مجتمع

قرار لحزب “فوكس” العنصري يستهدف تشريد 300 مهاجر مغربي بإسبانيا

اتخذ مجلس مدينة “إل إيخيدو” الإسبانية، بقيادة حزب “فوكس” المعادي للمهاجرين المغاربة، المتحالف مع الحزب الشعبي، قرارا يوم 26 شتنبر الماضي، بهدم 120 كوخا تأوي 300 مهاجرا مغربيا بينهم قاصرين ونساء.

وقال مصدر من المدينة في حديث مع جريدة “العمق”، إن مجلس المدينة منح المعنيين بقرار الهدم 72 ساعة من أجل إخلاء تلك الأكواخ بغرض هدمها، دون أن يقدم لهم أي بديل يقيهم من التشرد.

كما أشار إلى أن هذا المشكل مطروح منذ سنة 2000، حيث تم وضع خطة وطنية آنذاك للقضاء على هذه الأكواخ لكن لم ينفذ منها شيء ولم تقدم الخطة أي مقترح لتعويض هؤلاء المهاجرين، لافتا إلى أنه ليس المرة الأولى التي تهدم فيها 28 كوخا تأوي مهاجرين مغاربة في مدينة “ألميريا” سنة 2015.

وأوضح مصدر الجريدة أن المتضررين من هذا القرار ومن سياسة حزب “فوكس” العنصري، هم عمود اقتصاد هذه المدينة المعروفة بالفلاحة، إذ أن المغاربة هم من يعملون فقط داخل البيوت البلاستيكية دون غيرهم.

واستنكرت جمعيات إسبانية قرار تشريد 300 مهاجر مغربي، منها جمعية “ألميريا كوخي”، وجمعية “سيابيين”، بدون أن يجد مجلس مدينة “إل إيخيدو” بديلا لهم، كما عبر فرع جمعية أطباء العالم في بلاغ له صدر الجمعة 4 أكتوبر الجاري، عن قلقه من عواقب إخلاء هذه الأكواخ وتشريد عشرات العائلات.

وذكر المصدر ذاته، أنه باستثناء الجمعية المحمدية لحقوق الإنسان بالأندلس، فإن باقي الجمعيات المغربية بإسبانيا لم تتناول معاناة هؤلاء المهاجرين، مشيرا إلى أنه بالنسبة للأحزاب، فقد وقف حزب اليسار الموحد وحزب “بوديموس” والحزب الاشتراكي ضد هاد القرار.

واستند مجلس “إل ايخيدو” الإسبانية في إصدار لهذا القرار على المادتين 19 و21 من قانون الأراضي والتأهيل الحضاري، وهي مادتين تحددان المعايير الأساسية للسكن، وهي معايير لا تتوفر في الأكواخ المهددة بالهدم، غير أن مصدر الجريدة، أكد أن ذلك لا يعني أن تقوم بهدم الأكواخ دون تقديم بدائل للمتضررين، وتشريدهم وتعريضهم لخطر المبيت في الخلاء.

وشدد المصدر على أن القرار يتعارض مع نص المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يقول بأن لكل شخص الحق في مستوى معيشي لائق يضمن له ولأسرته الصحة والرفاهية والملبس والسكن، وهذا الإجراء تخطي صارخ لهذه المعاهدة الدولية التي تعتبر اسبانيا جزء منها.

واعتبر أن هؤلاء المهاجرين لو وجدوا بديلا منذ مدة للسكن لما أقاموا في الأكواخ البلاستيكية، مشيرا إلى أن هناك أزمة خانقة بالمدينة، وغلاء في أسعار الكراء، كما أن الإسبانيين يمتنعون عن كراء منازلهم للمهاجرين المغاربة.

وأمام هذا الوضع، سجل المصدر ذاته، غياب القنصلية المغربية، عن ما يعيشه المهاجرين المغاربة في هذا المنطقة، وكأن مهمة القنصلية فقط هو ختم الوثائق وجمع جبايات التنبر، في حين أن هذا الغياب ليس هو الأول من نوعه، حيث سبق لها أن تجاهلت معاناة المهاجرين في الفيضانات التي وقعت الشهر الماضي والتي تضرر منها المغاربة أيضا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *