سياسة

حزب الاستقلال يحذر من “سلوكيات خطيرة” تتعرض لها المرأة المغربية

نبهت اللجنة المركزية لحزب الاستقلال، إلى ما أسمتها “خطورة عودة بعض السلوكات والممارسات الإقصائية للمرأة والحاطة بكرامتها وازدياد حدة العنف الممارس عليها جسديا ورمزيا واجتماعيا واقتصاديا في المجتمع وفي الفضاء العام والافتراضي”، داعية إلى جعل التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمرأة من الروافد الأساسية لمشروع النموذج التنموي الجديد.

وعبرت اللجنة المركزية للحزب عن “قلقها وتوجسها من عودة بعض مظاهر النكوص والتراجع في تمتع المرأة بحقوقها الدستورية، ومنها بلوغ نسبة الأمية لدى النساء إلى مستويات قياسية، واستمرار ظاهرة الهدر والانقطاع الدراسي، والحرمان من الاندماج الاقتصادي والاجتماعي، وارتفاع نسبة البطالة، وانسداد آفاق الارتقاء الاجتماعي أمام الفتيات مما يكرس التوريث الجيلي للفقر”.

وشددت على ضرورة جعل المرأة من أولويات السياسات العمومية، والرفع من منسوب ولوج المرأة إلى المناصب القيادية في الهيآت السياسية والمنتخبة والمقاولات والإدارات العمومية ومختلف أجهزة الدولة”، داعية إلى “تعزيز الآليات المؤسساتية والقانونية لضمان الحماية للنساء ومحاربة كل أشكال التمييز والصور النمطية المُسيئة، وإطلاق برامج تنموية لإنصاف النساء في وضعية هشاشة، ولا سيما في العالم القروي”.

وشدد الحزب على أنه “لا يُمكن تحقيقُ القطائع والانتقالات التي نتطلع إليها للخروج من الأزمة والارتقاء نحو النموذج التنموي الجديد، دون أن تكون المرأةُ طرفا وفاعلا ومستفيدا من ثمار هذا النموذج، وفي صلب التعاقدات التي ستنبثق عنه”.

جاء ذلك في بلاغ للحزب، توصلت جريدة” العمق” بنسخة منه، عقب انعقاد اللجنة المركزية للميزان في دورتها الرابعة، وفقا لمقتضيات الفصل 69 من النظام الأساسي للحزب، وذلك اليوم السبت بمدينة الجديدة، برئاسة نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، حيث خصصت أشغال هذه الدورة لتدارس موضوع “حقوق المرأة والمناصفة”.

وقدم بركة خلال لقاء اللجنة المركزية عرضا سياسيا حول “تقييم واقع حال المرأة المغربية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، الموسوم بهشاشة الحقوق وضعف آليات التمكين، وانحسار مبدأي المساواة والمناصفة”، كما تم تقديم “عرض مفصل للجنة المناصفة وتكافؤ الفرص والذي تضمن تشخيصا دقيقا لواقع الجندرة والمساواة بالمؤسسات السياسية والهيئات المنتخبة وبالإدارات العمومية”.

وعبرت اللجنة المركزية عن “أسفها العميق للتأخر الواضح في أجرأة المقتضيات الدستورية والقانونية المؤطرة للمساواة بين الرجل والمرأة، وفي عدم قدرة الحكومة على ترجمة الآليات المتعلقة بمحاربة التمييز ضد المرأة على أرض الواقع، بالرغم من الالتزامات الدولية لبلادنا في هذا الشأن، واستمرار بعض مظاهر التردد و التلكؤ غير المبرر في استكمال مسار تحقيق المناصفة”.

ودعت إلى “إعادة النظر في السياسات العمومية المتعلقة بالمرأة، بما فيها خطة المساواة إكرام 2 واستراتيجية مكافحة التمييز، واللذان أبانا عن محدوديتهما في احتواء اختلالات اجتماعية وبنيوية يعاني منها المجتمع المغربي جراء استمرار منطق الإقصاء والتمييز والنظرة الدونية للمرأة، في الفضاء العام وفي وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعية”.

كما طالبت بضرورة “الحرص على الأخذ بعين الاعتبار التزامات المغرب الدولية وخاصة اتفاقية سيداو والبرتوكول الاختياري الملحق بها، والانخراط في أهداف التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *