مجتمع

نقابة تحذر من سنة بيضاء بكليات الطب .. وتحمل المسؤولية للعثماني

حذرت المنظمة الديمقراطية للشغل من “سنة بيضاء في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، والتضحية بأبناء الشعب،” داعية إلى “المعالجة الجدية والسريعة للملف المطلبي لطلبة الطب، والزيادة في أجور وتعويضات أساتذة التعليم العالي لتفادي هجرة الدمغة إلى القطاع الخاص أو للخارج، وعدم الاستمرار في تكريس التعليم والتكوين الطبي والعالي بسرعتين”.

واعتبرت النقابة في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن مستوى التأطير والتكوين بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان يعرف تراجعا كبيرا، مع “تردي خطير للخدمات بالمستشفيات العمومية ومستوى ظروف العمل السيئة جدا، وغياب المستلزمات الطبية والجراحية”، محملة المسؤولية لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني.

وقالت النقابة إن ذلك يأتي في ظل مقاطعة طلبة الطب للدروس النظرية والتطبيقية والسريرية والاستشفائية منذ أزيد من شهرين، احتجاجا على “سعي الحكومة لتدمير كليات الطب العام لفائدة القطاع الخاص وتشجعيه على حساب المدرسة والجامعة العمومية”، وفق تعبيرها.

كما يرفض المحتجون، وفق المصدر ذاته، مشروع القانون الإطار رقم 51.17 وخاصة المادتين 45و48 الهادف الى إلغاء المجانية بالتعليم العالي عبر فرض رسوم التسجيل بها، فضلا عن فرض رسوم اجتياز مباريات المدارس العليا والمعاهد العليا للهندسة وفتح المجال لطلبة كليات الطب الخاص للتباري على نفس المقاعد في المباريات الداخلية والإقامة بالكليات والإدارية في المستشفيات العمومية الجامعية.

وأشارت إلى أن هذه الظروف تتهدد تكوين طلبة الطب والسقوط في الأخطاء الطبية، بسبب فقدان الحد الأدنى من وسائل التشخيص والعلاج والتأطير من طرف الأطباء الأساتذة الذين اختار أغلبهم الاستقالة والتوجه نحو القطاع الخاص، في غياب حوار اجتماعي حقيقي مع أساتذة الجامعة المغربية بشكل عام وفي جميع التخصصات وميادين العلوم والمعرفة، وبالتالي فتح المجال أمام القطاع الخاص وما يقدمه من أجور وحوافز مادية وظروف عمل أفضل”.

ووصفت النقابة هذه الوضعية بأنها “خطيرة وغير المسبوقة في تاريخ الجامعة المغربية وخاصة بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان”، منددة بما سمته “استخفاف واستهتار الحكومة وبخاصة وزارة التربية الوطنية بمطالب المشروعة والموضوعية للطلبة، واستمرارها في المزيد من هدر الزمن الضائع في المقاربات المحاسباتية المتخلفة والفاشلة، بدل الإنصات إلى المطالب ذات الأولوية بالنسبة لطلبة الطب، من أجل الإسراع في المعالجة الجدية والمنصفة لهم”.

وحملت المسؤولية لـ”حكومة الطبيب سعد الدين العثماني التي يواصل تجاهلها لقطاعه المهني أمام سياسات عمومية تستهدف الجامعة المغربية العمومية ومحاولة تدميرها وتفكيكاها لفائدة الجامعات والمعاهد العليا الخاصة”، داعية العثماني إلى “الإنصات لمطالب الطلبة والأساتذة الجامعيين تفاديا لسنة بيضاء ناتجة عن الإهمال وغياب الاهتمام من لدن الحكومة تحت ذريعة أن الاحتجاجات والإضرابات صحية وتدخل في المجال الديمقراطي، وهي لغة جديدة في معالجة المشاكل القائمة”.

وكانت وزارة التربية الوطنية قد دعت طلبة كليات الطب والصيدلية وطب الأسنان، إلى العودة للمدرجات لاستئناف الدراسة والتحضير للامتحانات المبرمجة، تفاديا لسنة بيضاء، في حين يصر الطلبة على مواصلة مقاطعة الدراسة منذ أزيد من شهرين، إلى حين استجابة وزارتي الصحة والتعليم لملفهم المطلبي.

وهدد وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي طلبة كليات الطب العام وطب الأسنان والصيدلة بإجراء الامتحانات في موعدها المحدد، قائلا: “الامتحانات ستكون في وقتها لي جا مرحبا بيه، ولي ما جا اتحمل مسؤوليته”، داعيا طلبة كليات الطب بالمغرب إلى الالتحاق بالكليات وإجراء الامتحانات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *