مجتمع

رحلته السلطات وقتل دهسا.. أسرة مريض عقلي بتطوان تكشف التفاصيل (فيديو)

شيعت عائلة الدحداح، مغرب أمس الثلاثاء بمقبرة “طابولة” بتطوان، جنازة ابنها المريض عقليا محمد الدحداح الذي قُتل دهسا من طرف سيارة على الطريق السيار قرب مولاي بوسلهام، فيما استغربت أسرته عملية تنقيل السلطات لابنها إلى مكان مجهول دون إخبارها، ما تسبب في وفاته.

واختفى محمد الدحداح عن الأنظار صباح يوم الجمعة الماضي، قبل أن تكتشف أسرته أن السلطات قامت بتنقيله رفقة مجموعة من المختلين والمرضى عقليا بمدينة تطوان، إلى مكان مجهول خارج المدينة، في عملية تتم كل فصل صيف، دون إخبارهم بالأمر أو تفسير ذلك.

وأوضح أفراد أسرة الراحل الذين التقت بهم جريدة “العمق”، أنها ظلت تبحث عن ابنها المريض عقليا بقلق كبير منذ تنقيله من طرف السلطات، خاصة وأنها تعرف أنه لن يستطيع العودة إلى تطوان بمفرده، قبل أن يتم العثور على جثته بمستودع الأموات بمستشفى القنيطرة أول أمس الإثنين، وهو ما خلف حزنا كبيرا لدى عائلته.

وفي نفس السياق، كشفت 3 أسر أخرى بتطوان لجريدة “العمق”، عن اختفاء 3 مرضى عقليا منذ الجمعة الماضي، مشيرين إلى أن السلطات تقوم بتجميعهم من أمام منازلهم وتضعهم في حافلة وتنقلهم إلى أمكان خالية خارج تطوان بدون إخبار عائلاتهم، وهو ما يجعل مصيرهم مجهولا ويضع أسرهم في حالة قلق وتخوف وبحث دائم.

أحد أفراد الراحل محمد الدحداح، قال في تصريح مصور لجريدة “العمق”، إن ابن خالته القاطن رفق أسرته بشارع زايو بحي خندق الزربوح بتطوان، اختفى عن الأنظار صباح الجمعة المنصرم، ولم تعرف أسرته مصيره إلى حدود أول أمس الإثنين، بعدما علموا عبر الدرك الملكي أنه قُتل دهساً على الطريق السيار ليلا وتم إيداعه مستودع الأموات بالقنيطرة.

وأوضح المتحدث أن الأسرة ظلت تبحث عن المفقود طيلة 4 أيام في مدن الشمال، مشيرا إلى أن السلطات لم تخبر الأسرة بتنقيل ابنها إلى مكان مجهول، كاشفا أن “الحافلة التي كانت تقل المختلين عقليا قامت بإنزالهم على الطريق السيارة بالقنيطرة، من أجل وضعهم في غابة قرب مولاي بوسلهام”.

وتابع قوله: “لا يعقل أن يعود مختل عقليا إلى مدينته بعد نقله خارجها لمسافة تزيد عن 150 كيلومترا، فحتى وإن لم يمت كانت ستقع له عدة أشياء سيئة، وعائلته ظلت تعاني في غيابه، وهذه ليست الحالة الأولى بتطوان، ولا يجب أن نصمت على هذه الظاهرة التي تتكرر كل فصل صيف، فلا نعرف لماذا يأخذونهم في هذه فترة من كل عام”.

وأردف بالقول: “الراحل لم يكن يؤذي أحدا وكان مسالما والساكنة تشهد على ذلك، إنسان يتجول في النهار ويأتي ليلا إلى منزل أسرته التي بنت له حجرة خاصة به رغم الفقر الذي تعيشه، فلم يسبق له أن نام في الشوارع، وأغلب المختلين عقليا بتطوان ينامون في المأوى المخصص لهم من طرف عائلاتهم”.

المتحدث كشف أن السلطات كانت تأخذ ابن خالته إلى مستشفى الأمرات العقلية خلال الأعوام الماضية، إلا أن هذا العام تم نقله إلى مكان مجهول، خاتمًا تصريحه بالقول: “مطلبنا هو ألا يتكرر هذا الأمر، فالراحل توفي ولن يعود، لكن على المغاربة وخاصة التطوانيين ألا يسكتوا على هذا الأمر لكي لا تقع نفس الحكاية مع شخص آخر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *