اقتصاد، مجتمع

“أوريو ليس حلالا” تربك المغاربة والمسلمين عبر العالم.. والشركة توضح (صور)

تعيش الشركة المصنعة لمنتجات “أوريو” الذي يعتبر من أشهر أنواع البسكويت في العالم، على وقع “أزمة غير مسبوقة” بسبب تغريدة على الحساب الرسمي للشركة بموقع “توتير” يوم 11 ماي المنصرم، جاء فيه: “أوريو ليست حلالًا. شكرًا على رسالتك”، وهو ما أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب كما باقي الدول الإسلامية ولدى الجاليات المسلمة بالغرب.

ورغم أن شركة “أوريو” سارعت إلى حذف التغريدة بعد ذلك، إلا أن الشك في حقيقة منتجاتها دفع المئات من المستهلكين المسلمين لهذا البسكويت إلى مراسلة الشركة عبر موقعها الرسمي وصفحتها على تويتر، حيث تقاطرت عليها آلاف الأسئلة والتعليقات والاستفسارات حول مكونات هذا المنتج ومدى ملاءمته لخصوصيات المسلمين.

إدارة الموقع الرسمي لشركة أوريو، أجابت على أسئلة المعلقين عن منتجاتها، وعن حقيقة احتواء هذا البسكويت الشهير على دهون الخنزير والكحول واللبن والجيلاتين والصويا والمكسرات، حيث كان السؤال المحوري الذي دارت حوله مختلف هذه المشكلة هو “هل أوريو منتج حلال؟”، لتكون الإجابة صادمة للمسلمين “لا”، قبل أن تصدر بلاغا توضيحيا يُطمئن المسلمين.

“أوريو” الذي تنتجه شركة “Mondelez International” منذ عام 1912، تناول العالم أكثر من 500 مليار قطعة بسكويت منه حسب إحصائيات خاصة بهذه المنتج، إذ تضع الشركة شعارا لهذا البسكويت في 3 كلمات هي “فكها.. دوقها.. غرقها”، وهو يتكون من ثلاث طبقات، اثنان منها باللون الأسود يتوسطهما مسحوق أبيض.

الشركة توضح

لكن الشركة حاولت حسم الجدل بتغريدة أخرى عبر حسابها على “تويتر”، كشفت خلالها أن المنتجات التي يتم توزيعها في الشرق الأوسط والبلاد العربية كلها “حلال”، بينما التي يتم توزيعها في الولايات المتحدة وكندا فهي تضم موادا كحولية، بالإضافة إلى أنها قد لا تكون مناسبة 100% لمن لا يستخدمون المنتجات الحيوانية، نظرًا لوجود منتجات قد تكون اختلطت أو لمست الحليب.

وقالت الشركة في هذا الإطار: “نؤكد لكم أن جميع منتجاتنا حلال ومتفقة مع القوانين واللوائح المحلية بمنطقتكم، ونسعى لتزويد عملائنا بأفضل جودة للمنتج، وسنضع تفاصيل أكثر لتزودكم بمعلومات واضحة حول مكوناتنا ومدى ملائمتها لأنظمتكم الغذائية”، حسب ما أورده موقع “الجزيرة.نت”.

الموقع ذاتها قال إن منتج أوريو الذي يتم توزيعه -على الأقل- في المنطقة العربية، يتم تصنيعه في مصانع الشركة في مدينة الدمام شرقي السعودية لدى شركة “Nabisco Arabia Co. Ltd”، مشيرا بالمقابل إلى أن مستخلص الفانيليا الذي يدخل ضمن مكونات “أوريو” يحتوي على كمية صغيرة جدا من الكحول الذي يتبخر عند التسخين، وهو ما يرفضه البعض ويقبله البعض الآخر.

ووفق قسم سلامة الأغذية بدبي، فإنه يتم فحص كل شحنات أوريو المستوردة، مع فحص الوثائق كل مرة من قبل مفتشي الموانئ للتأكد من سلامتها. علاوة على ذلك، يتم فحص عينات من المنتج بشكل دوري في مختبر دبي المركزي للتأكد من عدم الغش وخلوها من مشتقات الحيوانات والكحوليات.

