سياسة

المرزوقي: الثورة بالجزائر لن تسمح باستمرار إغلاق الحدود مع المغرب

اعتبر الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، أن “الثورة السلمية الديمقراطية في الجزائر لن يسمح بتواصل إغلاق الحدود مع المغرب، واحتضار الحلم المغاربي”.

وقال المرزوقي، في تدوينة على صفحته بموقع “فايسبوك”، إن “هذه الثورة ستمكّن الشعب الجزائري العظيم من تسريع واستكمال مسار تحرّره من عدوّيه اللدودين الاستعمار والاستبداد.. ومن ثم الارتفاع إلى مقامه الطبيعي: شعب مواطنين لا شعب رعايا تتحكم فيه نخبة فاسدة عنيفة صادرت دولته وجعلتها نقمة عليه، كما أن هذه الثورة الناجحة ستكون درعا للتغيير الذي سيحصل في تونس في الانتخابات المقبلة بعد إغلاق قوس الثورة المضادة … وقلّ من يعلم من التونسيين كم ساهم النظام الجزائري المنهار في انتصارها سنة 2014”.

وتابع المرزوقي، أن “شعب المواطنين هذا لن يسمح بتواصل إغلاق الحدود البرية مع المغرب الشقيق واحتضار الحلم المغاربي. هو سيعيد بعث مشروع الاتحاد المغاربي الضروري لنا جميعا اقتصاديا وأمنيا خاصة وأن كل المنطقة مهددة بانتشار الفيروس الإماراتي الذي هو بصدد تدمير ليبيا ويترصد بتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا على حدّ السواء وخط التماس اليوم طرابلس المحاصرة بأجير محور الشرّ”، مضيفا بالقول “بديهي أن وجود الجزائر على خطّ مقاومة هذا الفيروس الخطير شرط أساسي للحفاظ على الأمن القومي لكل المنطقة المغاربية.”

وفي هذا الصدد، يقول المرزوقي، “…بعيدا عن أي مفاضلة ” إقليماوية”- آخر ما يخطر ببالي وما لا يجب أن يخطر ببال أي قارئ- ، أقول أن منطقتنا المغاربية مهددة للأسف الشديد أكثر من أي وقت مضى بالحرائق التي تلتهم شعوب ودول المشرق والمتمثلة في، الفاشية الجديدة المتمثلة في النظام المصري الحالي وسياساته في عسكرة وبولسة الدولة وتركيع الشعب بالقوة الفضة التي لا حدود لها والتي لن تؤدي عاجلا أو آجلا إلا لانفجار البركان مجددا مع كل التبعات المعروفة”.

كما أنها مهددة، وفق المتحدث، بـ”السياسات ”الامبريالية ”الخرقاء لإمارة أبوظبي وتدخلها المشين في اليمن وليبيا والصومال وكل مكان تستطيع فيه تمويل الثورات المضادة التي تشكل في كل مكان تمهيدا لثورات أعنف فأعنف، والصراعات الهووية والطائفية المدمرة للنسيج المجتمعي ولمفهوم دولة القانون والمؤسسات والمواطنة للجميع، الحروب الأهلية بالأصل أو بالوكالة، التهاب التعصب الديني ( الذي صدرته لنا السعودية وتتبرأ منه اليوم ) وتفاقم الصراع بين العلمانيين أو الليبراليين والاسلاميين ناهيك عن الصراع داخل الإسلاميين أنفسهم” على حد تعبيره .

وأضاف المتحدث في التدوينة ذاتها، “في المقابل منطقتنا المغاربية اليوم هي، مختبر الثورات الديمقراطية السلمية وإرساء دولة القانون والمؤسسات، ومنطقة التجارب الأكثر تقدما في ميدان المساواة بين الرجل والمرأة، ومنطقة تجاوز الخلافات العرقية والطائفية بالتخلي عن منطق الأغلبية والأقلية واستبداله بمنطق المكونات ذات القيمة المتساوية، ومنطقة رأب الصدع وتجسير الهوّة بين العلمانيين والإسلاميين، ومنطقة العلاقة السليمة مع الغرب: لا عداء ولا تبعية” .

واسترسل بالقول، “ناهيك عن موقفها الدائم من فلسطين لا تفويض ولا خيانة للقضية وإنما الاحتضان والدعم الدافع الوحيد المحبة ونصرة الحقّ”، فـ”قدر الأمة ونجاتها إذن “مغربة” المشرق لا ”مشرقة” المغرب”.

وخلص المرزوقي في تدوينته، بالقول، “لكل هذه الأسباب ولثقل مسؤولية أهلنا في الجزائر ودورهم المركزي في بناء منطقة مغاربية قوية وعصية على الفيروسات والحرائق، ليس لشعب المواطنين في الجزائر إلا خيار واحد: أن ينتصر أو أن ينتصر …له …للمنطقة المغاربية …لكل الأمة من المحيط إلى الخليج “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *