سياسة

التازي: الانتقال إلى الملكية البرلمانية يحتاج لبنية مؤسساتية قوية (فيديو)

اعتبر كريم التازي، رجل الأعمال والعضو بحزب الاشتراكي الموحد، أن الانتقال إلى ملكية برلمانية بالمغرب يحتاج إلى بنية مؤسساتية قوية، أي برلمان قوي، وأحزاب وحكومة قوية، وجهاز قضاء قوي ومحترم، وصحافة حرة، إضافة إلى سلطات مضادة للنظام.

وأوضح التازي في حوار مطول مع جريدة “العمق”، أن النظام المخزني اشتغل منذ عقود لإضعاف الهيئات السياسية والمجتمع المدني، مضيفا أنه “لا يمكن أن يتم إضعاف لبنية المؤسساتية من جهة ونقول بأننا سنبني ملكية برلمانية.”

وأشار المتحدث، إلى أنه حاليا هذه البنية المؤسساتية التي يمكن أن نضع فوقها ملكية برلمانية هشة، لافتا أن الانتقال إلى ملكية برلمانية يجب أن يكون عليه إجماع من طرف جميع الجهات في المغرب.

وشدد على أنه يجب على القصر أولا أن يعلن بصفة واضحة أن هذه المرة ينوي حقيقة أن ينتقل إلى ملكية برلمانية ويستعمل نفوذه لتعزيز المؤسسات الأخرى التي يمكنها أن تشكل بنية مؤسساتية، ويجب أيضا على الأحزاب أن تتحمل مسؤوليتها.

وبحسب التازي، فيجب أيضا فك العقد الإستراتيجية التي كانت في وقت الحسن الثاني والتي عززها ادريس البصري وجعلها العنصر الرئيسي للنموذج السياسي في المغرب، وهي العقدة بين القصر والأعيان والأحزاب الإدارية.

وتابع العضو بحزب الاشتراكي الموحد، أن الأحزاب الإدارية وأحزاب الأعيان، سرطان، وأن الذين يتقدمون للانتخابات بتزكيات من تلك الأحزاب أغلبيتهم هدفه هو الريع والفساد، مشددا على أنه مادام النموذج السياسي مبني على ذلك التحالف الضمني بين الأحزاب والأعيان فلا يمكن إخراج الفساد من الدولة.

وأحسن دليل على ذلك، يضيف التازي، هو ما نراه في الإدارة الترابية بالمغرب، خصوصا الولاة والعمال والفرق الكبير بين هذه الفئة في عهد الحسن الثاني وادريس البصري حيث كانوا يتلقون أمولا طائلة جعلتهم أثرياء، وبين ولاة وعمال عهد الملك محمد السادس حيث النزاهة لم يعد هناك حديث عن تلقي تلك الفئة للملايير.

وفي نفس السياق، أضاف أن “هناك ولاة وعمال ذو كفاءات عليا ولكن ليس كافيا لمحاربة الفساد لأنه انتقل من الإدارة الترابية إلى الهيئات المنتخبة البرلمانيين والمنتخبين المحليين حيث اليوم الدولة تسمح لواحد الشخص يشتري انتخابات بـ500 مليون وتعرف بأنه إذا دفع ذلك الثمن فيمكنه أن يربح أضعافه”.

وخلص التازي إلى أن “النموذج السياسي المبني على العقدة الإستراتيجية مع الأعيان الفاسدة والأحزاب الإدارية إذا لم يتغير فلم نغير أي شيء، مازال الفساد والريع مكتوب في الحامض النووي للنظام الحاكم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *