مجتمع

شبيبة الجماعة تطلق نداء لـ”إنقاذ” التعليم .. وترفض المس بالعربية

وجهت شبيبة العدل والإحسان، نداءً من أجل “إنقاذ مستقبل أبناء المغاربة”، محذرة من المساس باللغة العربية ومما سمته “تسليع وتجزيء التعليم بالمغرب، مشددة على أن أن إصلاح يجب أن “يخضع لنقاش عمومي على مرآى ومسمع من الشعب، لأنه المعني بمخرجاته أساسا”.

وقال المكتب الوطني لشبيبة الجماعة في بلاغ له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن “المقاربة التسليعية التشيئية للتعليم، والسعي التدريجي لإنهاء مجانيته جشعا وامتصاصا لجيوب المغاربة وتحررا من نفقاته الواجبة على الدولة تجاه مواطنيها، لن يزيد إلا صبيب الاحتقان الاجتماعي المتنام”.

واعتبرت الشبيبة أن “الشعب كلما خصخصت خدمة اجتماعية إلا وتشبت بالتي تليها، حتى صار التعليم على علاته أملهم الوحيد”، محملة “الحاكمين في هذا الوطن مسؤولية أجيال من المغاربة، ذنبهم الوحيد أن تخرجوا من تعليم هش شكلا ومضمونا، ومدارس عمومية لا ترعى حلما ولا تبني أملا”.

وشدد البلاغ، على أن “إي إصلاح لم ينسجم وهوية المجتمع ومقوماته ومقدراته، ولم تسهم فيه طاقاته المتخصصة وقواه الحية، ولم يخضع لنقاش عمومي على مرآى ومسمع من الشعب، وهو المعني بمخرجاته أساسا، لن يجسد أبدا تعاقدا وطنيا ملزما، ولن ينتج نظاما تعليميا نراهن عليه لبناء الإنسان وتحصين مستقبل وطننا في عالم متسارع ومتغير”.

وأعلنت شبيبة الجماعة “رفضها المطلق لاستهداف اللغة العربية وتعويم الاختيار اللغوي وسط مفاهيم التناوب اللغوي والانفتاح اللغوي، واعتبار ذلك حلقة متجددة من حلقات استهداف هوية هذا الشعب التاريخية”، معلنة أيضا عن تضامنها مع “معركة” الأساتذة المتعاقدين، داعية الدولة إلى “التعجيل بإيجاد حل لمطالبهم ووقف نزيف الهدر المدرسي الذي يكتوي بنتائجه تلاميذ التعليم العمومي خاصة”.

وأضاف البلاغ، أن توجه الدولة نحو اعتماد قانون إطار جديد رقم 17-51 حول التربية والتعليم، هي “محاولة جديدة جاءت بعد أن انحبست قدرات مسؤولي البلد الإقناعية أو التمويهية في تمريض أزماته الخانقة، وتحريف أصابع الاتهام عن أصل مشكله البنيوي، وإطالة أمد الانتظار لدى الشعب، والمسارعة لرفع ورقة إصلاح التعليم تحقيقا لهدفين متسقين، العزف على نغمة تخديرية بدعوى الإصلاح، وفي ثناياها تمرير وتثبيت مزيد من الإملاءات الخارجية الاقتصادية والسياسية والثقافية”.

وتابعت الشبيبة في بلاغها: “ولعل ما جادت به هذه القبضة المتحكمة في التعليم، من مشروع فاشل ينسخ آخر، دبج كسابقيه بشعارات كبيرة عائمة، لن يكون مصيره إلا كمصير “الإصلاحات” السابقة، ذلك أن تكرار إنتاج شروط الفشل يستلزم بالمنطق تكرار الفشل. وإن المتتبع لهذه السيرورة المملة ليقتنع عين اليقين أننا بصدد إفشال مقصود لا فشل طارئ”.

واعتبرت أن “روح الميثاق الوطني للتربية والتكوين ومرتكزاته الاستبدادية المتمثلة فيمن يصنع السياسة التعليمية، والإرادة التي توجه هذه السياسية، وعلاقة التعليم بالإملاءات الأجنبية، وشكل الهوية الجامعة المنشودة، والتعليم وصناعة التقدم، وقضية لغة التعليم، والتبعية المالية والهوياتية المتحكمة في مصائرنا، وغيرها، لم تخضع يوما لنقاش عمومي أو تقويم تصحيحي بعد فشل”.

وأشار البلاغ إلى “الكل مجمع على أن هذه المرتكزات شكلت عبر تاريخ التعليم في بلدنا قيودا مدسوسة مكبلة لكل نجاح، أو نهضة مجتمعية يقودها التعليم، مهما تغيرت الواجهات والمسميات والإصلاحات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    وهكذا تؤجلون أي إصلاح في ميدان التعليم في حين ان الامر من إليه لو بمكان وليس في حاجة لتنظيم ندوات ولا نقاشات تبقى بزنطية ولن تنفع الطبقات الكادحة التي هي في حاجة للتعليم.اما المعلق بالعربية والسعي لجعلها لغة تعليم المواد العلمية فذاك يظل مجرد........ ديماغوجية لذر الرماد في أعين... الشعب فأغلب اعضاءكم اما. درسوا. في مدارس البعثة الثقافية ..او درسوا فيها ابناءهم. فكفى ضحكا على الذقون. الفرنسية ودرسوا ابناءهم فيها تضحكوا على الشعب ولا زالوا