وجهة نظر

هاجر الريسوني.. عندما يهزم السجين السجان

بابتسامة عريضة وشارة النصر غادرت الصحفية المقتدرة هاجر الريسوني قاعة المحكمة الابتدائية بالرباط التي قضت في حقها بسنة حبسا نافذا بتهمة الفساد والقبول بالاجهاض .

إبتسامة يبدو ان وقعها كان أشد إيلاما على نفوس من دبروا وحاكوا هذا الملف ومن سعدوا وانتشوا لمتابعتها وكانوا ينتظرون ان تخرج ذليلة مكسورة (كانت أشد ايلاما لهم) من وقع صدمة الحكم على هاجر وعاءلتها وكل المتضامنين معها الذين كانوا يأملون ان تحضى هذه الشابة ببراءة اثبتتها كل القرائن والحجج.

هذه الحالة الوجع جسدتها بوضوح تدوينة القاضي المعزول المثير للجدل حين عبر عن امتعاضه من الطريقة التي واجهت بها الصحفية الفتية الحكم الظالم والقاسي حين خرجت مرفوعة الرأس رافعة إشارة النصر .

إن أقصى ما يرعب المستبد السجان وزبانيته وخفافيشه هو أن يحافظ الضحية المظلوم على قوة إرادته وتماسك معنوياته وثباته على مبادئه واستماثته في الدفاع عن عدالة قضيته ؛ لأن أهم رسالة يهدف هذا المستبد إلى إيصالها من خلال أساليب التخويف والابتزاز التي ينهجها في التعامل مع معارضيه ومخاليفه في الرأي والاختيار السياسي هي كسر شوكة الأحرار وبث اليأس والانهزامية في نفوسهم ليكونوا عبرة ودرسا لغيرهم ليساقوا بعدها سوقا إلى الانبطاح والاستسلام والقبول بالدونية والهوان .

إبتسامة وشارة نصر كانتا كافيتين لتأكيد انتصار صحفية حرة لا تملك سوى قلمها وايمانها بقضايا وطنها على نظام مستبد متسلط ، وكانتا عنوانا آخر من عناوين هزيمته التي كانت أولى مظاهرها هي تسليطه لعيونه وأدواته لمراقبة صحفية مستضعفة واحصاء أنفاسها للإيقاع بها ثم تسليط أبواقه للتشهير بها والنيل من كرامتها وتسخير كل أدواته ومؤسساتها لادانتها .

فمتى تدرك السلطة الحاكمة أن إستعمال الأساليب البالية والقديمة في القمع والتضييق والتنكيل بالمعارضين لم تعد تجدي نفعا في إطفاء جذوة الأحرار أو كسر إرادتهم بعد أن تخطوا حاجز الخوف والخنوع وأضحت رغبتهم جامحة في التحرر والانعتاق والحرية ومستقبل افضل تسوده قيم العدل والرخاء والكرامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *