مجتمع

بعدما وصل ملفه للعثماني.. الخارجية تتحرك لوقف معاناة مغربي بغزة

أفادت “اللجنة الوطنية للتضامن مع المناضل الفلسطيني المغربي محمد بنخضراء”، أن وزارة الخارجية المغربية تحركت لوضع حد لمعاناة هذا المواطن العالق في غزة منذ عدة سنوات، جراء عدم تجديد جوازات سفر بناته الصغيرات، ما جعله في وضعية “المحاصر وتسبب في إعاقة تنقله للجزائر حيث كان يتحمل مسؤولية بأحد الفصائل الفلسطينية المناضلة من أجل تحرير وطنهم فلسطين”.

ونوهت اللجنة في بيان لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، بتحرك وزارة الخارجية في ملف محمد بنخضراء الذي قضى 14 سنة معتقلا ما بين سجون المغرب خلال ما عُرف بـ”سنوات الرصاص” وسجون الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها تأمل بـ”أن يكتمل هذا التحرك بتمكين الرجل من حقوقه و حقوق بناته المدنية دون إبطاء”.

وطالبت اللجنة بـ”وضع حد لتجاوزات سفير المغرب بفلسطين إزاء المراجعين لسفارتنا بالوطن الفلسطيني السليب والصامد على امتداد عقود من النضال والتضحيات، لاسيما وأن المغرب يشهد، في المقابل، فضائح طالما نقلها المرصد المغربي لمناهضة التطبيع لضباط في الجيش والاستخبارات الصهيونية يجوب المغرب طولا وعرضا بتأشيرات السيد السفير”.

وقالت اللجنة إن أعضاءها لم يلجؤوا إلى تأسيس هذه اللجنة “إلا بعد أن بلغ السيل الزبى في تجاوزات سفير المغرب بفلسطين، وسلوكاته كصاحب سوابق في الاعتداء على الفلسطينيين الذين يراجعون سفارة المغرب برام الله لقضاء اغراض إدارية و إهانتهم”، معتبرة أن “سلوكات السفير المغربي تسيء لصورة المغرب وتتناقض مع مركزية القضية الفلسطينية في عقل واهتمام ووجدان الشعب المغربي الذي قدم شهداء وتضحيات جسام لهذه القضية”.

وكان ممثلو هيئات حقوقية ومدنية معنية بالقضية الفلسطينية بالمغرب، قد أعلنوا عن تأسيس “اللجنة الوطنية للتضامن مع المناضل الفلسطيني من أصل مغربي محمد بنخضراء”، مشيرين إلى أن الأخير “عالق بقطاع غزة لعدة سنوات منذ أن قرر السفير المغربي بفلسطين، وبشكل تعسفي، حرمان بناته من جواز سفرهن المغربي”.

ويعيش بنخضراء على وقع “معاناة يومية” من الترقب والانتظار بقطاع غزة رفقة أسرته المكونة من زوجته و7 أبناء، بسبب انتهاء صلاحية جوازات سفر 3 من بناته، مشرا إلى أن السفير المغربي تعامل معه بـ”احتقار وإهانة”، وأقسم له بأن لا يتم تجديد جوازات سفره إلا بتقبيل يد السفير، وفق ما جاء على لسانه.

بالمقابل، نفى محمد حمزاوي، سفير المغرب برام الله، أن يكون قد حرم محمد مصدق بنخضرة من جواز سفر بناته، مشددا على أن المعني بالأمر لم يدل للسفارة بالوثائق الضرورية لاستصدار جوازات سفر جديدة لبناته، مشيرا إلى أنه لم يرفض طلب بنخضرة، وليس له أي حسابات معه “بل طالبناه بالوثائق الضرورية، لأن كل خدمة قنصلية هناك وثائق، وجميع المغاربة ملتزمون بذلك، وهو لن يكون فوق المغاربة ويجب أن يخضع للقانون”.

وأعلنت اللجنة الوطنية للتضامن معه في بلاغ سابق لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أنها اجتمعت يومالجمعة المنصرم بمقر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بالرباط، وقررت مراسلة كلا من رئيس الحكومة ووزير الخارجية ووزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وكل الهيئات الرسمية المعنية بحقوق الإنسان بالمغرب.

اللجنة التي يرأسها الحقوقي أحمد ويحمان كنمسق وطني، تضم في عضويتها كلا من عبد القادر العلمي، خديجة رياضي، عبد الإله بنعبد السلام، عمر إحرشان، حياة تيجي، سميرة كيناني، السعدية الولوس، إدريس السدراوي، المجاهد الأيوبي، عزيز هناوي، عبد الحق حيسان.

وكان محمد مصدق بنخضراء، وهو مواطن مغربي مقيم بقطاع غزة المحاصر، قد هدد بالدخول في إضراب عن الطعام خلال الأيام المقبلة، بسبب “رفض السفير المغربي بفلسطين تجديد جوازات سفر 3 من بناته” وفق تعبيره، مشيرا إلى أن عدم تجديد جوازات السفر جعلته رفقة أسرته عالقا بغزة منذ 4 سنوات، فيما وصل ملفه إلى مكتب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.

بنخضراء وهو من عائلة الوزيرة المغربية السابقة أمينة بنخضراء، قضى 8 سنوات في المعتقل السري لتمارة ضمن ما عُرف بـ”سنوات الرصاص”، قبل أن تعترف الدولة بخطئها عبر هيئة الإنصاف والمصالحة التي قامت بتعويضه وتقديم اعتذار له، كما قضى 6 سنوات في سجون الاحتلال “الإسرائيلي”، وألف كتاب “تازمارة 234” الذي يحكي فيه عن معاناته في الاعتقال السياسي بالمغرب.

المعني بالأمر الذي يعتبر “أول من دشن المعتقل السري بتمارة في ليلة 27 رمضان عام 1986″، أوكل للناشط الحقوقي المغربي أحمد ويحمان مهمة طرح ومتابعة قضيته لدى السلطة الحكومية وأمام القضاء المغربي، حيث كان بنخضراء قد انتقل إلى غزة سنة 2014 بعدما ظل يعيش في الجزائر لسنوات، غير أن انتهاء صلاحية جوازات السفر المغربية لبناته الثلاث تسبب في عدم التقائه بـ4 من أبنائه الذين يتابعون دراستهم بالجزائر، وذلك منذ سنة 2014. أحمد ويحمانالسفير المغربيالمغربغزة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *