سياسة، مجتمع

البقالي: أول موسوعة للفيزياء بالعربية اختارت تجربة التعريب بالمغرب

أكد الباحث المغربي فيصل البقالي أن البروفيسور محمد البغدادي اختار التجربة المغربية في تعريب العلوم الرياضية والطبيعية والتقنية لإصدار أول موسوعة علمية عربية في الفيزياء الرياضية باللغة العربية، بعنوان “أسس الفيزياء المعاصرة”، ضمن علم الفيزياء الرياضية أو ما تسمى أيضا بالفيزياء النظرية، والصادرة عن دار “طوب بريس” بالرباط، في خمسة مجلدات بإمكانيات ذاتية لأستاذ الفيزياء بجامعة محمد الخامس.

وأضاف الباحث أن اختيار مؤسس مختبر الفيزياء النظرية بجامعة محمد الخامس، للتجربة المغربية نابع من تميزها بتوسطها واعتدالها، بأخذ خير ما في العربية من تسميات وإطلاقات ومصطلحات، إضافة إلى اعتمادها الحرف اللاتيني في ترميز المعادلات الرياضية والكيميائية وما يدخل في بابها، موضحا أن ذلك ما يحقق معا تواصلية جيدة مع المؤلف العلمي والتقني العالمي عكس الطريقة المشرقية التي ترمز بالحرف العربي ما يجعل المرور صعبا جدا.

وشدد الباحث على أن هذا الكتاب يمكن اعتبار ذا أهمية خاصة من وجوه أهمها موضوعه والمجال الذي يتحدث فيه، موضحا أن مجاله تقل فيه موسوعات عربية رصينة تتحلى بالمنهجية العلمية الدقيقة والمكتوبة بلغة عربية عالمة، يقرؤها المختصون، ولا يستغني عنها الطلبة والدارسون، ولا ينفر منها من له أثارة من علم الفيزياء والعلوم الطبيعية بشكل عام.

وأضاف البقالي أن أهمية الكتاب تكمن في شخصية المؤلف، موضحا أن الدكتور محمد البغدادي ذو تجربة بيداغوجية كبيرة مدرس للفيزياء بجامعات مختلفة وبمعاهد التكوين باللغتين العربية والفرنسية، علاوة على أنه مؤلف ثري الإنتاج، سواء بالفرنسية وترجم في تخصصه وفي فلسفة العلم وتاريخ العلوم إلى العربية من الفرنسية والإنجليزية والألمانية.

وأعلن البقالي توصلته بموسوعة الدكتور محمد البغدادي المعنونة بـ”أسس الفيزياء المعاصرة”، موضحا أنها تقع في خمسة أجزاء معتبرة الحجم تتناول بالترتيب الأبواب الكبرى للفيزياء الحديثة “على الأقل من الناحية المدرسية”، مشيرا إلى أن الجزء الأول خصصه البروفيسور للميكانيك التقليدي والنسبوي، والثاني لميكانيك الإحصائي والتيرموديناميك، والثالث للكهرومغناطيسية والضوء، والجزء الرابع لميكانيك الكمومي أو ميكانيكا الكم، أما الخامس فجعله للفيزياء الإحصائية”.

وقال البقالي “أعتقد أن هذه الموسوعة جديرة بالاقتناء والاحتفاء ولا يجب أن تستغني عنها مدرسة أو معهد ثانوي أو جامعي، ناهيك عن المكتبات العامة والخاصة، فاقتناؤها استفادة ودعم للبحث العلمي الوطني والعربي وخدمة للعربية وأهلها. كما أنها بحسب اطلاعي الأولي مفيدة جدا لتلاميذ البكالوريا والسنوات الأولى في الجامعة للتخصصات الرياضية الفيزيائية”.

ويأتي صدور أول موسوعة علمية عربية في الفيزياء الرياضية باللغة العربية، بعنوان “أسس الفيزياء المعاصرة”، في سياق إنكار بعض الأطراف بالمغرب لإمكانية تدريس العلوم باللغة العربية وجعلها لغة للبحث العلمي، وهو النقاش المحتدم في خضم مناقشة مشروع القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    رائع