مجتمع

“شبكة الدفاع عن الصحة” تكذب الحكومة حول أمصال لسعات العقارب

كذبت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، “ادعاءات” الحكومة المغربية حول عدم وجود أمصال ضد سموم العقارب، محملة إياها مسؤولية استيراد أمصال ضد سموم العقارب والثعابين لإنقاذ أرواح المصابين، بدل “اجترار مبررات كاذبة وغير علمية، تقول بعدم جدوائية الأمصال ضد سموم العقارب”.

وألحت الشبكة المذكورة في بلاغ لها، حصلت “العمق” على نسخة منه، على ضرورة استيراد أمصال ضد سموم العقارب والثعابين من الدول المنتجة لها والمعتمدة من طرف المنظمة العالمية للصحة، في انتظار إنتاجها محليا، وذلك من أجل الحد من وفيات أطفال ومسنين أبرياء، وتحقيق الأمن الدوائي في مجال الأمصال واللقاحات.

وسجلت الشبكة أن المغرب يعرف سنويا أزيد من 100 وفاة من ضمن 30 ألف إصابة، بسبب غياب الأمصال، مشيرة إلى أن “الأرقام تبقى تقريبية وغير دقيقة، نتيجة ضعف التصريح والتواصل مع المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية الذي يوجد بالعاصمة الرباط، ولا يتوفر على فروع في الجهات”.

وانتقدت الشبكة ذاتها دور المركز المذكور الذي “ينحصر في تلقي المعلومة عبر رقم هاتفي خاص وتسجيلها لتقديمها كأرقام ومؤشرات تقريبية عن الإصابات السنوية وعدد التسممات”، وفق تعبير البلاغ.

وأوضحت أن أغلب الإصابات “تقع بعيدة عن المراكز الصحية الاستشفائية التي لا تتوفر على وحدة الإنعاش، والتي تفتقد بدورها للحد الأدنى من الحاجيات والمستلزمات الطبية والأدوية الضرورية لتنفيذ البروتوكول العلاجي لإنعاش وعلاج وإنقاذ الضحايا”، وفق لغة البلاغ.

وقالت الشبكة إنها طالبت من أسر ضحايا لسعات العقارب، باللجوء إلى القضاء في حالة الوفاة لمتابعة وزارة الصحة، بسبب الإهمال، كما أنها وجهت شكاية في الموضوع إلى المنظمة العالمية للصحة سنة 2018.

كما طالبت الشبكة من وزارة الصحة، باستيراد الأمصال من الدول التي تتوفر عليها كالسعودية ومصر، والتي تتوفر على مختبرات متخصصة في إنتاج أمصال ذات جودة عالية، يتم تصديرها لعدة دول عربية وإفريقية، والإسراع بإعادة فتح وتجهيز وتمويل وحدات صناعية وطنية لإنتاج الأمصال واللقاحات والمنتوجات البيولوجية.

وأشارت “شبكة الدفاع عن الصحة” إلى أنه من المنتظر تزايد درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في عدة مناطق بالمغرب، والتي تعرف ارتفاع حالات لسعات العقارب والوفيات الناجمة عنها، بسبب غياب الأمصال في المراكز الصحية أو المستشفيات القريبة، وصعوبة التنقل إلى المستشفيات الجهوية أو الجامعية.

وذكرت أن “مركز الأمصال بالحرس الوطني السعودي يحقق نجاحات عالمية ويشكل مرجعاً لمنظمة الصحة العالمية وينتج الأمصال التي تغطي بفاعلية عالية سموم الثعابين والعقارب في منطقة الشرق الأوسط ذات البيئة والأنواع المشابهة، وأن نسبة الوفيات انخفضت في السعودية وفي دول الخليج”.

وأضافت أن هذا المركز السعودي “مكن من إنقاذ العديد من الحالات المصابة بلدغات سامة، كما حظي بقبول كبير في دول المنطقة وطلب متزايد لأن يكون متوفراً على مدار السنة لمواجهة الاحتياجات الطارئة”، وفق ذات البلاغ.

واعتبرت أ معهد باستور المغرب، المؤسسة الصحية وطنية، تتوفر على طاقات وكفاءات علمية عالية، قادرة على صناعة وإنتاج أمصال ولقاحات ومنتوجات بيولوجية منقذة للحياة، مثل الأمصال المضادة للدغات الثعابين والعقارب، والتيتانوس، والدفتيريا، والحمى الشوكية، والزكام والأنفلونزا، والتهاب السحايا، وداء الكلب أو السعار، ولسعات النحل، والمساهمة في البحث العلمي مع كليات الطب والصيدلة.

يذكر أن طفلة تدعى “دعاء” تبلغ من العمر 4 سنوات، لقيت مصرعها، صباح أمس الإثنين، متأثرة بلسعة عقرب سامة ضواحي إقليم زاكورة، تزامنا مع انطلاق الحملة الوطنية لمكافحة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي بمقر المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية بالرباط.

وخلفت وفاة دعاء موجة غضب عارم على موقع “فيسبوك”، حيث أعادت هذه الحادثة المأساوية إلى الأذهان واقعة مصرع الطفلة “إيديا” والتي توفيت إثر نزيف دماغي، بأحد مستشفيات مدينة فاس، بعد أن تعذر تلقيها للعلاج بمستشفى تنغير الذي لم يكن يتوفر على جهاز “سكانير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *