سياسة

هل مارست البوليساريو والجزائر ضغوطا على كولر لتقديم استقالته؟

قال عبد الفتاح الفاتيحي الخبير في شؤون منطقة الصحراء والساحل، إن استقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كولر كانت “مفاجئة جدا، مما يعني بأن هناك ضغوطا مورست عليه لتخفيف مسلسل البحث عن تسوية في هذا الوقت الذي تعرفه فيه الجزائر والبوليساريو وضعا سياسيا سيئا”.

وأعلنت الأمم المتحدة، مساء أمس الأربعاء، عن استقالة مبعوثها إلى الصحراء الألماني هورست كولر لدواع صحية. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن هذا الأخير التقى بهورست كولر وأبلغه بقرار الاستقالة لدواعي صحية، مضيفا أن غوتيرس أعرب عن “أسفه البالغ لهذه الاستقالة لكنه قال إنه يتفهمها تماما”.

وربط الفاتيحي في حديث مع جريدة “العمق”، استقالة هورست كولر بالزيارة التي قام بها وفد كبير من جبهة البوليساريو إلى البرلمان الألماني، لافتا إلى أن “الموقف الألماني حول النزاع غير واضح بالرغم من كونه صوت لصالح القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي”.

إن الذي يتخوف منه الخصوم، بحسب الفاتيحي هو “إمكانية هورست كولر للوصول إلى الحل وهي التي كانت أساس تقديمه لاستقالته بعدما تبين له أن الأطراف الأخرى سواء الجزائر ولا البوليساريو لا تمتلك إرادة سياسية حقيقية من أجل الدخول في مفاوضات وحوار جاد خاصة في الموائد المستديرة أملا في الاتفاق على تسوية سياسية”.

وزاد المتحدث، “نظرا لكون الزمن السياسي الآن في الجزائر وكذلك في البوليساريو سيء، وهو في لصالح لمغرب، فمتابعة الحوار على النهج الذي وضعه هورست كولر يهدد الموقف التفاضوي للجزائر والبوليساريو خاصة أنه كرس ما يسمى بالمقاربة الواقعية”، مضيفا أن “الجزائر والجبهة غير جاهزتين للنقاش السياسي الخارجي وخاصة في قضية صعبة كالصحراء”.

واعتبر الخبير في شؤون منقطة الصحراء والساحل، أن عنصر المفاجئة في استقالة كولر، هو “وجود مؤشرات كلها ايجابية، وتدفع باتجاه مواصلة العمل، خاصة بعد الإعلان عن مائدة مستديرة ثالثة بجنيف”، مضيفا بقوله: “كانت هناك إشادة من مجلس الأمن ومن قبل كل القوى ليواصل كولر العمل”.

الرباط تتأسف
وعبر المغرب في بلاغ مقتضب لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، عن أسفه لاستقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الألماني هورست كولر، منوها بالجهود التي بذلها هورست كوهلر منذ تعيينه في غشت 2017، مشيدا بالثبات والاستعداد والمهنية التي تحلى بها كوهلر في تأديته لمهامه.

وأضاف البلاغ ذاته، أن المغرب يجدد دعمه لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية”، موضحا أن “المملكة تظل ملتزمة بالتوصل إلى حل سياسي واقعي، براغماتي ومستدام، قائم على التوافق، وذلك في إطار مبادرة الحكم الذاتي”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *