مجتمع

“غياب شروط التدريس” يقض مضجع طلبة الهندسة المعمارية بتطوان

طالب عشرات الطلبة الذين يتابعون دراستهم بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان، وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان و سياسة المدنية، بإنقاذ مستقبلهم الدراسي، عبر السماح لهم بإكمال السنتين الرابعة والخامسة بالعاصمة الرباط.

وعبر عدد من طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان، في حديث لـ”العمق”، عن تخوفهم من ضياع مستقبلهم الدراسي بسبب غياب شروط الدراسة في مدرسة تطوان.

ويعد الموسم الجامعي المقبل 2019/2020 أول موسم ستستقبل فيه المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان طلبة الماستر (السنتين الرابعة والخامسة)، وهو مازاد من هواجس الطلبة حول مستقبلهم الدراسي، الذين قضوا ثلاث سنوات في المدرسة ذاتها بإمكانيات وتجهيزات “متواضعة جدا”، حسب تعبيرهم

وشرعت الوزارة الوصية في بناء ملحقة للمدرسة بتطوان ستستقبل طلبة الماستر ابتداء من الدخول الجامعي المقبل، لكن المشروع مازال حبرا على ورق، وهو الأمر الذي أرق الطلبة.

المبنى الجديد، الذي لم تبدأ الأشغال به سوى منذ بضعة أسابيع سيتم إنهاء الأشغال به سنة 2022، وهو ما دفع الطلبة إلى التعبير عن رفضهم لاستكمال سنوات الماستر بهذه الملحقة، خصوصوا في الموسم المقبل.

يشار إلى أن المدرسة أصبحت المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان، أصبحت ابتداء من تاريخ 9 يونيو 2017، مدرسة مستقلة، بعد أن كانت ملحقة للمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط، في إطار تفيعل الجهوية من قبل وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان و سياسة المدنية.

وتعاني هذه المدرسة اليوم، حسب ما قال عدد من الطلبة، من نقص شديد في أعضاء هيئة التدريس والإدارة، وقد بدأت السنة الماضية في توظيف أساتذة جامعيين لملء هذه الفراغات.

وفي تصريح لـ”العمق” قال أحد الطلاب، إن مبنى المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان كان مخصصا لتدريب التقنيين في مجال تصميم المباني، ثم أصبح يستقبل منذ 2009، 25 طالبا وطالبة، قبل أن يتضاعف هذا العدد خلال ثلاث سنوات الأخيرة ليصبح 50.

وتابع المتحدث أن عدد مبنى المدرسة يضم فقط ثلاثة أقسام وقاعة للورشة، مضيفا أن “طلاب الهندسة المعمارية يتابعون دراستهم في مبنى لا يحترم أدنى متطلبات مبنى التعليم العالي العام”.

واسترسل بأن عدد الطلبة الذي يصل اليوم إلى 200 يفوق الطاقة الاستيعابية للمبنى ويؤثر سلبا على سير الحصص الدراسية، التي تتغري جدولتها كل أسبوع، “حصص تلغى لعدم وجود مكان لإجرائها، وتنقلات ضرورية للمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، و المدرسة الوطنية للفنون الجميلة على حساب الطلبة و ذلك لمتابعة بعض الحصص هناك”.

وأوضح أن 30% من الحصص في السنة الأولى والثانية تدرس خارج أسوار المدرسة نظرا للنقص الكبير للقاعات، و”الذي لا يستجيب لمتطلبات دراسة الهندسة المعمارية”.

وكشف عدد من الطلبة المتضررين لـ”العمق”، أن مبنى المؤسسة الجامعية لا يتوفر سوى على مكتبة صغيرة تتسع فقط لخمسة طلاب، ناهيك عن استعمالها كذلك كمكتب إداري.

ويشتكي الطلبة أيضا من غياب فضاءات للأنشطة الرياضية؛ فالملعبين الوحيدين بالمدرسة الخاصين بكرة القدم وكرة السلة، تم تحويلهما إلى فضاء للتجارب.

هاجس الماستر دفع طلبة السنة الثالثة إلى مراسلة عدة جهات على رأسها وزارة  إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدنية، كما عقدوا لقاءات مع عدد من المسؤولين على هذا الوضع، آخر اللقاءات كان مع الوزير الوصي على القطاع، لكنهم لم يظفروا بأي حل لوضعيتهم، ما زاد من قلقهم خصوصا أن الموسم الجامعي المقبل على الأبواب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *