وجهة نظر

الحوار التربوي التفاعلي.. جلسات بيداغوجية علاجية

” الأكثر جمالا بيننا، المتخلي عن حضوره، التارك فسحة نظيفة بشغور مقعده، جمالا في الهواء بغياب صوته، صفاء في التراب بمساحته غير المزروعة ” – وديع سعادة –

تعد الجلسات الحوارية التي يديرها المتعلمون داخل فصولهم الدراسية وسيلة بنائية وعلاجية فعالة في تحقيق التواصل والتقارب بين المجموعة الصفية وكذا في ترويض النفس على قبول النقد والمشاركة وإظهار المعلومات وبيان الآراء بِحُرِّية، كما يعزز من خلالها المتعلم ثقته بنفسه ويؤكد ذاته ويُنمِّي استقلاليته، من هذه المنطلقات ورغبة في تشخيص المستفاد وإثراء الحصيلة المعرفية للمجزوءة الأولى : ” أنواع الخطاب ” محور : ” الخطاب الإشهاري”، يمكن اقتراح مجموعة من الضوابط المنهجية الخاصة بإدارة ذاتية من قبل المتعلمين، في إطار ما يمكن تسميته بالحوافز التربوية الإبداعية، الهادفة إلى تدبير العملية التعلمية من داخل التحققات الإبداعية ، إن على مستوى التربية على الإبداع، أو الاشتراك التقابلي الذي يعتبره إيريك غوتنهام بخلق الثقافة الحسية التربوية، التي نستخرجها من فارق الحواس الفاصلة بين التلقي والاستيعاب .

يمكن التنبيه هنا إلى هامش الحوار الذي تحدده العوامل التربوية الموازية، ورديفتها بيداغوجيا الإدماج كإطار منهجي يعمد إلى صقل ومناولة المقاربة بالكفايات، وهو ما يعمل على تقييم ترابطي، من جهة بين التوجهات والاختيارات التي يتبناها النظام التربوي المأمول في مثل هذه المشاريع، التي تُترجم إلى خطوات تعليمية أو تعلمية أو تقويمية هادفة ومحددة ومناسبة، ومن جهة ثانية بين الممارسات البيداغوجية التي توضحها منهجيتنا المنتظرة.

وفي هذا الإطار يمكن اقتراح تنظيم مجموعة من الورشات للتعبير الكتابي/ الإبداعي، من أجل أن تنخرط المجموعة المستهدفة على تبني خطة تسويقية باسم شركة نموذجية للترويج أمام زملاء الصف لمنتج استهلاكي وفق دراسة عرضها المتعلمون حول ظروف العرض والطلب الخاصة بالسوق، ليعملوا على التنويع في آليات ووسائل وأدوات التعبير الموظفة، خلق أجواء المقابلة الصحفية المغطية للنشاط، اعتماد التنويع في ميكانيزمات الإشهار على مستوى الإخبار والإقناع والإدماج والإيحاء. وإدارة مسابقة مباشرة لتشجيع وتحقيق فعل الترويج …

كما يمكن فتح باب المناقشة التبادلية لاختبار إنجاز المتعلمين من قبل المجموعة الصفية حول الخطة التسويقية من قبل الشركة، خطوات المتعلمات وأداؤهن التواصلي في تقديمهم لعرضهم/ الاستراتيجية التي اعتمدنها في تحديد فائدة المنتج، موقعه بين المنتجات الأخرى

كما يمكن اختتام الورشة باستراتيجية الكرسي الجريء يوجه من خلاله للمتعلم أسئلة من قبل زملائه لقياس مستفاده بشكل تفاعلي، مما يؤهله لتنمية مهارة التفكير لديه وتجعله أكثر فهما واستيعابا للمحتوى ..

إنّ المجزوءات التربوية ضمن النظام للمنظومة التربوية ترفع الستار عن الفلسفات التي تُبنى عليها المناهج التربوية، كما تلعب دوراً استراتيجيا فاعلا، كونها وحدة فنية اجتماعية نفسية بيداغوجية لها استقلاليتها في ممارسة نشاطاتها فيما بينها وبالتالي تُؤطر العملية التعليمية على مختلف المستويات.

من ثمة لا بد من خلق تفاعلات تربوية بمنهجية تعلمية إبداعية، يلتقي فيها الإدماج الفني والتربوي وتداولاته في مسار بناء الشخصية المستهدفة، وتقييم عملها بما يلائم فهوم التدرجات التقويمية القمينة بفرز المواهب والكفاءات القادرة على خلق الطفرة والتواجد في الفعل الإبداعي.

وهو ما يؤكد إسهام المنظومة التربوية في تحقيق التواصل والاستمرار في الحفاظ على شخصية المتعلمين ودافعيتهم من خلال القيام بالربط المستمر بين سمات الثقافة التربوية الضابطة، دون إحداث أي انحلال أو تغير أو ذوبان في الاتجاه العاكس للتربية والتكوين، فتزداد أبعاد التفاعل والتكيف مع الحفاظ على معالم الشخصية ومرتكزاتها الضبطية والصفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *