مجتمع

بعد تسممهم.. طلبة الأقسام التحضيرية بتطوان يضربون عن الدراسة ويطالبون بنتائج التحقيق (صور)

أعلن تلاميذ مركز الأقسام التحضيرية لولوج مدارس المهندسين بتطوان، عن الدخول في إضراب مفتوح عن الدراسة إلى غاية تحقيق  مطالبهم التي وجهوها إلى إدارة المؤسسة، وذلك في أعقاب حادث التسمم الجماعي الذي تعرض له تلاميذ المركز، وتسبب في إرسال عدد منهم إلى قسم المستعجلات بمستشفى “سانية الرمل” بالمدينة ذاتها، مهددين بمقاضاة الإدارة.

يأتي ذلك بعدما أعلنت المديرية الإقليمية للتعليم بتطوان، عن فتح تحقيق من طرف لجنة إقليمية في حادث التسمم الجماعي، مشيرة إلى أن 16 تلميذا تم نقلهم إلى قسم المستعجلات”، وذلك إثر تناولهم وجبة العشاء ليلة الإثنين المنصرم، لافتة إلى أن إدارة المركز قامت باستدعاء اللجنة الطبية المختصة إلى عين المكان، حيث تم تقديم إسعافات أولية للتلاميذ.

إضراب عن الدراسة

وقال تلاميذ المركز في بلاغ لهم، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن الإضراب لن يتوقف إلا بعد صدور نتائج التحقيق الذي أعلنت عنه المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتطوان، والإستماع للتلاميذ من طرف اللجنة الإقليمية المختصة التي حلت بالقسم الداخلي للمركر أول أمس الأربعاء، مطالبين تحسين الشروط الصحية المتوفرة في تجهيزات المطعم الداخلي وعملية تجهيز الوجبات تفاديا لتكرار الواقعة.

وهدد التلاميذ بمقاضاة إدارة المركز، موضحين في بلاغهم أنه “من حق التلاميذ وأولياء أمورهم رفع دعوة قضائية ضد إدارة المركز بتهم عدة أهمها تعريض حياة التلاميذ للخطر”، داعين إلى “محاسبة جميع المتورطين في عملية تسميم التلاميذ المركز الذين تجاوز عددهم الـ130 ضحية، منهم الداخليون والخارجيون”، مستنكرين ما اعتبروه “تستر” الإدارة التربوية عن ما حدث.

وطالبوا بالتحقيق في قضية “منع التلاميذ المرضى الذين كانوا في حالة مستعجلة تستدعي التدخل الطبي، من مغادرة الجناح الذي يقطنونه من أجل الذهاب إلى المستشفى ولو على نفقاتهم الخاصة، وإرجاع سيارات الإسعاف خالية بعد وصولها إلى المركز لنقل المصابين، وإرسال التلاميذ إلى غرفهم عوض السماح لهم بالمغادرة”.

إلى ذلك، نظم تلاميذ الأقسام التحضيرية بعدة مدن، أمس الخميس، وقفات داخل مؤسساتهم تضامنا مع زملائهم بتطوان، وهمت هذه الوقفات مراكز مولاي الحسن بطنجة، مولاي إدريس بفاس، محمد بن عبد الكريم الخطابي بالناضور، الشريف الإدريسي بتازة، وسط دعوات لإضراب وطني اليوم الجمعة وغدا السبت بمختلف المراكز.

“تكتم الإدارة”

تلاميذ ممن تعرضوا للتسمم، كشفوا في تصريحات لجريدة “العمق”، أن عدد المصابين ناهز الـ130 تلميذا، وليس 16 فقط كما جاء في بلاغ المديرية الإقليمية للتعليم، حسب قولهم، مشيرين إلى أن “الإدارة لم تسارع في نقل المصابين بالتسمم إلى المراكز الصحية، بل حاولت التستر على الأمر بإبقائهم طريحي فراش المركز دون تشخيص وضعهم”.

واستغربوا “محاولة الإدارة التكتم عن الأمر، واكتفاءها بتزويد التلاميذ بأدوية دون أي ترخيص طبي يراعي حالتهم الصحية، مما قد يكون سببا في تفاقم حالتهم، قبل أن يستدعي مجموعة من التلاميذ سيارات الإسعاف بأنفسهم”، لافتين إلى أن التلاميذ غير القاطنين بالقسم الداخلي “عانوا درهم من اضطرابات صحية بعد تناول وجبة غذاء يوم الاثنين المنصرم، مما يفتح مجال الشك حول جودة الطعام الذي يقدم في كل وجبة”.

إحدى التلميذات المصابات كشفت في تصريح لجريدة “العمق”، أن هذه هي المرة الثانية التي يحدث فيها هذا التسمم بالمركز، حيث سبق أن وقع نفس الحادث السنة الماضية، لافتة إلى أن حالة التلاميذ المصابين كانت كارثية، ومنهم من فقد وعيه، على حد وصفها.

وأوضح شقيق أحد التلاميذ المصابين لجريدة “العمق”، أن إدارة المركز قدمت أدوية إلى المصابين وتركتهم داخل المؤسسة لأزيد من 24 ساعة، وذلك في محاولة للتخفيف من آلامهم لكن بدون أي وصفة طبية، قبل أن تضطر إلى نقل عدد منهم إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، بسبب تدهور وضعهم الصحي.

وأضاف أن “بعض المصابين تم نقلهم عبر سيارات الإسعاف، فيما نُقل آخرون عبر سيارات عادية”، كاشفا أن العدد الإجمالي للتلاميذ المصابين فاق 120، تعرضوا لأعراض مختلفة من إسهال وارتفاع درجة الحرارة وغيرها، مستغربا محاولة “التكتم عن الموضوع وعدم إشعار عائلاتهم بالأمر”، حسب قوله.

هيئة تدعو للمحاسبة

منظمة التجديد الطلابي فرع تطوان دخلت على خط ما أسمته “فاجعة” إصابة مجموعة كبيرة من طلبة الأقسام التحضيرية بتطوان بتسمم جماعي، كاشفة أنه “سبق وقوع تسمم جماعي السنة الماضية بنفس المدرسة ولم يتم الإعلان عنه، وأن عدد الطلبة الذين تسمموا هو أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه في بلاغ المديرية الإقليمية بتطوان”.

وأوضحت المنظمة في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منها، أنه “لا يزال العديد من الطلبة لم يتماثلوا للشفاء عكس ما أعلن عنه بلاغ المديرية”، معتبرة أن إدارة المدرسة “لم تتعامل بالجدية المطلوبة مع الوضع الصحي للطلبة”، لافتة إلى الطلبة هم من اتصلوا بالإسعاف حينما رأو التعامل غير المسؤول من إدارة المؤسسة.

وأدانت الهيئة الطلابية بشدة ما قالت إنه “تعامل غير مسؤول ومستهتر بصحة الطلبة والطالبات”، داعية إلى “إطلاع الرأي العام بمخرجات التحقيق الذي أعلنت المديرية الإقليمية عن فتحه، ومحاسبة كل المتورطين في هذه الفاجعة، وتكثيف المراقبة المتعلقة بجودة الأطعمة والوجبات المقدمة إلى الطلبة بعموم المؤسسات الجامعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    للاسف ما بقي ما يعجب