وذلك يومي 16-17 فبراير 2019 بقصر البلدية بمدينة مراكش، باعتباره الفضاء الذي احتضن توقيع معاهدة اتحاد المغرب العربي في 17 فبراير عام 1989.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *