مجتمع

طبيب يحذر من تحول الانتحار بتطوان إلى ثقافة .. ويدعو لحل شامل

حذر الطبيب والناشط الجمعوي المهتم بقضايا الشباب بتطوان، محمد المهدي البكدوري، من أن ظاهرة الانتحار بدأت تترسخ كثقافة دخيلة على المجتمعات الإسلامية، مشيرا إلى أن المبررات الاقتصادية والاجتماعية كالفقر والبطالة وانسداد الآفاق والتعثر الدراسي والمشاكل الزوجية، مجرد وقود يغدي هذه الثقافة الجديدة.

وكشف البكدوري أن الانتحار في المغرب يتنوع بين حلم الانتقال إلى وضع أفضل عبر قوارب الموت، وإحراق الذات والإضراب عن الطعام حتى الهلاك كنوع من الاحتجاج بإيلام الذات وإيذاءها، ثم “الجهاد الأعوج” والعمليات الانتحارية ضد المسلمين في بؤر التوتر طلبا للجنة وللحور العين.

إضافة إلى ذلك، يضيف الطبيب، يوجد “الانتحار العبثي بدون أسباب مقنعة، هذا الأخير أخطر ما في الظاهرة، حيث تصبح هذه الممارسة نوعا من اللعب أو المغامرة، أو التحدي عند الشباب بل حتى الأطفال عبر لعبة الحوت الأزرق كنموذج، دون أن ننسى الانتحار بسبب الأمراض النفسية كالاكتئاب وغيره الذي قد تغذيه انتشار الخمر والمخدرات”، وفق تعبيره.

ويرى المتحدث أن “علاج الظاهرة يحتاج إلى مقاربة شاملة قيمية ونفسية واجتماعية وتربوية وروحية، وكذا سياسية وثقافية تعيد إحساس الشاب بحق الحياة بكرامة ومسؤولية، بعيدا عن مسببات التحبيط وتبخيس القدرات، وتستند إلى إعادة بث بعض المبادئ التربوية الإسلامية كمفاهيم الاستخلاف في الأرض، والموازنة بين الحياة للدنيا والحياة للآخرة، والصبر عند البلاء”.

وعاشت مدينة تطوان خلال اليومين الأخيرين، على وقع 3 محاولات انتحار جديدة، أسفرت إحداها عن مصرع شاب في العشرين من عمره، بينما تم إنقاذ حياة سيديتين حاولتا وضع حد لحياتهن، وذلك في ظاهرة بدأت تفزع سكان المدينة، فيما أطلق نشطاء وحقوقيون نداءات من أجل “إنقاذ” شباب تطوان من “فواجع الموت الاختياري”.

كما شهدت المدينة خلال الأسابيع الماضية ارتفاعا غير مسبوق في عدد حالات الانتحار، خاصة لدى فئة الشباب والمراهقين، وهو ما دفع حقوقيين وجمعويين ونشطاء إلى دق ناقوس الخطر، إلى جانب مدينة شفشاون المجاورة التي تسجل نسب انتحار غير مسبوقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *