مجتمع

رابطة أمازيغية ترفض فرنسة التعليم.. وتنتخب صدقي رئيسا لها

في سياق الصراع المحتدم حول مشروع قانون إطار رقم 17.51 يتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، استنكر المؤتمر الثاني للرابطة المغربية للأمازيغية محاولة تمرير المشروع، معتبرا أن فيه “مسا” بمكانة اللغتين الوطنيتين الرسميتين الأمازيغية والعربية، و”توجه” نحو فرنسة التعليم، داعيا إلى استدراك الأمر بالنظر لمخالفته الصريحة للدستور ولمساسه بهوية المغاربة وإضراره بالتعليم ومستقبله.

ودعا بيان مؤتمر الرابطة إلى مواصلة البناء الديمقراطي في المغرب، واحترام الحريات وإقرار العدالة الاجتماعية واحترام كرامة المواطن، رافضا ما سماه بـ”كل أشكال الردة والنكوص ومحاولة الالتفاف” على مسار الإصلاح الدمقراطي، مبديا استعداد الرابطة للتعاون مع مختلف الفاعلين لخدمة الأمازيغية، في إطار الثوابت الدستورية للمملكة، بمقاربة وحدوية وطنية عمادها الهوية الوطنية الجامعة.

وانتقد بيان اختتام المؤتمر استمرار التماطل، وعرقلة إخراج القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، وكذا القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، داعيا إلى تسريع إخراجهما إلى حيز الوجود في أقرب الآجال، موضحا أن مقاربة الرابطة لقضية الأمازيغية هي “مقاربة وحدوية وطنية، تستند إلى ثوابت الأمة المغربية المنصوص عليها دستوريا، بعيدا عن بعض الخطابات المتشنجة والتي لا تخدم الأمازيغية في شيء”.

وشدد بيان الرابطة توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، على رفضه المطلق “الزج بالقضية الأمازيغية كإرث مشترك حضاري بين كل المغاربة، واستغلال الأمازيغية في الترويج لمغامرات صهيونية وتطبيعية مكشوفة، تستهدف أمن المغرب ووحدة أراضيه، وأمن وسكينة مواطنيه وثوابته الوطنية الجامعة”، رفضا كل أشكال الإرهاب والتطرف والغلو، والمس بحياة الناس وأرواحهم وممتلكاتهم، مع إدانته الشديدة لكل أعمال الإرهاب بغض النظر عن مصدرها.

وأدان المصدر ذاته ما سماه بكل المؤامرات المتجسدة في صفقة القرن، والحصار الجائر، والاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني الأعزل، والتضييق على المقدسيين، والتقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك، وبناء المستوطنات المستمر، داعيا إلى بناء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف على أرض فلسطين التاريخية، مثمنا الجهود التي يقودها أو ينخرط فيها المغرب لصالح القضية الفلسطينية، ومنه مواقفه الحازمة والرافضة لصفقة القرن، ودعمه لصمود الفلسطينيين.

يذكر أن المؤتمر الوطني الثاني العادي للرابطة المغربية للأمازيغية، المنظم تحت شعار: “الأمازيغية رافعة للتنمية ودعامة أساسية للوحدة الوطنية”، يوم الأحد 28 أبريل 2019، بمدينة الرباط، أسفر عن انتخاب سليمان صدقي رئيسا للرابطة خلفا لحفيظ يونسي، وانتخاب باقي أعضاء المكتب الوطني والمصادقة على أعضاء المجلس الإداري للرابطة، وعرف المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي للولاية الماضية، الممتدة بين سنتي 2014-2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • باحث في الثقافة الامازيغية
    منذ 5 سنوات

    كنا من زمان ننتظر مثل هذه الرابطة التي لا بد انها ستشكل بديلا حقيقيا لنا كمغاربة ناطقين بالامازيغية او العربية للدفاع عن مكونات الهوية المغربية، بعيدا عن الشعارات التي تضرب في مقومات بلدنا وثوابته الدينية والسياسية والوحدوية والدمقراطية.

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    أول مرة أقرأ تصريحا ذكيا و عميقا يمتح من المثل القائل: أكلت يوم أكل الثور الأبيض. أشد بحرارة كمواطن مغربي على أيدي الإخوة و الرفاق في الرابطة.