منتدى العمق

سياسة الريح ضيعت الملايين!؟

هكذا ذهبتْ 500 مليون يوم الثلاثاء الماضي مع الريح… الريح الذي حول المباراة “الودية” بين المنتخب “الوطني” ونظيره الأرجنتيني في ملعب ابن بطوطة بطنجة إلى مباراة ضد الأكياس البلاستيكية المتطايرة بفعل الرياح القوية التي أَبَتْ إلا أنْ تعري واقعنا وتفضحنا “قدام” الأجانب!

فأيننا من أوهام “زيرو ميكا” التي تعود إلى مناسبة “كوب 22″، وكما تعلمون فالمناسبة شرط والقرارات المتخذة إبان المناسبة تكون دائماً مناسباتية عندنا؟ أين نحن من أماني لعب نقي بين الأسود ومنتخب التانغو؟ أين نحن من متعة مشاهدة النجوم (وخصوصا البرغوث ميسي) يرقصون كرة القدم على ملعب مغربي؟

كل هذا ذهب أدراج الرياح، وأعادنا إلى زمان “الكراطة” الملعونة وخلفَ غصة في الحلق ليس فقط لدى مجنوني الكرة المستديرة ولكن لدى كل إنسان مغربي ما زالتْ لديه بقية من غيرة وطنية على البلد، لأن الجامعة الملكية لكرة القدم دفعت 500 مليون للجامعة الأرجنتينية مقابل إجراء هذه المباراة، وكانت ستمنحها ملياراً بالتمام والكمال لو حضر النجم “ميسي”.

لكن لسوء حظ الجامعة الملكية لم يبل “ميسي” قميصه الغالي جداً في تلك المباراة، ربما لحسن حظنا نحن الذين نرى بألمٍ كيف تُصرفُ الأموال العمومية في عمليات “ذر الرماد في العيون” و”تزفيت” الطرق مرة ومرة ثانية وثالثة كأن القضية ليستْ “مزفتة” بما فيه الكفاية، وفي أشياء أخرى لا داعي لذكرها لأنها تنتهي في المرحاض!

قالواْ لم يحضر “البرغوث” بسبب الإصابة، ولا أجادل في ذلك لأن السؤال الأول هو هل كان فعلاً سيحضر أم المسألة محض عملية ماركتينغ لبيع التذاكر وربما استرجاع جزء من تلك الملايين، وعندما تعذر ملء الملعب قبيل المباراة عمد مسؤولو الجامعة الملكية إلى توزيع التذاكر على ذوي الاحتياجات الخاصة؟

يا لها من عملية “تبييض” كبرى، لكن بالجِير وليس بالصباغة الواجب استخدامها في مثل هذه الحالات! لأن خلق انتظارات لدى الشباب خصوصاً ثم “تخييب” أملهم بتلك الطريقة يستدعي “مساحيق تجميل احترافية” (professional makeup) لجعلهم يتقبلون كيف تُصرفُ أموال الشعب المغربي تلك، والتي كان من الأجدر أنْ تذهب إلى ضرورات العيش، في مقابلة لم تكن لا ودية ولا ناجحة ليس بسبب نرفزة اللاعبين ولا بسبب نتيجة المباراة (واحد لصفر لفائدة المنتخب الأرجنتيني) فقط، ولكن بجميع المقاييس الكروية لأنها كانتْ أقرب إلى مباراة هواة.

المضحك، وكثرة الهَم تضحك كما تعرفون، هو أن بعض معلقي ومسؤولي “المخزن الكروي” ألقواْ اللوم على الرياح التي أفسدتْ المباراة! طبعاً الطقس دائماً هو السبب: الحرارة هي سبب تخلفنا والبرد هو سبب مصائبنا والرياح هي المسؤولة عن انتكاساتنا!

ولكي يبقى خطابهم متجانساً، لماذا لا يحملون الطقس كذلك مسؤولية “الإنجازات” ويقولون مثلاً: تمكنا من إطلاق القطار فائق السرعة “البُراق” بفضل منخفض جوي قادم من اليابان وبفضل السياسة الحكيمة للقزع ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *