سياسة

الصمدي: تخريج ألف مهندس وطبيب أسهل من تخريج مفكر واحد (صور)

أكد كاتب الدولة المكلف بالبحث العلمي خالد الصمدي أن وزارته انتبهت مؤخرا إلى أهمية البحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، مشددا على ضرورة تحقيق التوازن بين علوم العمران وعلوم الإنسان، واعتبر أنه من السهل تخريج ألف مهندس وطبيب في حين يصعب تخريج مفكر واحد.

وأضاف الصمدي أن ذلك هو ما يفسر وفرة المتخصصين في العلوم المادية في مختلف البلدان، في حين أن المفكرين والمتخصصين في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية يشار إليهم بالبنان.

وأفاد كاتب الدولة أنه تم على مستوى الوزارة تخصيص 30 مليون درهم من أجل تطوير البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وإحياء مختبرات البحث العلمي في كليات الآداب والحقوق.

الصمدي خلال حديثه في أشغال الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية حول “الأخلاق والسياسة في التراث العربي الإسلامي، تأثير أبي الوليد محمد ابن رشد في زمانه وفي الأعصر اللاحقة”، اليوم الجمعة بمراكش، قال إن البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية كان ينظر له لمدة طويلة من باب الترف أو الشيء الزائد.

وشدد على أن العلوم الإنسانية والاجتماعية تلعب دورا كبيرا في تحقيق الاستقرار بالبلدان، ولها أن تكون داعمة لتطوير الاستثمار الأجنبي بالبلدان، مبرزا أنه لما كان يحاول إقناع القائمين على وزارة المالية بتخصيص غلاف للبحث العلمي في هذا المجال قال “إن المستثمر قبل أن يبدأ أعماله في أي بلد يبحث عن مدى استقرار البلدان، ويشتغل في دراسة تواجد التناقضات والصراعات المذهبية والدينية والثقافية وأثرها استقرار المجتمع”.

وأضاف الصمدي أن الوزارة أطلقت مشروع ابن خلدون للبحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وأنها توصلت من الجامعات المغربية بما يقارب 500 مشروع، استقر الأمر على 154 منها سيتم العمل عليها على مدى 3 سنوات المقبلة.

وتابع أنه ناقش مع عميد كلية اللغة العربية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش فكرة إحداث قطب خاص بدراسة الحضارات واللغات الشرقية، استثمارا لفكرة المفكر أحمد شحلان الذي تحتفي به الندوة المذكورة، وانفتاحا على اللغات والحضارات التركية والفارسية والأردية، إلى جانب الثقافات واللغات الغربية.

الصمدي أثنى على المفكر أحمد شحلان في كلمته بالندوة التي ينظمها مركز روافد للتراث والأبحاث في حضارة المغرب وتراث المتوسط، بشراكة مع جامعة القاضي عياض، على مدار ثلاثة أيام بمراكش، ووصفه بـ”صاحب مسار علمي واضح المعالم، أُثبت من خلال أحقيته بلقب عميد العلوم السامية”.

وتابع “لا تكاد تجد شخصية بمميزات أحمد شحلان المتخصص في العلوم الحضارية والتاريخية والمتعمق في اللغة والأدب”، مردفا “المطلع على مسيرة شحلان سيقف على أن مسيرة الأستاذ لم تتوقف عند المسار المبارك في التدريس بالجامعة وإنما تخطاه إلى العطاء في العديد من المجالات العملية، وأثمر غزارة في ميدان التأليف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    موضوع مهم للغاية. والضرورة له أصبحت ملحة