سياسة، مجتمع

هكذا علق وزراء وبرلمانيون وقادة أحزاب على “فاجعة تارودانت”

نعى وزراء وبرلمانيون وقادة أحزاب، ضحايا فاجعة تارودانت التي أودت بحياة 7 أشخاص جرفتهم السيول من ملعب لكرة القدم بدوار تيزرت بجماعة إيمي نتيارت دائرة إيغرن، نتيجة الأمطار الغزيرة التي عرفها الإقليم مساء أمس الأربعاء، وأدت إلى حدوث فيضانات.

رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، كان أول من تفاعل مع الفاجعة، حيث أوضح أن الجهات المسؤولة والسلطات المحلية تتابع عن كثب تداعيات الفاجعة، وحصر الخسائر البشرية والمادية.

وكتب العثماني في تدوينة له: “ببالغ الحزن والأسى، تلقيت خبر فاجعة السيول التي جرفت مساء اليوم الأربعاء شبابا، كانوا يلعبون كرة القدم بجماعة إمي نتيارت بإقليم تارودانت، أسأل الله الرحمة والمغفرة لمن قضوا في الفاجعة وأتقدم بأحر التعازي والمواساة لذويهم وأسرهم وأسأل الله لهم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

واليوم الخميس، قال العثماني خلال افتتاح المجلس الحكومي بالرباط، إن “الجهات المعنية، وفور وقوع الحادث الأليم، باشرت التحقيقات الضرورية لتحديد بالضبط ما جرى، وأيضا لتحديد المسؤوليات”، مشيرا إلى أن الحكومة ستناقش في اجتماع اليوم التدابير والإجراءات الضروري اتخاذها لتفادي تكرار مثل هذه الأحداث الأليمة في مواقع أخرى.

ودعا العثماني إلى اليقظة وإلى اتخاذ الاحتياطات، مطالبا جميع المتدخلين بالتعاون فيما بينهم لتفادي مثل هذه الحوادث، خصوصا مع التقلبات المناخية التي تتسبب في وقوعها، مضيفا: “لابد من رفع درجة اليقظة، ومن واجب جميع الإدارات والجماعات المحلية والمجتمع المدني والمواطنين التعبئة والتعاون لنتفادى في المستقبل مثل هذه الحوادث الحزينة”.

وحل وزير السياحة والقيادي بحزب الاتحاد الدستوري، محمد ساجد، اليوم الخميس، بدوار تيزيرت الذي يدخل ضمن دائرته الإنتخابية ويعتبر ومسقط رأسه، من أجل حضور مراسيم دفن ضحايا “ملعب الموت”، وذلك كأول مسؤول حكومي يحل بالمنطقة بعد الفاجعة، رفقة وفد رسمي يتقدمه عامل الإقليم.

ساجد قدم التعازي لأسر الضحايا، وتوجه بعدها نحو مقبرة الدوار حيث سيوارى جثمانهم الثرى، إذ يتحدر الوزير من جماعة إغرم بإقليم تارودانت، ويعتمد على أصوات أهالي المنطقة للحفاظ على صفة البرلماني.

وتوالت تعليقات الوزراء على الفاجعة، إذ كتب وزير الطاقة والمعادن عزيز رباح: “ببالغ الأسى والحزن تلقيت خبر فاجعة السيول الفيضانية التي جرفت، مساء اليوم، ملعباً لكرة القدم وأودت بحياة عدد من الضحايا بجماعة إمي نتيارت، قبيلة إداونيضيف، بإقليم تارودانت. وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم إلى أسر الضحايا بأحر التعازي والمواساة، سائلا المولى عزوجل أن يرحم ضحايا هذه الفاجعة ويسكنهم فسيح جنانه ويرزق أهلهم وذويهم الصبر والسلوان”.

وبنفس عبارات الوزير رباح، نعى كل من لحسن الداودي الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة، ونزهة الوفي كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، ضحايا فاجعة تارودانت، مقدمين في تدوينتين متفرقتين التعازي إلى عائلاتهم، “سائلين المولى عزوجل أن يرحم ضحايا هذه الفاجعة ويسكنهم فسيح جنانه ويرزق أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان”، وفق تعبيرهما.

من جهتهم، قدم زعماء أحزاب سياسية التعازي في الفاجعة، إذ كتب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية: “على إثر الفاجعة المأساوية التي أودت بحياة مجموعة من المواطنين مساء أمس نتيجة الفيضانات التي عرفها دوار تزيرت بإقليم تارودانت، أتقدم بأحر التعازي وصادق مشاعر المواساة لعائلات الضحايا ولساكنة دوار تزيرت وجماعة إيمي نتايارت الذين أشاطرهم أحزانهم في هذا المصاب الجلل، كما أتمنى الشفاء العاجل لكل المصابين الذين نجوا من هذه الكارثة”.

وطالب بنعبد الله بأن “يذهب التحقيق الذي باشرته السلطات المعنية إلى نهايته لتحديد المسؤوليات، كما يجب التعاطي بالصرامة اللازمة مع ظاهرة إقامة بنايات سكنية أو تجهيزات مفتوحة في وجه العموم في مجرى الأودية، خاصة مع التحولات المناخية التي يعرفها العالم والمغرب، والتي تنبئ بأن مثل هذه الحوادث قد تتكرر ما لم يتم اتخاذ الاحتياطات والتدابير الوقائية الضرورية”.

واعتبر القيادي الحزبي والوزير السباق في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك، أن “الظاهرة معقدة وتطرح العديد من الصعوبات، خاصة ما يرتبط بمنع البناء في مجرى الأودية ولكن الصرامة والإرادة القوية مطلوبة لمعالجة هذه الظاهرة حماية لأرواح المواطنات والمواطنين وممتلكاتهم”، وفق تعبيره.

الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، كتب بدوره: “ببالغ الأسى والحزن، تلقى حزب الاستقلال بحسرة كبيرة فاجعة تارودانت التي راح ضحيتها 7 أشخاص، فيما اعتبر آخرون في عداد المفقودين، وذلك بعد أن اجتاحت سيول جارفة أرضية ملعب دوار تيزرت بتراب جماعة إمي نتيارت التابعة لإقليم تارودانت”.

وأضاف في تعزية على موقع حزبه: “على إثر هذا المصاب الأليم، يتقدم نزار بركة  باسمه الشخصي ونيابة عن قيادة الحزب وجميع الاستقلاليات والاستقلاليين بأحر التعازي وأصدق المواساة لأسر وعائلات ضحايا الفاجعة، داعيا الله جل جلاله أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان، وأن يسبغ على ضحايا هذا الحادث المفجع بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وينعم على المصابين منهم بالشفاء العاجل”.

ودعا بركة “كافة مناضلات ومناضلي الحزب ومنتخبيه بالمنطقة إلى تقديم العون إلى عائلات الضحايا والمصابين والمفقودين، والقيام بمبادرات مستعجلة للتخفيف من معاناة الأسر المكلومة والمتضررة، كما يحث الحكومة على القيام بإجراءات استباقية ووقائية حماية لأرواح المواطنين من مخاطر الفياضانات”، حسب المصدر ذاته.

بدوره، نعى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بن شماش، ضحايا الفاجعة، “قائلا في تعزية على موقع حزبه: على إثر الفيضانات التي عرفها إقليم تارودانت ونجم عنها وفاة 7 أشخاص وعدد من المفقودين بدوار تيزرت جماعة إيمي نتيارت دائرة إيغرن، يتوجه الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بخالص التعازي لعائلات الضحايا، ويتمنى الشفاء العاجل للمصابين”.

وتابع قوله: “وباسمه وباسم مناضلات ومناضلي الحزب، يعلن الأمين العام عن تضامنه مع عائلات الضحايا والمصابين والمفقودين، ويدعو منتخبي الحزب وبرلمانييه إلى القيام بمبادرات مستعجلة للتخفيف من معاناة الأسر المكلومة والمتضررة، كما يحث الحكومة على استخلاص الدروس والعبر من الفاجعة للقيام بإجراءات استباقية ووقائية حماية للبلاد والعباد من الأمطار الغزيرة وما يترتب عنها من فيضانات”.

الوزيرة السابقة التي كانت مكلفة بقطاع الماء والقيادية بحزب التقدم والاشتراكية، شرفات أفيلال، علقت على الحادثة بالقول: “ويبقى المشكل قائما: الترامي على الملك العام المائي وعشوائية التعمير، رحم الله ضحايا فيضانات تارودانت”، حسب ما جاء في تدوينة على حسابها بموقع فيسبوك.

من جهتهم، تفاعل برلمانيون مع الفاجعة بتعليقات منتقدة لسياسة الحكومة بالمنطقة، وأخرى تقدم التعازي لأسر الضحايا، حيث كتبت البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي حنان رحان: “فاجعة بكل المقاييس، رحم الله هؤلاء الشباب، شهداء الفساد والغش وعدم الإكثرات بحياة الإنسان”، فيما كتب البرلماني عن دائرة تارودنات من حزب العدالة والتنمية جليل مسكين: “لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، إنَّا لله وإنا إليه راجعون، تعازينا الحارة لأهالي الضحايا بجماعة إمي نتيارت، اللهم لطفك يارب”.

رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة عبد الصمد سكال، طالب بـ”اتخاذ الصرامة في احترام معايير تحديد المناطق القابلة للتهيئة والتعمير”، معتبرا أنه يجب التشدد في الصرامة خاصة ما تعلق بتحديد المناطق التي يمنع فيها التهيئة والتعمير بسبب عدم الصلاحية أو المخاطر المرتبطة بطبيعة الموقع أو التربة، وفق ما جاء في تدوينة له.

كما وجه البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وكذ طلبا عاجلا لعقد اجتماع عاجل للجنة الداخلية بمجلس النواب، بسبب فاجعة تارودانت، متسائلا عن التدابير التي ستتخذها الحكومة لإعلان المنطقة “منطقة منكوبة”، وعن الدعم المادي الذي ستخصصه الوزارة للمنطقة من مالية صندوق التنمية القروية وصندوق الكوارث الطبيعية المخصصين لمثل هذه الحالات.

وخلفت “فاجعة تارودانت” التي راح ضحيتها 7 أشخاص بدوار تيزرت، جرفتهم الفيضانات بسبب الأمطار الغزيرة، تعليقات غاضبة على مستوى موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، حيث حمل نشطاء مسؤولية ما وقع لـ”استهتار للمسؤولين”، مطالبين بفتح تحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وكانت السلطات المحلية لإقليم تارودانت، قد أعلنت عن وفاة 7 أشخاص جرفتهم السيول من ملعب لكرة القدم نتيجة الأمطار الغزيرة التي عرفها الإقليم مساء أمس الأربعاء، مشيرة إلى أنه تم العثور على شخص مسن مصاب بجروح متفاوتة الخطورة، بينما لا تزال الأبحاث مستمرة عن شخص واحد يعتبر في عداد المفقودين.

وأضافت السلطات أن الأشخاص السبعة الذين لقوا مصرعهم، هم 6 مسنين كانوا يتابعون مقابلة في كرة القدم، إلى جانب شاب يبلغ من العمر 17 سنة، وذلك أثناء مباراة بين فريق ينتمي إلى الدوار وفريق دوار مجاور في إطار دوري محلي، لدواوير الجماعة، مضيفة أنه تم فتح تحقيق من طرف السلطات المختصة تحت إشراف النيابة العامة حول ظروف وملابسات هذا الحادث لتحديد المسؤوليات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *