وجهة نظر

النص الكامل للايف بنكيران حول تطورات القانون الإطار

النص الكامل للايف الأخير لبنكيران رئيس الحكومة السابق يوم السبت الماضي 20 يوليوز حول تطورات القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وخاصة ما يتعلق بمادتي فرنَسة بعض المواد ولا سيما العلمية. تطرق في كلمته إلى الفرق بين مفهوم التناوب اللغوي في النسخة الأولى التي تسلمها من الملك ومفهومه في نسخة العثماني المثيرة حاليا للجدل بعد تعديل المادة الثانية، مستخلصا من تعريف التناوب أن توجه الدولة هو الفرنسة وأن قيادة الحزب الحالية تفتقد إلى الجرأة في مواجهته.. فصّل في النقاش البيداغوجي وتحدى الفرنكفونيين من اللوبي الاستعماري بمناظرة تيليفيزيونية.. انتقد طريقة تعامل العثماني مع التحالف الجديد، الذي تشكل خلال “البلوكاج”، والذي قطب رحاه هو حزب “البام”.. وصف قَبول العثماني وأمانته العامة بالقانون الإطار بـ”الخطأ الجسيم”؛ وهو إنذار بفك العلاقة التعاقدية معه.. ورد على التحجج بالضغوطات، وفصّل في الخطوط الحمراء للتنازلات.. اعترف بهزيمة حزبه أمام اللوبي الاستعماري التي وصفها بالاحتراق، وتأسف لشماته أعدائه.. ولم يفته أن ينذر بخطورة عودة الاضطرابات في التعليم بسبب هذا القانون انطلاقا من معطيات تاريخية فصل فيها.. ومن أقسى ما جاء في كلمته إعلانه انتهاء المشروعية التي أوصلتهم إلى الحكومة وإعلانه التفكير في مغادرة الحزب بسبب مس مبادئه.. وسطر في كلمته أن قرار مؤسسات الحزب ليست ملزمة إذا مست المبادئ.. وغيرها من القضايا التي أثارها في كلمته.
تقسيم الكلمة إلى محاور من اجتهادي، وكل تقديم أو تفسير للمحور هو على مسؤوليتي ألخص فيه موضوعه بإيجاز. لذلك كله من الأهمية بمكان أن ندون هذه الكلمة للتاريخ وللحزب وللوطن كما جاءت في اللايف:

* تطرق في البداية إلى السياق الذي جاءت فيه كلمته:
“سببها الموقف الأخير لحزب العدالة والتنمية، بل للأمانة العامة للحزب على الأصح، بالتصويت على ما يسمى بقانون الإطار بالموافقة مع التصويت على المادتين 2 و31 بالإمتناع”.

*شرح مفهوم التناوب اللغوي والفرق بين مفهومه في النسخة الأولى التي ساهمت في بنائها حكومته والتي تسلمها من الملك مباشرة، ومفهومه في نسخة العثماني المثيرة حاليا للجدل بعد تعديل المادة الثانية وغيرها من المواد.
“لتوضيح الأمور، هاتان المادتان إحداهما (المادة 2) تتحدث عن التناوب اللغوي الذي تقبّلناه على مضض والذي فيه دراسة بعض المجزوءات أو بعض المضامين لبعض المواد العلمية بلغة أجنبية؛ لقد ألغوا «بعض المجزوءات» وألغوا «بعض المضامين» وأصبح مكانها «بعض المواد ولاسيما العلمية». إذن، قد يبدأوا فيه ربما في أقرب وقت؛ بل قد بدأوا في هذا حتى قبل أن يأتي القانون من عهد سي بلمختار إلى اليوم؛ لكي نعرف نحن كشعب قيمتنا وقيمة مؤسساتنا!”

*توجه الدولة هو الفرْنسة وقيادة الحزب الحالية تفتقد إلى الجرأة في مواجهته:
“هذا التصويت على استحياء بالامتناع على المادتين تبعه التصويت بالموافقة على القانون ككل. لو وقع التصويت بالامتناع على المادتين وبالامتناع على القانون ككل لقلنا لا بأس. بصراحة ووضوح هذا هو توجه الدولة، وحزب العدالة والتنمية ليست له الجرأة ليقف في وجهه ويسقطه؛ لو رفضتم تعديل المادة 2 ورفضتم المادة 31 كما يطالب بذلك عدد من الإخوان كما بلغني، خصوصا رئيس الفريق السيد الأزمي، وقمتم بالتصويت على قانون الإطار لقلنا إننا اتفقنا مع قانون الإطار لأن فيه عددا من الإيجابيات؛ لكن لسنا متفقين نهائيا أن تستبدل اللغة العربية باللغة الفرنسية في المواد العلمية.”

*النقاش على المستوى البيداغوجي وتحدى الفرنكفونيين من اللوبي الاستعماري بمناظرة تيلفزيونية
1 – كارثة النتائج المتوقعة بسبب أن عموم الشعب المغربي لا يملكون الإمكانيات لمساعدة أبنائهم بالفرنسية:
“اسمحوا لي أيها الإخوان لأقول لكم الخلاصة لأن هذا ليس وقت النقاش، وسبقت لي ثلاث تدخلات في الموضوع وضحت فيها بيداغوجيا أساسا. طبعا القضية لها علاقة بالهوية، ولكن الأساس أن هذا القرار سيكون أيضا كارثة على التعليم العمومي في المغرب؛ لأن الجزء الأعظم من الشعب المغربي لا يعرفون الفرنسية وليس لهم إمكانيات ليشرحوا لأبنائهم بالفرنسية، ولا الإمكانيات ليوفروا الدروس الإضافية لأبنائهم؛ وهذا ستكون لها عواقب وخيمة. سبق أن كانت فرنسة التعليم في المغرب بمواصفات صعبة ولم يتغير حتى اقتنعت الدولة في شخص الحسن الثاني رحمه الله بأنه، على الأقل في المستوى الإبتدائي والإعدادي والثانوي، يجب أن تدرس المواد كلها بالعربية. وأؤكد أن ما أقوله لا علاقة له بتدريس اللغات، بل بالعكس نحن أنصار تدريس اللغات، الأولى هي الفرنسية، أحببنا أم كرهنا لأنها موجودة في حياتنا وفرنسا هي التي استعمرتنا وتأسست عدد من الأمور أصبحت معها الفرنسية ضرورية، وكذلك الإنجليزية ضرورية وبالخصوص في البحث العلمي.”

2 – من باب الحجاج، وليبين أن القانون الإطار يستهدف الهوية طرح سؤالا: إذا كان لا بد أن نلغي العربية في المواد العلمية وكان الهدف من ذلك يروم التقدم والبحث العلمي فلمَ لا نسلك طريق الدولة الناطقة بالفرنسية وهي رواندا؛ حيث انتقلت فجأة ودون تدرج من الفرنسية إلى الإنجليزية في جميع المواد التعليمية! ويقصد بتلك المقارنة المعيبة أن مشكل المغرب هو مشكل آخر وليس مشكل لغة التدرس:
“حبذا لو فعلنا ما يقوله المغاربة “للي بْغا سّْعايا يقصد دّيور لْكْبار”، إذا كان لا بد أن نلغي العربية فلنضع مكانها الإنجليزية؛ لو فعلنا هذا لقلنا إن الأمر يتعلق بلغة العلم والبحث العلمي. ولغة العلم اليوم ليس فقط في المغرب وفي أمريكا بل حتى في فرنسا هي الإنجليزية؛ كما فعلت رواندا التي هي دولة ناطقة بالفرنسية لكنها قررت أن تحول ذلك إلى اللغة الإنجليزية؛ ولكنه عيب عليكم أن يُقارن المغرب برواندا.”
3 – لو كان تدريس العلوم باللغة العربية يشكل مشكلا في التحصيل فبماذا نفسر العدد الكبير من الأطر العلمية المتميزة عالميا وبجميع اللغات؟

“لمدة 40 سنة ومنذ سنة 1979 و1989 الخ والمغرب يدرس أبناءه المواد العلمية في الثانوي بالعربية مما سمح بعدد كبير من الناجحين في الباكالوريا. من أين أتينا بهذا العدد الكبير من الأطباء والمهندسين والمواقع المتقدمة التي احتلها المغرب في الدخول إلى المدارس العليا في العالم كله بما في ذلك فرنسا؟ قبلنا أن نحافظ على الفرنسية في الجامعة في المواد العلمية وكما قلت سابقا “رضيت بالهم أو ما رضا بييا”؛ ولكنهم لم يكفهم ذلك فطالبون بالعودة إلى الفرنسة، الآن فلينفذوا خطتهم لأن لهم الأغلبية، ولا غالب إلا الله”.

*تشخيص التحالف الحكومي: حقيقة تحالف الأحزاب المشكلة للحكومة بعد النتائج التشريعية هو تحالفها مع البام وليس مع حزب العدالة والتنمية، ودعوته العثماني اتباع نفس منهج التعامل مع هذا التحالف إبان “البلوكاج” بخصوص قانون الإطار:
“التحالف الحقيقي أسي العثماني ليس هو تحالفك مع أخنوش ولشكر. التحالف الحقيقي هو تحالف أخنوش ولشكر يعني الأحرار والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية مع البام. هؤلاء هم الذين صوتوا على رئيس البرلمان وعلى فريق له 20 مقعدا. وبما أنه ولا بد أن يحصل ما حصل، فافعل كما فعلنا في التصويت وهو الامتناع الكامل. أما أن نمتنع عن التصويت على مادتين ونقبل القانون ككل فهذا قبول بهما معا”..

*وصف ما وقع فيه العثماني بـ”الخطأ الجسيم” إنذار بفك علاقته التعاقدية؛ ولأن بنكيران عهدنا من كلماته القصدية فإن المقصود بالخطأ الجسيم هو حسب تعريف القضاء المغربي “هو الفعل الذي يجعل من غير الممكن الحفاظ بالعلاقة التعاقدية ولو أثناء مهلة الأخطار” وهو نفسه التعريف الذي يُنقل عن الفقه القضائي الفرنسي. يقول بنكيران:
“عندما وصلني الخبر ذلك اليوم عشت ليلة من أسوأ الليالي في حياتي، ومنذ ذلك الوقت وأنا في نفس الحالة، ولذلك تأخر ردي إلى اليوم، وأنا في حالة من التدمر ليس اضطرابا ولا شكا. لأن ما وقع أسي العثماني كبير جدا “بزّاف”. كما يقول الناس هو أول خطأ جسيم، منذ تولينا رئاسة الحكومة سنة 2011 إلى اليوم، طبعا هناك أخطاء أخرى وهناك تنازلات ولكن ليست بهذا الحجم”.

*مسار التعريب في المغرب واحتمال عودة الاضطرابات التعليمية بسبب العودة إلى الفرنسة.
“اسمح لي، إن اللغة العربية بالنسبة للأمة المغربية ليس عبثا أن يعترف بها الدستور كلغة رسمية أولى في البلد، وهكذا كانت دائما، وكما لا يخفى أن اللغة في بنية الأمم شيء مقدس . في التجربة الأولى قررت الدولة تدريس المواد العلمية بالفرنسية، هناك دول أخرى فعلت مثلنا، فكانت الاضطرابات والاضرابات على مدى طويل، ولم يستقر التعليم المغربي إلا بعد تدريس المواد العلمية باللغة العربية، لماذا؟ لأن الناس لا يفهمون اللغة الفرنسية بطبيعة الحال. حكى لي سي بلبشير أن الحسن الثاني لم يكن متفقا لتكون المواد العلمية بالعربية وأن الإصلاح الذي اقترحه هو على يوسف بلعباس فعرضه على سيدنا رفضه أي الحسن الثاني رحمه الله ؛ وساعتها سي بلبشير ومن معه في اللجنة خرجوا من الوزارة ورجعوا إلى مهامهم الأصلية في الكليات وغيرها؛ ولكن الحسن الثاني راجع موقفه لما رأى أحداث 65 وما تبعها من أحداث خطيرة هزت البلد، وفي عهد عز الدين العراقي لما كان وزير التعليم رحمه الله وحزب الاستقلال في الحكومة آنذاك سمح بأن تعرّب المواد العلمية؛ وأنا شخصيا كانت دراستي ستعرف مسارا آخر لولا الظروف التي توفرت لي والتي تعلمت فيها الفرنسية بالصدفة تقريبا، كانت نتائجي في الفرنسية متدنية بالمقارنة مع العربية حتى تعلمتها بالصدفة وهي مخالطة أبناء عمومتي الذين يدرسون في البعثة، لولا ذلك لما أتممت دراستي أو يعلم الله أين كنت سأتجه؛ ولهذا ما وقع على المستوى البيداغوجي ضد مصلحة الشعب المغربي، وهو مجرد هدية، بانتزاعنا 15 ساعة للمواد العلمية من العربية وأعطيناها هدية للفرنسية. سبب ما وقع هو من أجل اللغة (يقصد الفرنسية) وليس من أجل البحث العلمي ولا من أجل التفوق؛ وبعكس ذلك سترون النتائج الكارثية لما قلناه”.

*الفرنسة انتصار للنفوذ الاستعماري. شماتة الأعداء واعتراف بنكيران بالاحتراق
“أتحدى بمناظرة في هذه المسألة في التليفزيون، هذا اتباع للنفوذ الاستعماري في المغرب الذي دِهقانُه الأعظم هو عيوش الذي تهجم على المذهب المالكي وتهجم على تعليم القرآن لأبنائنا والذي يطالب بحقوق الشواذ جنسيا بالمجاهرة – وأما ما يفعلونه (أي الشواذ) فيما بينهم فليس شأننا كما عبرت عن ذلك مرارا- وغير هذا من المواقف. وبالمناسبة خرج يشمت فينا؛ لقد سمحنا لأعدائنا أن يشمتوا فينا؛ حيث قال (أي عيوش) إنكم لم تفعلوا ما فعلتم إلا من أجل الحفاظ على رواتبكم. لقد قاسى علينا أحباؤنا وأقاربنا؛ وأما خصومنا فقد شمتوا فينا؛ كما قال سي باها رحمة الله عليه “أصعب شيء في الإنسان مْللي تْجيه لْعافْيا بِينُو أو بِينْ حْوايْجُو إلاَ حِييّْدْهُومكايْتّعرّاأُويْلَاخْلّاهُومكايْتّْحرْقْ”، وها نحن نحترق الآن.”

*ضبط مقولة “احترام المؤسسات” والرد على من يتحجج بكون القانون الإطار جاء من المجلس الوزاري؛ أي إنه مشروع الملك لا تجوز مخالفته. كشف عن التناقضات وعدم احترامهم هم أنفسهم مؤسسة المجلس الوزاري سواء بالمقارنة بين النسخة الأولى للقانون والنسخة الثانية أو بالتراجعات التي تمت في النسخة الثانية نفسها بسبب إضرابات المتعاقدين كالتراجع عن قضيتي التعاقد ومجانية التعليم اللتين حشرتا في النسخة الأخيرة للمجلس الوزاري. وطرح تساولا هل الفرنَسة وحدها التي لا يمكن التراجع عنها لأنها أتت من مؤسسة يترأسها الملك؟

“لقد ذهبتم إلى التصويت ولدي قناعة أن هذا الموقف لا يمكن أن يحسم بالتصويت في الأمانة العامة لأنه ما الذي تغير في الموضوع منذ حديثي الأول في للموضوع إلى حد الآن؟! هل فقط تركتم الأمر حتى نُسي ثم تقومون من جديد؟! لا شيء جديد في الأمانة العامة إﻻ الحديث عن احترام المؤسسات؛ نعم أنا دائما أتكلم عن احترام المؤسسات، لكنني بخصوص هذا الموضوع أرى أنه حتى مؤسسات الدولة لم تُحترم؛ لأن القانون كما سلمه لي جلالة الملك في الدار البيضاء فيه التناوب اللغوي بالتعريف الذي أشرت إليه، ومرّ في الحكومة بالتعريف الذي أشرت إليه، ولا أريد أن أدقق كثيرا في كيفية مروره من الحكومة إلى المجلس الوزاري بتعريف جديد ثم إلى البرلمان. وهناك من احتج علينا بكونه مر من المجلس الوزاري! كيف يقال لنا أنه مر من المجلس الوزاري؟! ليس لأنه مر من المجلس الوزاري أصبح قرآنا منزلا، هذا غير صحيح. وبالمناسبة ليس هذا فقط هو الذي جاء في النسخة الذي جاءت من المجلس الوزاري؛ لقد جاءت فيها أيضا المجانية وتراجعتم عنها في البرلمان، وجاءت فيها قضية التعاقد الذي تراجعتم عنه في البرلمان ولماذا لم تتراجعوا عن الفرنسة؟”.

*الرد على خرجة عزيمان والعودة إلى شرح مفهوم التناوب. الاحتجاج بكلام رجل الدولة عزيمان لا يستقيم؛ بل من السخرية أن يغيروا مفهوم التناوب اللغوي بعد خروج بنكيران من الحكومة.
” جديد آخر عندهم هو أن سي عزيمان تكلم عن الإصلاح وقال إن هناك جهات معادية للإصلاح. سي عزيمان (يخاطب عزيمان): والله يشهد قبل أن أغادر الحكومة أنا مستعد ليمر هذا القانون في البرلمان ولكن ليس فيه التناوب بهذا التعريف. تسخرون منا وأصبحنا الآن أضحوكة العالم، هل التناوب هو أن تخرج شخصا من منزله وتضع شخصا آخر مكانه؟ هل التناوب هو أن تلغي العربية وتضع مكانها الفرنسية؟… إن إلغاء العربية ووضع الفرنسية مكانها هذا ضحك علينا؛ حيث الآن سيكون تدريس المواد العلمية بالفرنسية وفيما بعد المواد الأخرى بالتناوب. قولوا لنا تريدون فرنسة التعليم كله والسلام، وتبقى العربية أو لا تبقى! على كل حال لست أنا أول من قال هذا، لقد قاله علماء الأمة وكبارها. منذ أن جاء الاستعمار هذا هو هدفه وهو مازال يعمل من أجله. أما الآن وقد حصل ما قد حصل لم أطلب منكم أن توقفوا هذا القانون؛ لكن اتركوهم واتركونا نحن كذلك، ضعوا المسافة بيننا وبينكم حتى لا يقال لنا غدا أنتم الذين صادقتم على هذا القانون؛ لأن الامتناع عن التصويت ليس بموقف. هذه هي القضية الأساسية أيها الإخوان”.

*الرد على من يتحجج بالضغوطات. للتنازلات حدود وأمثلة لضغوطات فاقت الحدود لم يستجب لها. من الضغوطات التي لا تقارن بضغوط قانون الإطار:
-الضغط الأول:
“طبعا خرجت يا أفتاتي (عبد العزيز أفتاتي عضو الأمانة العامة) تقول بأن هناك ضغوطات! لا توجد السياسة أبدا بدون ضغوطات نخضع لها بعض الأحيان؛ ولكن هناك حدود. يوم أحداث 2003 أرسل ألينا سيدنا (الملك) كلا من فؤاد عالي الهمة والسهل رحمه الله والشخص الثالث هو ربما الطيب الفاسي الفهري يحاوروننا. أول من استُدعي هو أنا وسي الداودي؛ فطلبت أن يلتحق بنا سي بها وسي العثماني، واجتمعنا بالأربعة وتذاكرنا معهم يوما كاملا، وكان غذاؤنا عند سي فؤاد عالي الهمة في منزله، وفي ذلك الوقت طالبوا منا أن نتراجع عن المرجعية الإسلامية، فقلنا لهم إذا تراجعنا عن مرجعيتنا لم يبق لنا إلا يوم واحد. لا يمكننا أن نتراجع عن المرجعية الإسلامية؛ لكننا تراجعنا عن أشياء كثيرة سنة 2003، إن التراجع والتنازل في انتخابات 2003 هو حق الحزب؛ فلم نرشح إلا في نصف الدوائر الانتخابية، ذلك حق الحزب قدرناه تقديرا سياسيا وليس مشكلا، وفي سنة 2009 تصححت وضعيتنا ناهيك عن سنة 2015.”.

-الضغط الثاني هو الإخبار بإمكانية الإعفاء ولم يعترض بدواعي دستورية أو عدم ملاقاة الملك أو غيرها:
“لما أعفاني جلالة الملك عن رئاسة الحكومة من أبلغني الخبر؟ المستشارون، والذي أخذ الكلمة وتكلم معي هو عزيمان، الذي أكن له كامل التقدير، وقلت له بلغ السلام سيدنا وقل له ليس لي إلا السمع والطاعة؛ لكنه سمع وطاعة في المعروف، لأن هذه المسألة شخصية مرتبطة بي، ولأنني لم أعد راغبا في التعيين، ولأنني مجرد شخص. وأما الموضوع الذي نحن بصدده فهو مبدأ، اللغة العربية مبدأ في وثائق الحزب. هذه أضحوكة الزمان، حزب بمرجعية إسلامية يتنازل عن اللغة العربية في التعليم ويحل محلها لغة الاستعمار هذه مصيبة وفضيحة، كما يقول أعرابنا “خايْبا حْتّى لْتّعاوِيدْ “. وحتى التصويت سيأتي الزمان ليقول لنا من صوت وكيف خضعوا للتصويت. مفهوم أن تكون الضغوط في السياسة لكن هنا أشياء لا يمكن التراجع عنها، قال سيدنا الني صلى الله عليه وسلم: من مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد ومن مات دون دينه فهو شهيد. بمعنى آخر يمكن للإنسان أن يتنازل؛ لكن عندما يتعلق الآمر بالأمور الكبيرة التي تتعلق بالشرف والمبادئ والرجولة يبقى ثابتا ولو اقتضى الأمر أن يقتل. لسنا نحن أول من مورست عليه الضغوط، مورست على الاتحاديين وعلى الاستقلاليين؛ يحكي لي أحدهم أن يوما أرسل إليه سيدنا البصري والفقيه عواد وسي عز الدين العراقي يهددهم بأن يجمعهم في مكان واحد في الإقامة الاجبارية، فلم يتنازلوا ولم يتراجعوا، ولكنهم تكلموا باللطف اللازم، وفي اليوم الموالي تلطف معهم ويسترضيهم”.

-الضغط الثالث متعلق بمعركة ما سمي الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية:
“وعلى كل حال إذا كنتم تتذكرون جيدا عندما جاء جلالة الملك إلى البرلمان وقال: أنا لا يمكن لي أن أحلل حراما أو أحرم حلالا بصفتي أمير المومنين؛ ولكن بعد أن قمنا بمعركة مع خصومنا وهم السياسيون الذين يخططون لتدمير الأسرة المغربية ونجحنا في تلك المعركة ثقافيا وسياسيا وبها صعدنا سنة 2002 ثم بشكل متصاعد”.

– الضغط الرابع مواجهة غول الوافد الجديد:
“ولما جاء الوافد الجديد صمدنا مرة أخرى، وأعتز أمام الله أنني كان لي شرف الوقوف في وجه ذلك الوافد الجديد بشكل أساسي حتى لا يهيمن على الحكومة بعد أن هيمن على أشياء أخرى. وإذا أراد المغاربة أن يفهموا لماذا قبلت أن نبقى في الحكومة رغم إعفائي بالأساس هو لأنني لا أريد ساعتئذ أن يصل هذا الحزب إلى الحكومة ولأنني كنت أخاف من هذا الحزب؛ وها هي الأيام تبين حقيقة هذا الحزب اليوم.. تخيلوا هؤلاء الذي يتقاتلون فيما بينهم (البام) ويتبادلون التهم فيما بينهم على الملايير من السنتيمات وهم ليسوا في الحكومة ويعلم الله ماذا سيفعلون لو كونوا فيها.”

-الضغط الخامس ضغط الشارع، وضغط بعض إخوانه في الأمانة العامة الذين تمردوا على قرار عدم الخروج:
“طبعا حتى الشارع كان يضغط علينا، ألم يضغط علينا سنة 2011؛ لكن الله ألهمني الصواب ووقفت وقفة صحيحة، وقلت لكم ساعتئذ إذا أردتم الخروج فأنا لست أمينا عاما لكم. هناك من أراد أن يخرج وهناك من خرج؛ لأنني ساعتها لست ضد الاصلاح الذي يطالب به شباب 20 فبراير، ولكن لا نعرف إلى أين سينتهي بنا المطاف، وبصراحة كنت أخاف على الملكية وأخاف أيضا على الشعب، ولأنني تحملت مسؤوليتي التاريخية؛ لو استمرت 20 فبراير يعلم ماذا سيكون مصيرنا اليوم، ولكننا اليوم نحن دولة آمنة وتجاوزنا عددا من السنوات الصعبة جدا. أنا لست نادما، بالعكس أعتز بالموقف الذي وقفته، وأعترف أمام الله وأمام الناس أن أول من أنقذ المغرب هو جلالة الملك انطلاقا من خطابه يوم 09 مارس؛ لكننا نحن في الساحة أرجعنا الصدى ولم نترك الملك يتكلم وحده. يحتاج الملوك لمن يقول لهم إن الأساس هو السمع والطاعة؛ لكن في بعض الأحيان يقول لهم نعم سيدي لكن هذا ليس هو الطريق وهذا خطأ. ونحن مستحيل أن نُدخل جلالة الملك في هذه القضية، لأنها بيننا وبين اللوبي الاستعماري في المغرب. ولكن نقول ما هي هذه الضغوط إذا كانت هناك فعلا ضغوط؟ وياسلام! ما هو هذا الحزب الذي يريد أن يدخل السياسة ولا يقع له أي شيء؟ كل ما يقع هو طبيعي؛ لكن يجب أن يعرف أين يتنازل وأين لا يتنازل”.

*أعلن بنكيران أن المشروعية التي أوصلتهم إلى الحكومة قد انتهت عند الشعبولا داعي للاستمرار فيها؛ وأنه آن الأوان ليتحمل مسؤليته كاملة بسبب المس بمبدأ الحزب “اللغة العربية مبدأ في وثائق الحزب. هذه أضحوكة الزمان، حزب بمرجعية إسلامية يتنازل عن اللغة العربية في التعليم ويحل محلها لغة الاستعمار؛ هذه مصيبة وفضيحة، كما يقول أعرابنا “خايْبا حْتّى لْتّعاوِيدْ “؛ وحيث قال:
“وفي جميع الأحوال قناعتي بعد اليوم، وحيث إنكم تريدون تمرير هذا القانون لا معنى لأن تستمروا في الحكومة، وإن المشروعية التي وصلتم بها الحكومة انتهت عند الشعب، انظروا إلى ما تقوله الصحافة فيكم، أنظروا إلى من يحبكم ماذا يقولون فيكم. بالنسبة لي لا أبالي أن نخسر الانتخابات وليس مهما؛ ولكن أن نتورط في هذه غير مقبول. على كل حال كل هذا يضطرم في صدري والله وحده يعلم ذلك. منذ أن أعفيت من رئاسة الحكومة ومن رئاسة الحزب وأنا أحاول أن لا أتكلم ولا أتدخل ، ولا أشارك في أنشطة الإخوان في الشبيبة إلا بالإحراج الشديد، ولا أتذكر ذهبت إلى مكان آخر وتكلمت فيه إلا في مراكش حيث استقبلتهم وأنا في عطلة بطلب منهم. ولكن عندما تحدث أمور صعبة لا أستطيع السكوت، هذه مسؤولية، أنا مسؤول أمام الله ومسؤول أمام هذا الشعب”.

*المبادئ تحسم في المؤتمر وليس في الأمانة العامة. والقرار غير ملزم في خرقها، ولا ملامة.
“وفي جميع الأحوال لا بد أن أحيي السيد المقرئ أبا زيد هو والأخ الذي صوت معه بالرفض للمادتين. اسمحوا لي الإخوان، ليس من حقكم أن تحسموا هذه النقطة بالتصويت في الأمانة العامة. أنتم مخطئون لأن هذه مبادئ وهي لا تحسم إلا في المؤتمر الذي وضع مبادئ الحزب. أما وقد فعلتم فلا ملامة على سي المقرئ أبي زيد الإدريسي. أنا أقول لكم لا تكرهوا الاخوان على التصويت، لأنكم تسيرون في طريق خاطئة سترون نتائجها، وهذا قلته من قبل فارجعوا إلى شريطي السابق إذا أردتم أن تعرفوا ما أقوله. نضال أجيال متعاقبة ومنهم علال الفاسي رحمه الله وزعماء المغرب كلهم وعلماء المغرب كلهم سيضيع الآن؛ ولكن المغرب والشعب المغربي لا يمكن ان يتخلى عن لغته العربية. أقول لكم لا تكرهوا الإخوان على التصويت من يريد أن يأتي ليصوت معكم له ذلك ويتحمل مسؤوليته في ذلك، منكم في الأمانة العامة من رفض، بل منكم في الأمانة العامة من لم يصوت نهائيا؛ من يريد أن يأتي ليصوت له ذلك ومن يريد أن يصوت بطريقة مختلفة له ذلك؛ لأن هذا فيه الإكراه، وإذا قدرتم أن الضغوط تستوجب أن تمشوا في هذا الاتجاه فاسمحوا لي أن أقول لكم إنكم مسستم بالمبادئ التي جاءت معنا؛ ولهذا لا بد أن تتركوا الفسحة للإخوان ولا تؤاخذوا من يرفض المجيء، وأما أن لا تعطوه التزكية في الانتخابات المقبلة فذلك شأنكم. أنا أقول لكم من الآن إن أي قرار تتخذونه في شخص أبي زيد أو أي شخص آخر رفض الالتزام معكم في هذا الآمر أعتبر ذلك القرار قد اتخذ ضدي أولا وهو سار عليّ”.

