المغاربة يخطفون الأنظار في عملية جمع التبرعات لفلسطين بإسطنبول (فيديو)

العمق المغربي من اسطنبول – تركيا 

خطفَ المغاربة الأنظار خلال عملية الاكتتابات لجمع التبرعات لفائدة الفلسطينيين، حيث تربعوا على رأس المساهمين بتبرعات نقدية واكتتابات من أجل إنجاز مشاريع للشعب الفلسطيني، أثناء اجتماع مجلس الأمناء التاسع للهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين، أمس السبت بمدينة اسطنبول التركية.

وخلال عملية جمع التبرعات بشكل مباشر وعبر الاكتتابات من أجل تمويل مشاريع اجتماعية واقتصادية وخيرية بفلسطين، خاصة بقطاع غزة والقدس، ظلت أسماء المغاربة المتبرعين تتردد على لسان مسير اللقاء بشكل متواصل، خاصة وأنهم شكلوا أكبر وفد مشارك في الاجتماع بـ43 متطوعا في الهيئة من أصل 133 مشاركا يمثلون عشرات الدول العربية والإسلامية والأوروبية والآسيوية.

وتقدم غالبية أعضاء الوفد المغربي باكتتابات للتبرع بملايين السنتيمات لفائدة الشعب الفلسطيني، بهدف ترميم المنازل والمساجد والكنائس وبناء مستشفيات وعيادات ومدارس وشبكات الكهرباء والمياه ومراكز اجتماعية ومرافق عمومية، وذلك بقطاع غزة والقدس، إذ كان لافتا الحضور النوعي للنساء المغربيات اللواتي تبرعن بأسوار وخواتم ذهبية خاصة بهن علاوة على الأموال.

كما تميز الاجتماع بحضور نوعي للوفد الجزائري الذي قدم بدوره عشرات الاكتتابات، إلى جانب المشاركين من الأردن وتركيا ولبنان والبحرين والكويت وتونس ألمانيا وماليزيا وموريتانيا وليبيا وفرنسا والدنمارك وغيرها من دول العالم الداعمة للهيئة، وذلك عن طريق أفراد ومؤسسات وهيئات، حيث بلغت مدة عملية الاكتتاب حوالي الساعتين.

واستطاعت الهيئة خلال هذه العملية، جمع اكتتابات بلغت أزيد من مليونين و670 ألف دولار، أي حوالي 26 مليون درهم (2.6 مليار سنتيم)، منها تبرعات نقدية فورية، فيما تعهد مكتب الهيئة بتركيا بتخصيص مليون ونصف دولار لتمويل مشروع ضخم بغزة، كما تعهد مكتب المغرب بتمويل عمليات ترميم 30 منزلا بغزة، إضافة إلى مكاتب دول أخرى.

وشهدت حصيلة إعمار غزة من طرف الهيئة العربية الدولية لإعمار فلسطين خلال العام 2018، القيام بـ 138 فعالية في 32 مدينة ضمن 17 دولة عبر العالم، وهو ما جعل حصيلة الهيئة من مشاريع في فلسطين منذ انطلاقها يبلغ أزيد من 35 مليون دولار أمريكي (حوالي 34 مليار سنتيم)، ذهبت لتمويل مشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والبنية التحتية والزراعة والأوقاف وغيرها.

وساهم المغاربة عبر الهيئة العربية الدولية لإعمار فلسطين، في بناء 3 مؤسسات في قطاع غزة خلال السنوات المنصرمة، ويتعلق الأمر بمدرسة الأديبة المغربية خناثة بنونة، ومدرسة الشيخ عبد السلام ياسين، والمستشفى المغربي، إضافة إلى ترميم عشرات البيوت ودعم مشاريع أخرى.

وصباح أمس، صادق مجلس الأمناء على التقرير الإداري والمالي للهيئة لسنة 2018 وإقراره بأغلبية الحاضرين، مع اعتماد أعضاء جدد لمجلس الأمناء، حيث تم عرض فيديو لإنجازات الهيئة بغزة طيلة 10 سنوات من الإعمار، فيما شدد البرلماني عن حزب العدالة والتنمية التركي ومسؤول ملف فلسطين ببرلمان تركيا حسن توران، على أن بلاده لن تتخلى عن فلسطين وستواصل دعم كل المبادرات التي تعمل على نصر الفلسطينيين.

رئيس الهيئة طاهر المصري، قال في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، إن 13 عاما من الحصار الصهيوني على قطاع غزة، خلف دمارا وحروبا ثلاثة أتت على كل شي وحولت حياة الإنسان الفلسطيني إلى جحيم ومعاناة، مضيفا بالقول: “لكن هذه الأعوام العشر كانت أعوام عمل وبناء وإعمار تداعى لها الخيرون من كل مكان، اجتمعوا وخططوا ونفذوا مشاريع تجاوزت قيمتها الإجمالية 35 مليون دولار”.

يُشار إلى أن الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين (غزة سابقا)، هي مؤسسة دولية غير حكومية تأسست بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سنة 2008، وذلك “من أجل توحيد جهود الإعمار والبناء في غزة، وصهرها في بوتقة واحدة خدمة لأبناء الشعب الفلسطيني”، وتتوفر على مكاتب في 14 دولة، من ضمنها المغرب، فيما يشغل البرلماني المغربي السابق عيسى امكيكي مهمة النائب الأول لرئيس مجلس إدارة الهيئة.