سياسة

الرباط ترد ضمنيا على “صفقة القرن”: ندعم دولة فلسطينية بسيادة كاملة

جدد المغرب التأكيد على مواصلة الجهود السلمية لدعم الحقوق الفلسطينية من أجل قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك على أساس القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية ووفق حل الدولتين.

جاء ذلك على لسان كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، منية بوستة، في كلمة لها خلال اجتماع الدورة الـ46 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، أمس الجمعة، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، تحت شعار: “50 عاما من التعاون الاسلامي: خارطة الطريق للازدهار”.

وقالت بوستة إن المملكة المغربية التي يترأس عاهلها الملك محمد السادس لجنة القدس، تؤكد “عزمها الوطيد على مواصلة الجهود السلمية لدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة على أساس القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية ووفق حل الدولتين، وذلك من أجل قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية”.

يأتي ذلك في ظل تحركات كبيرة تقودها الولايات المتحدثة الأمريكية، تحاول حشد مزيد من الدعم الإقليمي لـ”خطة السلام” الأمريكية بين الإسرائيليين والفلسطينيين المعروفة بـ”صفقة القرن”، وذلك بهدف تنازل العرب عن مطالبهم بقيام دولة فلسطينية مستقلة بناء على حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها.

وكانت تقارير إعلامية قد تحدث عن اعتزام مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، غاريد كوشنر، زيارة المغرب قبل العودة إلى واشنطن لمناقشة “صفقة القرن”، من أجل محاولة إقناع الرباط بالانخراط في هذه الصفقة على غرار دول عربية أخرى.

من جهة أخرى، شددت بوستة على ضرورة الالتزام باحترام الوحدة الترابية والوطنية للدول الاسلامية والحفاظ على استقرارها وأمنها والامتناع عن كافة اشكال التدخل في شؤونها، مشيرة إلى أن هذا الأمر “سيظل من الركائز الأساسية التي يستند عليها عملنا الإسلامي المشترك”.

وأبدت الوزيرة “استعداد المغرب الكامل للانخراط بكل جدية في أية دينامية جديدة للعمل الاسلامي المشترك، وموافقته الكاملة للمساهمة في تبادل التجارب من خلال عرض تجربته وتعميم الاستفادة ذات الصلة لما فيه خير للأمة الاسلامية”.

وذكرت كاتبة الدولة بمرور 50 سنة على تأسيس منظمة التعاون الإسلامي التي تشرف المغرب باحتضان مؤتمرها التأسيسي الأول في 25 شتنبر 1969 بهدف الدفاع عن القدس ونصرة أهل فلسطين.

وقالت إن اختيار شعار هذه الدورة كان موفقا، نظرا لما يحمله من دلالات مستقبلية واعدة تستحضر حصيلة خمسة عقود من الجهد المتواصل كمحفز لتوجيه مسار العمل الاسلامي المشترك نحو فعالية أكبر، لتحقيق ما نسعى إليه من رفاه اقتصادي واستقرار اجتماعي لشعوب الأمة الاسلامية كشعار للمرحلة القادمة، وفق تعبيره.

وأضافت أن “تقييم الوضع الحالي، أثبت مدى الحاجة الى بلورة نموذج جديد لنهضة هذه الأمة التي لديها كل الشروط المادية والمعنوية لتتبوأ مكانتها الحقيقية بين الأمم، فهي تمثل نحو 24% من إجمالي سكان العالم بعدد 1,79 مليار نسمة، 52% منهم شباب، وتستأثر بنسبة 29% من مساحة الاأاضي الزراعية في العالم، ناهيك عن توفرها على أكثر من 50% من الاحتياطي العالمي للنفط والغاز الطبيعي”.

لكن في المقابل، تقول كاتبة الدولة، إن “الأمة الاسلامية تواجهها أكبر التحديات المرتبطة بالأمن والاستقرار وتوفير فرص الشغل للشباب، إضافة إلى التحديات الإنمائية الأخرى”، معتبرة أن “الاستثمار في الشباب، يمثل الرهان المحوري الذي يجب أن يتصدر أولويات البلدان الاسلامية وتتركز فيه جهودها”.

ولفتت إلى أنه من شأن وضع خارطة طريق متجددة “إحداث نقلة نوعية في عملنا المشترك، نسعى إلى أن تكون آثارها جلية وملموسة في المؤشرات السوسيو اقتصادية لدى البلدان الاسلامية”.

وشدد على أن هذا الأمر يستدعي تبني “مقاربة مبتكرة، تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات وتحديات النظام الاقتصادي العالمي ومحاكاة التجارب الناجحة للدول التي تنتمي اليها المنظمة وشركائها، والتي راهنت بشكل كبير على تنمية العنصر البشري وتأهيله لتحقيق الطفرة التنموية والحضارية المطلوبة في اطار شامل للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

ويتضمن جدول أعمال الدورة التي تتزامن مع الإحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء المنظمة، حزمة من البنود، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب مختلف القضايا والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي.

ويبحث وزراء الخارجية خلال الاجتماع، على مدى يومين، مجموعة من المواضيع ومستجدات الملفات الملحة منها على الخصوص التطورات في فلسطين ومدينة القدس، والوضع الحالي لعملية السلام في الشرق الأوسط، والتعاون بين منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات والتجمعات الدولية والإقليمية الأخرى.

ويضم الوفد المغربي المشارك في المؤتمر الذي ترأسه بوستة، على الخصوص، فؤاد أخريف مدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ومحمد أيت وعلي سفير المملكة بالإمارات، وعبد الرحيم موزيان رئيس قسم المنظمات العربية والإسلامية بالوزارة، وعبد الله باباه نائب المندوب الدائم للمغرب لدى منظمة التعاون الإسلامي بجدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    لا توجد سوى دولة واحدة وهي فلسطين الإسلامية .??

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    موقف محترم