سياسة

الحكومة تسارع الزمن لمنع سحب شعار “التراث الإنساني” عن الرباط

بعد تهديد منظمة اليونيسكو بسحب شعار “التراث الإنساني” الذي منحته للرباط بسبب تشييد برج محمد السادس، الأطول في إفريقيا، وتوسيع محطة السكك الحديدية “الرباط المدينة”، كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة عن القيام بعدة إجراءات للحيلولة دون ذلك.

جاء ذلك خلال الندوة الأسبوعية المنعقدة بعد اجتماع مجلس الحكومة، اليوم الخميس، بمقر وزارة الاتصال.

وأوضح المسؤول الحكومي أن هناك لجنة مشتركة بين المغرب ومنظمة اليونسكو تعمل على تقديم ملاحظات في الموضوع، مضيفا أن وزارة الثقافة عقدت ورشة خاصة بهذا الموضوع، استدعت لها خبراء من الخارج والداخل، قائلا “نحن بصدد حل هذه المشكلة التقنية.

وقال وزير الثقافة “هذا نقاش ثقافي أكثر منه شيئا آخر”، موضحا أن منظمة اليونسكو شريك للمغرب وعضو فيها، مشيرا إلى من منظمة أهم الوظائف هي المحافظة على التراث، وتزكية الرباط عاصمة للتراث العلمي، قائلا “المغرب دولة تاريخية”.

وكانت اليونيسكو قد وجهت رسالة شديدة اللهجة إلى الحكومة المغربية، شهر يوليوز الماضي، بسبب مشروع برج محمد السادس الذي تشرف على بنائه ثلاث شركات مغربية وبلجيكية وصينية، ومشروع توسعة محطة القطار “الرباط المدينة”.

الرسالة التي نقلت تفاصيلها وكالة “إيفي” الإسبانية، جاء فيها أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، منحت الحكومة المغربية حتى فبراير 2020 لإجراء “دراسة تأثير”، لهذه المشاريع، مع التركيز بشكل خاص على التأثير البصري والطبيعي الذي ستسببه هذه المشاريع.

وقالت الوكالة المذكورة، إنه “لا يبدو أن السلطات قد وضعت في حسبانها حقيقة أنه بعد إعلان الرباط تراث إنسانيا في العام 2012، يجب أن تقوم بتقديم تقارير إلى اليونيسكو، والتواصل القبلي معها، بشأن المشاريع الحضرية الكبرى التي ستقام بالمدينة التي تمت ترقيتها إلى عاصمة للثقافة”.

وأشارت “إيفي”، نقلا عن مصادر قريبة من الملف إلى أن رسالة “اليونيسكو” كان لها تأثير القنبلة على أعلى المستويات بالبلاد، مبرزة أن مشروعي برح محمد السادس، وتوسعة محطة القطار “الرباط المدينة”، هما اللذان أثارا حفيظة المنظمة، لعدم التواصل القبلي معها بشأنهما.

وترى “اليونيسكو”، بحسب المصدر ذاته، أن برج محمد السادس سيكون له تأثير بصري سلبي محتمل على القيمة العالمية البارزة لوادي أبي رقراق.

كما أشار “إيفي”، إلى أن المنظمة الأممية سبق لها أن انتقدت مشاريع مماثلة بعدة دول، وقدمت مثال على ذلك بروسيا التي نقلت برج سان بترسبورغ لبضع كيلومترات عن موقعه الأصلي، بعد ملاحظات تقدمت بها اليونسكو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *