جبريل: هكذا أقنع بنونة محمد الخامس بتأسيس وكالة المغرب العربي للأنباء

حكى الصحافي السوداني طلحة جبريل، قصة تأسيس وكالة المغرب العربي للأنباء، قائلا إن الفكرة راودت في البداية الصحافي والدبلوماسي والسياسي المغربي الراحل مهدي بنونة، قبل أن يقنع بها الملك الراحل محمد الخامس.

وتابع جبريل، الذي حل ضيفا على ملتقى ةكالة المغرب العربي للأنباء، أن الراحل محمد العربي المساري، الذي كان رئيس تحرير لصحيفة “العلم”، كلفه عام 1947، في ذكرى تقسيم فلسطين، بإجراء حوار مع بنونة بشأن ملابسات إصدار قرار التقسيم، “عندما جلست إليه لفت انتباهي.. الرجل ذاكرته متقدة وبدا لي أن المسألة تستحق أكثر من حوار، فأجريت حوارا مطولا نشر في كتاب في 1983”.

وفي هذا الحوار، يضيف جبريل، قال بنونة إنه في عام 1957، كان يعمل في الديوان الملكي في القسم الإعلامي بالرباط، وكُلف بالإعداد لأول زيارة لمحمد الخامس إلى أمريكا، يحكي جبريل على لسان بنونة أنه بعد عودته بدأ يشعر بأن عمله يجب أن يتغير، ففكر في تأسيس وكالة للأنباء، لكن بدأ الأمر صعبا، ل،ه يحتاج إلى رأسمال وتقنيات لم تكن متوفرة في المغرب، كما أنها تحتاج إلى كوادر صحافية وفنية غير موجودة.

واسترسل جبريل بأن بنونة أعد دراسة حول الوكالة وطرحها على محمد الخامس، لكن الملك لم يقتنع، ورأى بأنه لا يوجد سوق لترويج قصاصات الوكالة ولا توجد الكوادر، وخاطب بنونة قائلا “أنت عزيز علينا ولا نريدك أن تدخل في مشروع فاشل”.

لكن، يستطرد جبريل، استمر بنونة في دراسة المشروع، وكان يطمح لأن تصبح الوكالة مثل وكالة الأنباء السويسرية ATS .. “استفاد من تجربة هذه الوكالة التي قدمت له دعما.. بعد ذلك أعد دراسة جديدة والتقى بمحمد الخامس وأجاب على جميع أسئلته فاقتنع بفكرة تأسيس وكالة.. وقال له على بركة الله.. وتأسست شركة مغربية وبدأت في 18 نونبر 1958.. وكانت أول قصاصة لمحمد الخامس (الخبر مقدس والتعليق حر)”