مجتمع

“أوطم”: من الإجازة إلى الباكالوريوس .. التعليم بالمغرب حقل تجارب بالتناوب

اعتبر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب المعروف اختصارا بـ”أوطم”، ـن التعليم بالمغرب أصبح “حقل تجارب بالتناوب”، وذلك بعد قرار وزارة التعليم الانتقال ابتداء من الموسم الدراسي 2020 – 2021، من نظام الإجازة إلى نظام “الباكالوريوس”.

وأشار  الاتحاد الذي يسيره فصيل طلبة العدل والإحسان، إلى أن “هذا التوجه ينضاف إلى سجل من المخططات المترادفة في وقت وجيز، عبر تمرير المخطط المشؤوم للتوظيف بالعقدة الذي يشكل بشروطه الحالية إجهازا على مكتسبات أبناء الشعب في وظيفة آمنة وقارة”.

وأضاف “أوطم” في بلاغ له تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه، أن هذه المخططات تجلت بعد ذلك مع “النسخة المشوهة من الميثاق المخطط الاستعجالي الذي صرفت عليه ملايير الدراهم دون أن يضع حداً للفشل، بل وبدون محاسبة، وصولا إلى مشروع القانون الإطار 51.17 الذي يؤشر على إنهاء مجانية التعليم”.

وأوضح أن هذه المخططات “تجعل من الجامعة والمدرسة العموميتين مجالا لاستعراض السياسات الجديدة لكل وزير يتسلم زمام السلطة، كما يجعل منها ساحة للاغتناء الجشع، بمبررات سوسيو اقتصادية وسياسية، وبإملاءات من المؤسسات الدولية المانحة”، وفق تعبيره.

وأورد الاتحاد أن “القرارات الإصلاحية المستنسِخة للتجارب الدولية، المتعاقبة على المنظومة التعليمية وعلى غيرها من القطاعات الحيوية، دون تكييفها مع واقعنا المغربي، ودون الإشراك الفعلي للمعنيين الأساسيين من طلبة وأساتذة وهيآت مجتمعية، يؤكد بالملموس طابع الارتجال والاستعجال والعبث”.

وانتقد المصدر ذاته، “الغياب التام لأي دراسات دقيقة تقيم الحصيلة السابقة لنظام الإجازة، وفي غياب آليات مضبوطة للمحاسبة والمتابعة والتقييم والتطوير”، مشيرا إلى أن “المجال سيبقى مفتوحا أمام تكرار النتائج المخيبة نفسها”، حسب نص البلاغ.

وأبرز “أوطم”، أن “إيلاء الاهتمام في الإصلاحات التعليمية والجامعية للهندسات الشكلية وهدر الأموال، على حساب الظروف المناسبة للتكوين، وتوفير الأرضية الخصبة للجودة والرقي وتكافؤ الفرص؛ جزء لا يتجزأ من المعضلة”.

ولفت إلى “تغييب نقاش تعريب التعليم العالي، الذي لا يتنافى مع الإبقاء على لغات الانفتاح، خاصة الإنجليزية لما توفره أكثر من غيرها من اللغات لولوج التكوينات والمعرفة، مقابل التمكين للفرنسية في المناهج التعليمية بمسمى التناوب اللغوي لتكريسٌ للتبعية والتخلف، وإذكاءٌ للارتباك اللغوي في تحصيل العلوم”.

وشدد الاتحاد، على أن “غياب التنصيص على آليات محددة مُلزمة للمحيط السوسيو اقتصادي في توفير فرص التداريب للطلبة، من الثغرات الواضحة التي تعاني منها منظومة التعليم الجامعي، وهو السبب الرئيس في توسيع الهوة بين الجامعة وسوق الشغل”، موضحا أن “كل إصلاح لا يجعل هذا الورش على رأس أولوياته لهو إعادة لإنتاج الفشل”.

كما أكد البلاغ ذاته، على أن “المعركة الوطنية التي يخوضها طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب من أجل ملفهم المطلبي العادل، جزء لا يتجزأ من نضالات الطلاب المغاربة والشعب المغربي، ضد مشاريع الخوصصة المستفحلة، ولإقرار مبدأ التكافؤ”.

واعتبر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أن “على مضامين المذكرة المطلبية المستعجلة التي وجهها  للوزارة ورئاسة الحكومة بتاريخ 5 فبراير 2019، حول مطالبه المستعجلة وملاحظاته حول مشروع القانون الإطار”.

وأعلن الاتحاد، عزمه على “الاستمرار في خوض الأشكال النضالية السلمية دفاعا عن الجامعة العمومية وحُرمتها”، داعيا “كل مكونات الجامعة والشعب المغربي إلى التكتل صونا للمكتسبات التاريخية لشعبنا وتحقيقا للمطالب العادلة والمشروعة في تعليم حر وعادل وجيد”.

كما أعلن “أوطيم”، استمراره “في حملة الغضب الوطنية التي أطلقها بربوع الجامعات المغربية تحت شعار: جميعا ضد إلغاء مجانية التعليم، ودعوته كل الفروع الطلابية إلى تكثيف الاحتجاجات ضد السياسات العبثية والإقصاء الممنهج لآراء الطلاب وممثليهم”، وفق المصدر ذاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    انا لم أفهم ما دور المجلس الأعلى للتعليم اذا كان كل وزير يأتي بمشروع؟