مجتمع

محسنون ينقلون أطفالا تعرضوا لـ”الحرق” لطنجة.. وأمهم تتعرض لتهديد (فيديو)

علمت جريدة “العمق” من أم الأطفال الذين عنفهم أبوهم وزوجته، قيام مجموعة من المحسنين ينحدرون من مدينة طنجة بنقلها هي وأبناؤها الثلاثة إلى مدينتهم، حيث تكلفوا بكراء منزل لها لمدة ثلاثة أشهر مع البحث لها عن عمل.

في المقابل، أوضحت الأم حكيمة في اتصال لجريدة “العمق”، أن إحدى الجمعيات التي قدمت نفسها على أنها تهتم بمجال الطفولة، هددتها بـ”السجن لمدة 20 سنة في حالة عدم تنازلها عن الدعوى القضائية التي رفعتها”.

وقالت الأم إنها انتقلت قبل أربعة أيام إلى مدينة طنجة هي وأطفالها الثلاثة، حيث اكترى لها محسنون محل يقطنون به “ريثما أجد عملا أشتغل فيه لأرعى أطفالي، لأن اليد التي تعطي ستتعب ولا تتعب التي تأخذ”.

وأضافت أن رعبا تعيشه هي وأبنائها، بسبب قدوم رجل وامرأة إليها لما كانت بمدينة آسفي، حيث قدموا أنفسهم على أنهم يمثلون إحدى جمعيات الطفولة بالمغرب، وحثوها على التنازل في قضية متابعة الأب وزوجته، مدعين أنها هي التي تسببت لهم في الحروق، وفي حالة عدم التنازل سيكون ذلك سببا في سجنها مدة 20 عاما.

وكانت “العمق” قد قامت بتصوير فيديو مع أبناء حكيمة بدوار القواسمة التابع لنفوذ جماعة المراسلة بإقليم آسفي، حيث كشفت فيه تعرض أبنائها الثلاثة للتنكيل والتعذيب من طرف أبيهم وزوجته، وهو ما رواه الأطفال بلسانهم في الحوار المصور، وذلك طوال سنتين بمديونة بالدار البيضاء.

وكشف الأطفال الثلاثة عن أثار التعذيب المزاوجة بين حرق مقصود وضرب مبرح، على جميع أنحاد أجسادهم، دون أن ينعموا كأقرانهم بطفولة سليمة معافاة، وفق تعبيرهم.

يوم الكشف

وقالت حكيمة الأم، إنه بعد مرور سنتين من ابتعادها عن أبنائها، كانت تحاول الاتصال بهم هاتفيا لكن طليقها لم يكن يسمح بذلك، إلى أن عادت من مدينة بوجدور لزيارتهم بالعاصمة الإقتصادية، وهناك ستكتشف أنهم معذبون بعد أن طلبت منه أن يتركهم يبيتون معها ليلة واحد.

“لما وصلت المنزل”، تقول حكيمة، “رأيت أن إبني لا يحرك يديه بشكل طبيعي، ولما فحصت يده وجدت لونها أخضر ومنتفخة على غير العادة كما أنها تؤلمه، وجسده مليء بعلامات الكي، واكتشفت أن سناء وغزلان لا يدرسان رغم قوله العكس، بل تظلان حبيستا المنزل، الكبيرة تطهي الخبز لزوجته التي تبيعه في الشارع، والأخرى تقابل المنزل”.

معاناة بلسان الأطفال

تحكي غزلان كبيرة أخويها ذات الرابع عشر من سنها، أن “أبوها قد حرمها من الدراسة هي وأختها سناء، أما ريان البالغ من العمر الست سنوات، فلم تطأ قدماه يوما باب الروض، وكانت زوجته تعذبنا كثيرا، إذ لا نحصل على الأكل الكافي ولا نأكل إلا حسب رغبتها، وقد كنا نضرب ضربا مبرحا وتحرق أجسادنا بمسامير الشواء”.

وتروي سناء ذات الحادية عشر سنة، في الحوار المصور مع “العمق”، أنه “في أحد الأيام التي لن أنساها، أقدمت زوجة أبي على إيقاد الفرن وأدخلت قدم أخي الصغير ريان إليه، كما أنها سكبت علي أنا ماء ساخنا على ركبتي فحرقتني دون أن تعالجها”.

وأردفت بالقول “إننا نجهل الأسباب وراء فعلها هذا لأننا ومنذ يومنا الأول في بيت أبي كانت تعاملنا بعنف”، حسب قولها.

أما الصغير ريان، فيتكلم بمرراة: ”لقد كانت زوجة أبي تمنعني من الأكل حتى يأتي من العمل، ومررا نمت دون أن آكل وجبة العشاء”، وزاد متحسرا “إنهم لم يسمحوا لي بدخول المدرسة، كما إننا عندما نشكي لإبي عنف زوجته يقوم بضربنا أكثر وأكثر”.

مطالب بسيطة

بعيدا عن أحلام الصبايا وطموحاتهم، تقول سناء البنت الوسطى لحكيمة، “كل ما أريده من هذه من هذه الحياة هو البقاء بجانب أمي في منزل يأوينا، لأنني لم أعد أطيق العيش مع أبي وزوجته”.

أما ريان الصغير فقد ردد أكثر من مرة “إن أبي كان يعذبنا، عكس أمي التي لن أفترق معها من الآن، لأنني ندمت كثيرا على الوقت الذي قضيته معه في الدار البيضاء، ولو أنني بقيت مع جدي فالقرية لكان خير لي”.

أما الأم، فقد قالت “إنه لا مشكلة لدي في أن أشتغل في أي عمل كان، المهم أن يكون عملا حلال، لأنني في حاجة للإستقرار، بنتي الكبيرة غزلان في سن يستوجب أن أكون معها، هي الآن تعيش مع أبي وترعى المواشي لأحد جيرانه وتتسخر في بيتهم، أما أنا فمرة عند أبي وأخرى عند أختي، حتى ملابسي لم أجد لهم مكانا ولا أجد حتى أين أغيرهم”.

رقم حكيمة: 0697396820 أو 0697396802

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *