مجتمع

غادر المدرسة ليعين أسرته .. الفنيدق تودع “شهيد معبر الموت” (فيديو)

شُيعت أمس الأحد بمدينة الفنيدق، جنازة الشاب يوسف سدراوي الذي توفي إثر سقوطه من منحدر بمعبر باب سبتة المحتلة، حيث كانت الظروف الاجتماعية لأسرته قد دفعته لمغادر صفوف الدراسة من المستوى الثالث إعدادي، من أجل امتهان التهريب المعيشي لمساعدة عائلته، كما كان يعمل بائعا في سوق محلي للخضر والفواكه بالفنيدق.

الجنازة التي انطلقت من حي كنديسة الوسطى بمدينة الفنيدق حيث كان يقطن الراحل رفقة أسرته، شارك فيها عشرات من أصدقائه العاملين في التهريب المعيشي، وسط جو من الحزن والصدمة في صفوف أقاربه، فيما نشر نشطاء محليون على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تدوينات تنعي الفقيد وتصفه بـ”شهيد معبر الموت”.

وأول أمس السبت، لفظ يوسف سدراوي أنفاسه الأخيرة بمستشفى “سانية الرمل” بتطوان، إثر سقوطه من منحدر بمعبر سبتة وارتطام رأسه بالأرض، وذلك أثناء انتظاره دخول سبتة لتحميل البضائع، يوم الخميس المنصرم، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة نتيجة إصابته بجروح خطيرة، نُقل على إثرها إلى المستشفى، قبل أن يفارق الحياة بعد يومين من الحادثة، ليصبح الضحية العاشر لـ”معبر الموت”.

وبعد وفاة يوسف، ارتفعت النداءات المطالبة بإيجاد حل نهائي لمعاناة ممتهني التهريب المعيشي، حيث أطلق مرصد الشمال لحقوق الإنسان “ONDH” نداءً لإغلاق المعبر تحت هاشتاغ “أغلقوا معبر الموت”، من أجل دعوة الجهات المعنية إلى إغلاق معبر باب سبتة المتخصص في تهريب السلع والبضائع من المدينة المحتلة، في ظل ارتفاع حالات الوفيات، إضافة إلى مآسي أنسانية أخرى من مبيت في العراء والتعرض لشتى أنواع العنف النفسي والجسدي والرمزي.

ويسجل معبر باب سبتة المحتلة، عددا من الحوادث المميتة المتعلقة بالتدافع جراء الازدحام في صفوف ممتهني التهريب المعيشي، وهو ما يثير استنكارا حقوقيا واسعا، وسط مطالب بتدخل السلطات المغربية والإسبانية لتنظيم المعبر، فيما نوقشت القضية مرارا داخل البرلمانين المغربي والإسباني.

وخلال شهر شتنبر الماضي، لقيت سيدة من ممتهنات التهريب المعيشي بمعبر سبتة، مصرعها إثر سقوطها من مرتفع صخري بالمعبر عقب محاولتها قضاء حاجتها البيولوجية تحت جنح الظلام، تاركة وراءها 4 أطفال، حيث كانت قضت ليلتها في العراء أمام المعبر ضمن طابور انتظار طويل لممتهني التهريب المعيشي قصد الدخول إلى المدينة المحتلة في الصباح الباكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *