بوريطة: لا يجب على إفريقيا بعد الآن أن تكون مستهلكا لما يأتي من الآخرين

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، إنه يتعين على إفريقيا أن تحدد بنفسها مساهمة كل شريك في تفعيل هذه الأجندة، موضحا أنه لا يتوجب عليها بعد الآن أن تكون مستهلكا لما يأتي من الآخرين، بل عليها أن تحدد المجال الذي يمكن لكل شريك المساهمة فيه، ونوعية هذه المساهمة في تنفيذ الأولويات التي يجب أن تكون إفريقية.

بوريطة الذي شارك إلى جانب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في قمة “روسيا-إفريقيا” التي أقيمت أمس الخميس بسوتشي، أوضح أن مشاركة المغرب في القمة “تندرج في إطار التوجيهات الملكية، وتماشيا مع الاهتمام الذي يوليه الملك محمد السادس لتفعيل الأجندة الإفريقية من أجل السلام والتنمية والاستقرار”.

وأضاف الوريط أنه في السياق الدولي الحالي غير المنظم، والذي يتسم باضطرابات إقليمية، وبالبحث عن إقامة نظام عالمي جديد يقوم على الإنصاف والتعددية، يمكن لروسيا أن تكون شريكا مهما لإفريقيا، من خلال مكانتها كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ودورها المهم في تعزيز التعددية.

واعتبر أن العلاقة القوية بين المغرب وروسيا، التي تميزت بالزيارة الملكية لروسيا في مارس 2016 وتوقيع شراكة استراتيجية معمقة، شكلت إشارة قوية لإرادة الملك والرئيس الروسي لجعل المغرب دعامة للعمل الروسي في إفريقيا، مضيفا أن المغرب يعد في الوقت الحالي ثاني أكبر شريك اقتصادي لروسيا في إفريقيا، وبالتالي، له مكانته في ما سيتمخض عن هذه القمة.

وأشار المتحدث في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى إن “إفريقيا تفرض نفسها اليوم كشريك مرغوب فيه بفضل ديناميتها الاقتصادية، وثروتها من المواد الخام، وبنيتها الديموغرافية، بالإضافة إلى بروز طبقة وسطى جديدة، ما يجعل افريقيا شريكا موثوقا به”.

وشدد على أن المشاركة المغربية تبين اهتمام الملك بتفعيل الأجندة الإفريقية، سواء في بعدها الأفرو-الإفريقي، من خلال جميع المشاريع التي يطلقها الاتحاد الإفريقي، مثل مشروع “السماء المتفوحة” أو منطقة التبادل الحر الإفريقية، أو برامج الاندماج الإقليمية، أو في أبعاد أخرى تربط إفريقيا بشركاء دوليين، حتى يتمكن هؤلاء من مواكبة هذا العمل على مستوى القارة.

وانطلقت، في وقت سابق اليوم الخميس أشغال الجلسة العامة لقمة “روسيا-إفريقيا”، برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، بمشاركة وفد مغربي يقوده رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي مثل الملك محمد السادس.

وضم الوفد المغربي المشارك في أعمال القمة، بالإضافة إلى العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج محسن الجزولي، وسفير المغرب لدى روسيا لطفي بوشعرة، والسفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال.