مجتمع

تقرير رسمي: توظيف الأساتذة دون تكوين متين خطر على المدرسة العمومية

قال تقرير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي برسم سنة 2018، إن توظيف الأساتذة وإدماجهم في الفصول الدراسية دون تمكينهم من تكوين متين يشكل خطرا كبيرا محدقا بالمدرسة العمومية وتلاميذها وبإنجاح عملية إصلاح القطاع ككل.

وأضاف التقرير الذي حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، أن اللجوء بشكل متسرع إلى توظيف حوالي 55 ألف أستاذ وأستاذة في السنوات الثلاث الأخيرة لسد الخصاص الحاصل بسبب إحالة العديد من المدرسين على التقاعد، ولمواجهة إشكالية اكتظاظ الأقسام الدراسية وعدم القدرة على بلورة رؤية استشرافية لهذا القطاع، تأخذ بعين الاعتبار تطور البنية العمرية للمدرَّسين، وحالات التقاعد المبكر والإسقاطات المتعلقة بعدد التلاميذ في المؤسسات التعليمية العمومية.

بالمقابل، أوضح التقرير أنه كان بالإمكان أن تشكل هذه العملية فرصة لإطلاق عملية تجديد هذا القطاع، من خلال التوفر على جيل من المدرسين الشباب، المزودين بطرائق التدريس الجديدة والقادرين على تنزيل الإصلاح الجديد للمنظومة التربوية.

واعتبر أن فترة التكوين التي تستغرق حوالي ثلاثة أشهر في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، لا تسمح للمدرسين الجدد باكتساب الكفايات التربوية والتعليمية اللازمة والإحاطة بمضامين الدروس وتملك القدرة على إدارة الفصول الدراسية المكتظة في بعض الأحيان، وغير ذلك من المهارات.

وأشار التقرير إلى أن القطاع الحكومي الوصي في سنة 2018، وفي إطار الأوراش المتعلقة بتنزيل الرؤية الإستراتيجية، عملية إصلاح المناهج والمقررات الدراسية التي تشمل مراجعة طرق التدريس من خلال اعتماد مقاربات بيداغوجية جديدة، من قبيل “التعلم القائم على مقاربة الخطأ”بالنسبة لتدريس الرياضيات على مستوى طور التعليم الابتدائي.

ونجاح هذه الأوراش، بحسب تقرير مجلس الشامي، يبقى رهينا بتوفر مدرسين تلقوا تكوينا أساسيا متينا في مجال البيداغوجيا، كما أوصت بذلك الرؤية الإستراتيجية للإصلاح، واستفادوا من تكوينات متخصصة في الأساليب الجديدة التي يتعين اعتمادها في مجال التدريس، مشيرا إلى أن من نتائج هذا الوضع التباين القائم بين طموحات إصلاح القطاع وبين وقاع تدبيره على مستوى الموارد البشرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *