وجهة نظر

على عجل …

على عجل مررت على ما ظهر على الخريطة السياسية في البلاد، وما تحمله من مبادرات لخدمة العباد، فوجدت نفسي كمن يسير في ممر تحت أرضي لفندق كبير لا تكف رائحة الطعام الشهية فيه عن النفاذ إلى الأنوف، غير أن العملية لا يتعدى الشم وحده، أما مد اليد على الطعام فله شروطه، أولها الإقامة بالفندق، وثانيها الالتحاق بمطعمه.

وبدا لي معالي رئيس الحكومة “المعلقة” لا يقدر على فعل شيء سوى التأمل فيما وصفه لمجلة “الرجل” السعودية بـ “المصاعب”، تلك التي يخاف الرأي العام أن تتحول إلى “مصائب”، فمصائب قوم عند قوم فوائد، والناس يتأملون المشهد السياسي شبه “الجامد” باهتمام، حتى وإن بدا المغاربة للمراقبين السياسيين غير مهتمين، والحقيقة أنهم في عمق الاهتمام بأدق تفاصيله.

في علم السياسة لا يمكن للسياسي الانتظار طويلا للحسم في قضية ما، فالسرعة في اتخاذ القرار صفة السياسي المحنك، لأن الانتظار إذا طال ستحوم حوله التساؤلات، وتكثر التعاليق، ويصبح الصحيح منها الكاذب سيان، كقولهم أخيرا أن مستشارا لجلالة الملك ذهب إلى حيث معالي بن كيران ينصحه بعدم تقديم استقالته، في حين ينفي محمد يتيم، وهو من المقربين لرئيس الحكومة أي علم له بما حصل، معلقا على ما يروج بقوله: “رجمٌ بالغيب”.

وفي نفس السياق يدعي آخرون أن الجواب على ما استعصى من حلول تشكيل حكومة معالي بن كيران “المعلقة” يوجد في جراب عزيز أخنوش، رجل المال والأعمال، قائلين بأنه وحده الذي يعرف كيف يسوق ماعز اشتوكة أيت باها إلى المرعى اليانع، شرط إبعاد حزب الحاج علي قيوح عنه، لأن أخنوش يستطيع أن يبني لمعالي بن كيران، إذا أراد الأخير، بيتا شبيها ببيته في تافراوت الذي تشكل الصخور الضخمة ديكورا بيئيا حوله، يحسبها الناظر إليها أنها ستسقط على الرؤوس، وهي ثابتة منذ آلاف السنين.

… انتهى.