* الأسف الشديد والتفكير في مغادرة حزبه مبينا أن منهج الإصلاح والولاء للملكية لا يقوم على ما سماه “شدة الانحناء”. والنتيجة أن منهجه بوأ الحزب الحكومة مرتين؛ بينما من المتوقع أن يخسرها ويخسر الانتخابات بمنهج “شدة الانحناء”، وأخوف ما يخافه هوأن نخسر مبادئ الحزب.

“بطبيعة الحال لما وصلني هذا الخبر وأنا في حال لا يعلمه إلا الله فكرت كثيرا في أن أغادر هذا الحزب حيث إنني لم أعد أشعر أنه يشرفني أن أنتمي إلى حزب أمانته العامة تتخذ هذا القرار مهما كانت الدوافع؛ ولكن وجدت أنني سأظلم الاخوان؛ هذه الأمانة العامة هي التي اتخذت هذا القرار بطريقة – وليسمح لي سي سعد- أعتبرها خاطئة لأنه قرار ليس مكانه الأمانة العامة ليتخذ بالتصويت، بعد أن كان الاتجاه عامة هو رفض المادتين على الأقل.. وبموقفكم هذا لم تتركوا لنا أية فسحة، نحن آسفون! نحن آسفون! هذه بلادنا ونحن لسنا من الناس الذين يبنون ولاءكم لملكيتهم بشدة الانحناء، نحن وقفنا مع الملكية في وقت الشدة الحقيقية، وكاد حزبنا أن ينقسم لما خرج بعض الإخوان مع أصحاب 20 فبراير؛ لكن القيادة- أنا وسي بها- قلنا للاخوان إذا أردتم أن تخرجوا فنحن لسنا معكم، وكانت نتيجة ذلك أن جلالة الملك حفظه الله استجاب لندائنا وطلبنا بخطابه، بقينا نطالب بالإصلاح وجاء القرار في غده ليكون دستور جديد ولتكون انتخابات جديدة فشاركنا في تلك الانتخابات وسمع منا الشعب المغربي. لا يريد الشعب المغربي من يمس مؤسساته ولا يريد من يمس ملكيته؛ ونحن فهمنا هذا فتمسكنا به وسنبقى متمسكين به. وبهذا المنهج أصبحنا في رئاسة الحكومة وأنا رئيس الحكومة لمرتين؛ ولما ذهبت إلى حال سبيلي لا أريد بطبيعة الحال أن أشوش على الاخوان رغم ما وقعوا فيه من تنازل ﻻ أقبله ولن أقبله (يقصد طريقة تشكيل الحكومة)؛ وإذا قلتم لي: لماذا ساعدتنا؟ أجيب: لقد ساعدتكم لأنكم إخواني، ساعدتم حتى نُخرج قضية الحكومة بسلام؛ ولكنني لم أكن متوقعا أن تفعلوا ما فعلتم الآن؛ ولقد ساعدتكم حتى خرجنا من مشكلة الحزب بسلام؛ لم أخرج ولو بكلمة واحدة أطالبكم فيها بولاية ثالثة، تركت الحرية لمن له رأي آخر وتركتكم أنتم كذلك، وأنتم بأنفسكم تشهدون أنني ساعتكم؛ ولو قدر الله سأستمر في مساعدتكم؛ لكن الإخوان اسمحوا لي نحن في وضعية سيئة جدا، وأنا إنما أتحدث عن حزبنا لا شيء آخر، لأن مبادئ حزبنا مُسّت في جوهرها، والزمن هو الآخر سيكون له جواب وسوف نرى بأعيننا؛ ولكن على الأقل لا تشتتوا حزبكم وتخلقوا فيه مشكلا. افتحوا المجال للاخوان ليتصرف كل واحد بقناعته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *