في “حداد صامت” .. طلبة الطب يشيعون “جنازة” الصحة العمومية بطنجة (صور)

في خطوة احتجاجية غير معتادة، احتشد العشرات من طلبة كلية الطب بمدينة طنجة، في وقفة صامتة وسط ساحة الأمم، أول أمس الأربعاء، مرتدين وزرهم البيضاء والكمامات الطبية، في شكل تنديدي بأوضاع كليات الطب والصحة العمومية بالمغرب.

الوقفة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان بالمغرب، ضمن سلسلة الاحتجاجات التي يخوضها طلاب الطب، قام خلالها المحتجون في خطوة رمزية بـ”تشييع جنازة كليات الطب والصحة العمومية بالمغرب”، واضعين على الأرض ثابوتا كُتب عليه “جنازة قطاع الصحة العمومية”.

رئيس مكتب طلبة كلية الطب بطنجة هشام حنفي، قال في حديث لجريدة “العمق”، إن هذا “الحداد الوطني هو شكل احتجاجي ضد المرسوم الوزاري المنظم للسنة السابعة بكليات الطب، وضد نظام إصلاح الدراسات الطبية والخوصصة التي يعرفها القطاع التعليمي من خلال كليات الطب الخاصة”.

وأوضح حنفي أن “طلبة الطب بطنجة كما هو الشأن بالنسبة لباقي الكليات عبر تراب المملكة، يشيعون جنازة التكوين الطبي، ويرفضون سياسة خوصصة قطاعي الصحة والتعليم، ويقفون ضد مرسوم الخدمة الوطنية ونظام إصلاح الدراسات الطبية”، مشيرا إلى أن المحتجين يرفضون التخرج بـ”سلم افتراضي”.

يأتي ذلك بعدما خاض طلاب الطب إضرابا وطنيا شمل الدروس النظرية والتطبيقية والتداريب الاستشفائية، باستثناء الحراسة، بعموم كليات الطب بالمغرب والمستشفيات الجامعية والجهوية بالمملكة، يوم 12 فبراير الجاري، وذلك بدعوة التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان بالمغرب.

كما أعلنت التنسيقية عن “بداية مسلسل نضالي وطني واستعدادها لخوض جميع الخطوات التصعيدية الممكنة، ما لم يتم تلبية النداء في القريب العاجل، داعية عامة الطلبة إلى “الالتفاف حول مكاتبهم الطلابية و الحضور إلى الجموع العامة بكثافة”، مؤكدة على “استعجالية الجلوس على مائدة الحوار مع الوزارات الوصية”، وفق بلاغ سابق.

يُشار إلى أن طلبة كلية الطب والصيدلة بمدينة طنجة، كانوا قد احتشدوا نهاية يناير الماضي، في وقفة احتجاجية أمام مقر رئاسة جامعة عبد المالك السعدي بمدينة تطوان، مع مقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية والتداريب الاستشفائية، ضمن احتجاجاتهم المتواصلة تنديدا بتأخر فتح كليتهم، وذلك بعد مرور 3 مواسم منذ بداية الدراسة في لطب بطنجة.

ووصل ملف تأخر بناء كلية الطب بمدينة طنجة، إلى قبة البرلمان نهاية دجنبر الماضي، بعدما وجه عمدة المدينة والمستشار البرلماني البشير العبدلاوي، سؤالا شفويا إلى وزارة التربية الوطنية حول الموضوع، فيما كشف كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني محمد الغراس، في جوابه على السؤال، عن أسباب تأخر البناء وإجراءات وزارة التعليم لحل هذا المشكل.