منتدى العمق

حصيلة مهرجان مولاي بوعزة: إقبار لدار الصانعة ومعرض هزيل للصناعة التقليدية

انتهى مهرجان مولاي بوعزة و ظلت دار لقمان على حالها ، فنصيب البلدة من التنمية المزعومة كان مع الأسف أكواما متكدسة من الزبالة و اهتراء في البنى التحتية و تفاقما في المشاكل الحقيقية التي تتخبط فيها البلدة.

في هذه الأسطر سنكشف عن هنات معرض الصناعة التقليدية الذي نظمته غرفة الصناعة التقليدية بجهة بني ملال خنيفرة على هامش المهرجان، فالمعرض الذي أثته تعاونيات متعددة من مختلف ربوع الجهة، عرف مشاركة تعاونية وحيدة يتيمة من البلدة هي ” تعاونية الفلاح” التي تعنى بالنسيج و الخياطة ، بينما تم استقدام و استيراد باقي التعاونيات من مناطق أخرى بغرض تلميع الصورة المشوهة و تزيين المشهد القبيح بالبلدة ، مشهد يفتقد يفتقر لتعاونيات مؤهلة و قادرة على تمثيل البلدة. غير أن المشكل لا يكمن في مشاركة تعاونيات مناطق أخرى في المعرض و غياب التعاونيات المحلية، فأرض تاغيا ظلت على مر السنين موطنا لتلاقح و تلاقي مجموعة من الروافد بما يخدم المنطقة و يحقق الاقلاع التنموي، لكن المشكل الحقيقي هو افتقار البلدة للتعاونيات الناشطة في ميدان الصناعة التقليدية، مع العلم أن البلدة ضاجة و زاخرة بمواهب و كفاءات عالية في حقل الصناعة التقليدية و خاصة النسيج و الاعمال اليدوية… و غيرها.

إن تنظيم الندوات والمحاضرات و ترديد الخطابات الفارغة و افتراس الميزانيات افتراسا بدواعي “عبيطة” هو تحقير لساكنة مولاي بوعزة و ضحك على الذقون، و تقليل من شأن ساكنة عريقة لها تاريخها الممتد في أرض المغرب، و ما فشل الندوة المعنونة ب : مستجدات القانون 112-12 تأسيس التعاونيات وملاءمة أنظمتها الأساسية ، بتأطير من المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي إلا دليل قاطع و جازم عن وعي الساكنة العميق بعدم جدوى الشعارات و الخطابات المموهة و الفارغة ، فقد فضل الأهالي عدم تضييع وقتهم في الإنصات لجعجعة بلا طحين، و اختاروا أن يتساءلوا عن مصير مشروع ” دار الصانعة” الذي اقترحه المجلس الجماعي السابق برئاسة محمد بن قصاوي، و زكاه المجلس الجماعي الحالي. المشروع الذي تم إقباره و باء بالفشل لأن الغرف و المديريات الإقليمية المسؤولة عن القطاع لا تهمها التنمية بالمنطقة ، بالقدر الذي يهمها إنجاح المهرجانات.

فليعلم من يهمه الأمر أن ساكنة مولاي بوعزة ليست في حاجة إلى معرض آني لحظي يدوم بضع سويعات ثم ينتهي لتقتلع خيامه و تفوت البلدة فرص تنموية حقيقية، إن حاجة الساكنة ماسة و ملحة لدار الصانعة التي تم إقبارها و طمسها ، لتعوض بشعار رنان ” المرأة الصانعة دعامة التنمية المحلية” ، ما لكم كيف تحكمون؟

* حاصل على الماستر في تدريسية اللغة العربية بكلية علوم التربية- الرباط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *