سياسة

تيار “بنشماش” يتهم السلطات بالتساهل مع “المتمردين” داخل البام

اتهم المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، السلطات في بعض الجهات بـ”التساهل مع حالات يجري فيها تمرد وتحدي سافرين للقوانين المؤطرة للعمل الحزبي من خلال لقاءات وتجمعات تعقد باسم الحزب، والحزب منها براء، ومن دون سند قانوني أو شرعي، بل وبطريقة تنم عن الاستهتار والعبث بقواعد وروح النظامين الأساسي والداخلي للحزب وللقانون التنظيمي للأحزاب السياسية”.

ودعا المكتب السياسي للحزب أو ما يُعرف إعلاميا بـ”تيار بن شماش”، في بلاغ له توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أعضاء حزبه إلى “التصدي لكل المحاولات الرامية إلى المساس بوحدته وبمؤسساته والنيل من مكانته، وإلى التعبئة الجادة والمسؤولة استعدادا للمحطات التنظيمية والسياسية المقبلة، ومنها محطة المؤتمر الوطني الرابع”.

وأدان تيار “بن شماش” ما اعتبره “إصرار بعض مسؤولي الحزب على التمرد على القوانين والأعراف والقيم المؤطرة للعمل الحزبي”، محذرا من “مخاطر الانزلاقات التنظيمية والقانونية غير المسبوقة والتي تضع على المحك مجمل التراكم الذي حققه الحزب على درب بناء وتقوية حزب المؤسسات”، مجددا موقفه القاضي ببطلان انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية “انسجاما مع توصيات اللجنة الوطنية للتحكيم والأخلاقيات ومع قرارات المكتب الفيدرالي ذات الصلة”.

جاء ذلك في رده على تيار “نداء المستقبل” الذي يتزعمه كل من عبد اللطيف وهبي، وفاطمة الزهراء المنصوري، ومحمد الحموتي، وأحمد اخشيشن، بعدما قاطع هذا التيار اجتماع المكتب السياسي، المنعقد أمس الثلاثاء، بالرغم من توصلهم بدعوة من كتابة الأمين العام، معتبرين أن  بن شماش “عجز “عن التعاطي مع الأزمة التنظيمية التي يعيشها الحزب”.

وقال المكتب السياسي للحزب إنه الأمين العام سبق أن “وجه مراسلات للجهات المسؤولة في شأن الضوابط القانونية المؤطرة لتنظيم اللقاءات والاجتماعات باسم حزب الأصالة والمعاصرة محليا ووطنيا”، مهيبا بأعضائه بـ”الالتفاف حول مؤسسات الحزب واحترام قوانينه والاعلاء من شأن القيم المؤسسة لمشروعه”.

واعتبر تيار “بن شماش” أن “دينامية التخليق ومأسسة العمل الحزبي، اختيار سياسي لا رجعة فيه يدشن لمرحلة جديدة في صيرورة إعادة تعريف معنى المسؤولية الحزبية تجعل من مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة مبدأ مفصليا في تحمل المسؤوليات داخل مؤسسات الحزب”، وفق تعبير البلاغ ذاته.

إلى ذلك، ثمن المكتب السياسي ما اعتبره “الأداء الجيد والمسؤول لفريقيه البرلمانيين، سواء على مستوى التشريع والرقابة وتقييم السياسات الحكومية أو على مستوى الديبلوماسية البرلمانية”، مشيدا بـ”مواقفه الوطنية المتحررة من الحسابات السياسوية تجاه الاستحقاقات التشريعية العابرة للاصطفافات الحزبية الضيقة، ومنها التصويت بالإيجاب على القانون الإطار المتعلق بالتربية والتكوين والبحث العلمي باعتباره أحد المداخل الضرورية لإصلاح وتأهيل المنظومة”.

من جهة أخرى، عبر المكتب السياسي للحزب عقب اجتماعه أمس الثلاثاء برئاسة أمينه العام، عن قلقه من “استمرار حالة الارتباك والتلكؤ المسجلة على مستوى التدبير الحكومي، المحكوم بالهواجس الانتخابية الضيقة بما يترتب عنها من تفاقم في حدة التوترات الاجتماعية، وتأزيم للأوضاع الاقتصادية ببلادنا، وتكريس لأزمة الثقة في المؤسسات، وهدر لإمكانات تقدم البلد وتحويل التحديات التي تجابهها إلى فرص للتقدم بثبات على درب توطيد البناء الديمقراطي والتنمية المستدامة والدامجة”.

وقرر الحزب بمناسبة الاحتفاء بعشرينية العهد الجديد، تنظيم ندوة فكرية سياسية داخلية يوم السبت المقبل، مسجلا “إطلاق وإنجاز سلسلة مترابطة من الأوراش والديناميات الإصلاحية في مختلف المجالات” خلال هذه العشرينية، لافتا إلى وجود “جملة من التحديات والعوائق التي لا تزال تفرمل المجهود الوطني الرامي إلى ارتياد كل الآفاق الرحبة التي يعد بها العهد الجديد، وضمنها ما يترتب على الفاعلين المؤسساتيين والحزبيين من واجبات ومسؤوليات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *