مجتمع

قصة خياط كفيف يقاوم الحياة بدون بصر ليؤمن قوت يومه بآسفي (فيديو)

شاب في عقد الثالث، لا يرضى مد يده للساعية، أراد أن يكون لنفسه بنفسه، بالحرفة التي عشقها منذ صغره وتعلم تفاصيلها على يد خاله قبل أن يلتحق بمعهد الخياطة العصرية. ميلود عروض خياط كفيف ابن مدينة آسفي ما يزال يقاوم من أجل لقمة عيش يعيل بها أبواه الطاعنين في السن.


لم يكن ميلود يدري أن القدر سيسلب منه بصره جراء إصابته بداء السكر، لقد بدأ بصره يتناقص منذ سنة 2006، ليفقده بشكل نهائي سنة 2011. إصراره على الاستمرار في العمل جعل يفكر في الرجوع مجددا لحرفته المحبوبة، كلفه هذا ستة أشهر حتى استطاع مراجعة الخياطة والفصالة، مع قدرته على تعلم أشياء أخرى لم يكن يعملها من قبل.

يعاني ميلود اليوم بسبب ما أسماه في حوار مصور مع “العمق” بالنظرة الدونية للمكفوف وانعدام الثقة، من قلة العمل في محله، فحتى “الروتوشات” وترقيع الملابس من إنقاص عرضها أو طولها، لم يعد لها مكان عنده، “فالناس لا تتق في خياط كفيف، وأنا أتفهم ذلك، لأن المرآة عندما تأتيك بثوب فهي جمعت نقوده دراهم دراهم”.

يستطيع ميلود أن يدخل الخيط في الإبرة دون صعوبة تذكر، كما له القدرة على إصلاح آلة الخياطة الخاصة به لوحده دون انتظار أحد. ويملك في روحه حرفة يجمع فيها بين خياطة الملابس التقليدية والعصرية رجالية ونسائية، بل يكفيه أن يلمس أي لباس بيده ويفص مثله.

يعيش ابن حاضرة المحيط صعوبات مادية تتجلى في انعدام الدخول من ورشة خياطته، أما في عمله، فلا وجود لإكراه أما حبه لحرفته. ويقول لزبنائه إنه يتحمل مسؤولية أي خدمة لم يتقنها سواء في الفصالة أو الخياطة. كما ناشد المسؤولين والمحسنين لمساعدته في القيام بمشروع لبيع الأثواب، كونه يحتاج لعمل يعيل به أبواه الطاعنين في السن ويأسس أسرة تساعده في حياته اليومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *