سياسة

بعد “التوتر” بين البلدين.. العاهل السعودي يتصل بالملك محمد السادس

يبدو أن العلاقات بين الرباط والرياض تسير نحو الانفراج، فبعد التوتر الذي عرفته عقب التقرير “المعادي” للوحدة الوطنية الذي بثته قناة العربية بعد أن أظهرت خريطة المملكة مبتورة عن صحرائها، مما أثار الكثير من الجدل والنقاش السياسي والإعلامي بالبلدين، أجرى العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز، أمس الأربعاء اتصالا هاتفيا مع الملك محمد السادس.

ووفق وكالة الأنباء السعودية، فقد جرى خلال الاتصال “استعراض العلاقات الأخوية الصادقة والمتميزة بين البلدين الشقيقين، وما يربط بين البلدين والشعبين الشقيقين من أواصر المحبة المتجذرة والراسخة على مر السنين”.

كما جرى خلال الاتصال، “التأكيد على متانة هذه العلاقات، والحرص على تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات”، كما جرى أيضا، “استعراض تطورات الأحداث الإقليمية والدولية”.

و”أعرب خادم الحرمين الشريفين في نهاية الاتصال عن أطيب تمنياته  للملك وللشعب المغربي دوام التقدم والازدهار “.

وكان التقرير “المعادي” للوحدة الوطنية الذي بثته قناة العربية منذ أزيد من شهر، بعد أن أظهرت خريطة المملكة مبتورة عن صحرائه، ردا على الخروج الإعلامي لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة على قناة الجزيرة، قد أثار أزمة بين الرياض والرباط، ما دفع هذه الأخيرة إلى استدعاء سفيرها من أجل التشاور.

وكانت وكالة الأنباء الأمريكية “أسوشيتد برس”، كانت قد كشفت عن مسؤولين مغاربة قولهم، إن المغرب انسحب من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في الحرب اليمنية، مشيرة إلى أن المغرب استدعى سفيره بالمملكة العربية السعودية لإجراء مشاورات، موضحة أن المغرب “لم يعد يشارك في التدخلات العسكرية أو الاجتماعات الوزارية في التحالف الذي تقوده السعودية”.

وأشار المصدر ذاته نقلا عن أحد المسؤولين المغاربة قوله، إن المغرب رفض استقبال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في موقف وصفه المصدر بأنه كان “مأزقا غير عاديا” للأمير الشاب، موضحا أن السلطات المغربية تحججت برفض استقبال محمد بن سلمان بـ”جدول الأعمال المزدحم” للملك محمد السادس.

يذكر أن وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، كشف سابقا أن سفيرا المغرب بالسعودية والإمارات قدما للمملكة لحضور اجتماعات بها، وعادا لمقر عملهما بعد ذلك.

وأوضح بوريطة في ندوة صحفية بالرباط، أن استدعاء السفراء بالمملكة يتم وفق تقاليد الدبلوماسية المغربية، حيث يتم استدعاؤهم لأسباب واضحة وعبر إخبار الدولة المضيفة. وتابع بوريطة قوله، إن العلاقات بين المغرب ومنطقة الخليج، وبالضبط السعودية والإمارات، قوية وتاريخية ولها جذور، لافتا إلى أن المنطقة تشهد تحولات داخلية أو بين الدول، وهي تحولات لها تأثير على العلاقات مع المحيط.

واعتبر الوزير على أن هذه التحولات تتطلب من جانب المغرب اجتماعات للتكيف، فإذا كانت هناك تحولات ما، فإن أي دولة يمكن أن تقوم باجتماعات خاصة بها، على حد قوله.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *