مجتمع، منوعات

سكينة.. شابة تقتحم حرفة الحدادة وتتحدى خشونة الحديد بأنامل ناعمة

من تخيل منكم يوما أن يرى فتاة تمتهن الحدادة بخطورتها العملية ومتطلباتها البدنية؟، شابة تدعى سكينة السيدي، لم تتخيل الأمر فقط، بل سعت لتعيشه حقيقة، بل فتحت مسارها الدراسي بعد حصولها على الباكالوريا، تخصص علوم فيزيائية، بدراسة وتعلم الحدادة الفنية، بأحد معاهد مدينة السياح مراكش.

 

بدقة وحرفية عالية تحمل بين يديها الناعمتين أدوات الحدادة الخشنة، لا تبالي للأوزان الثقيلة، ولا لخطورة الآليات، يحكي يونس، معلمها الميداني بمدينة شيشاوة، لـ”العمق”؛ قدرتها على قطع المجسمات الحديدية دون خوف من شرارات النار التي تتطاير حول جسمها، وليّ قضبان الحديد حتى تصبح حلزونية الشكل. ناهيك عن تحمل إصابة أصابعها خلال ضرب الحديد.

“الحدادة ليست صعبة”، هكذا أجابتنا سكينة، وأضافت أن “ما تحتاج إليه هو الصبر في بداية الأمر حتى تتقن تقنيات العمل والتعامل مع الأوزان الثقيلة”. تضيف أن طموحها هو خلق ورشة حدادة لأن أحسن ما يمكن للإنسان حسب كلامها، هو الإستقلال بنفسه، معلنة استعدادها من أجل تشجيع باقي الفتيات اللواتي يرغبن في مشاركتها أغوار هذه المهنة.

تقول الحدادة الشابة، ذات 19 عشر ربيعا، “إن هذه المهنة لم تكن تستهويني ولا فكرت فيها، ما كان يعجبني فيها، في صغري هو صوت وشكل تطاير شرارات النار بأحد المحلات التي تجانب منزلنا، نسيتها تماما حتى أحد الأيام خلال مشاركتي في أحد الأيام التوجيهية، والتي تعرفت فيها على معهد الفنون التقليدية بمدينة مراكش، فاتخذت قراري حينها، ووافق والدي عند استشارتي لهم بل شجعاني ومازالا يفعلان ذلك”.

صاحب الورشة التي قضت فيها سكينة فترة تدريب، يؤكد في حديثه، على ضرورة دعم الدولة لمثل هذه النماذج، “لأنه يصعب أن تصل بمجهودها الشخصي لطموحاتها، خاصة وأنها توجد في منطقة شيشاوة المحدودة تجاريا واقتصاديا مقابل كبريات المدن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    ❤❤❤✌

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    يا له من مقال محسن "