متحدث باسم شركة “Mondelez International” بدولة الإمارات، كشف في تصريح لصحيفة “غلف نيوز” الإماراتية، أنَّ منتجاتهم حلال، وأن تغريدة الشركة أحدثت كل هذا اللغط وأخافت المسلمين، قائلا: “نعهد بإدارة حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مصادر خارجية، وجاءت تلك التغريدة على جزأين، لم يُعمَم سوى جزء منها، أما الآخر فأوضح في منطقة الولايات المتحدة وكندا”.

وأشار إلى أن التغريدة التي تحدثت عن أن البسكويت “ليس حلالاً” لم يكن مقصوداً بها البسكويت المُباع بالمنطقة العربية، مضيفا بالقول: “التغريدة خاطئة وضللت المستهلكين في المنطقة العربية، منتجات أوريو التي تُباع في تلك المنطقة حلال وتمتثل للقوانين واللوائح المحلية”.

الطبقات الثلاث !

وفق الموقع الرسمي للشركة، يتم تصنيع “أوريو” من: دقيق القمح، السكر، الزيوت النباتية (النخيل)، مسحوق الكاكاو المخفف من الدسم 4.6%، نشا القمح، شراب الغلوكوز، الفركتوز، الملح، كربونات هيدروجين البوتاسيوم، كربونات هيدروجين الصوديوم، كربونات الأمونيوم الهيدروجينية، مستحلبات، نكهة الفانيليا.

موقع “الجزيرة” التي تناول تفاصيل هذا البسكويت، أوضح أن تفاصيل مكونات “أوريو” قد تكون معقدة بعض الشيء، لكن تناوله مناسب للنباتيين الذين يتناولون الألبان، ولكنه ليس مناسبا للممتنعين عن منتجات الألبان لوجود الحليب ضمن مكوناته، ويحتوي المنتج أيضًا على مادة الجيلاتين لكنها مستخلصة من القمح وليس من دهن الخنزير.

رغم ذلك، فلن تجد اللبن ضمن قائمة المكونات الموجودة على غلاف “أوريو”، إذ من الممكن أن يحتوي عليه، لأنه فقط “يلامسه” أو يستخدم بكمية مجهرية، بحسب وصف الشركة، وهو ما يعني أن هناك كمية قليلة جدًا من اللبن قد لامست المكونات، وإما لامست الأدوات المستخدمة لصنعه، حسب المصدر ذاته.

ورغم الاعتراف على موقع الشركة، فإن الوصفة الأصلية لـ”أوريو”، وفق إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية (أف دي أي)، لا تحتوي على الألبان، فالشركة الأم (Nabisco) سعت كثيرًا لاستبدال كلمة لبن أو حليب بكلمة كريمة، لوصف الحشو الأبيض. ولكن ووسط هذا التداخل الكبير، تسببت شركة “Nabisco” في شك المستهلكين بها قبل ذلك عام 2014 عندما اتضح أنها تستخدم دهن الخنزير في صناعة الحشو الكريمي الأبيض، واستبدلته في المكونات التي سجلتها منذ عام 1997 على أنه زيت نباتي، ليتم إدراج أوريو منتجا نباتيا.

وتم كشف أمر الشركة عندما سرب أميركي وصفة أوريو لشركة صينية مقابل 28 مليون دولار، ليتم الحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما، ورغم ذلك تبين في الوصفة أن اللون الأبيض والملمس الكريمي كان بسبب المضافات الغذائية الضارة، ومنها ثاني أكسيد التيتانيوم، الذي يمكن أن يسبب تلفًا كبيرًا للأنسجة والكبد، ولكن لا يوجد دليل أكيد على وجود هذه المضافات إلا من سرب الوصفة.

وتتوفر منتجات “أوريو” في أسواق نحو 100 بلد حول العالم، ومؤخرًا أصبح أكثر الوجبات الخفيفة المرغوبة بين الناس، مما تسبب في تفاقم الأزمة وانتشارها سريعًا. ولإنهاء حالة الارتباك الناجمة عن التغريدة الأولى، فإذا كنت تأكل أوريو في دولة إسلامية فأنت في أمان، أما إذا كنت مسلمًا يعيش بدولة غير مسلمة فأنت بحاجة لتوخي الحذر، حسب المصدر ذاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *