مجتمع

الانتحارات بشفشاون تستنفر وزارة الصحة وتدفعها لإنجاز دراسة من طرف أخصائيين

أعلن المدير الجهوي للصحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إكرام عفيفي، عن الشروع في إنجاز دراسة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء حوادث الانتحار بالإقليم، والتي شهدت ارتفاعا غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح المسؤول الجهوي للجهة، أن أخصائيين من المدرسة الوطنية للصحة العمومية يشرفون على هذه الدراسة، حيث سيتم اتخاذ التدابير اللازمة على ضوء نتائجها، وفق تعبيره.

جاء ذلك خلال لقاء تواصلي، أمس الثلاثاء بشفشاون، قدم خلاله مسؤولون محليون وجهويون تشخيصا لوضعية قطاع الصحة بالإقليم، كما تم رصد بعض الاختلالات والمشاكل التي يعاني منها، في أفق البحث عن حلول للرقي بخدماته.

يأتي ذلك في ظل ارتفاع عدد حالات الانتحار بإقليم شفشاون إلى 32 حالة خلال هذه السنة، بعدما سجل الإقليم 29 حالة خلال السنة الماضية، وفق متتبعي الظاهرة بالإقليم.

وتثير هذه الأرقام الكثير من التخوفات والتوجس من أن تتحول هذه المدينة الهادئة إلى “عاصمة الانتحار” بالمملكة، فيما كانت القضية قد وصلت إلى قبة البرلمان خلال السنة الماضية.

اللقاء الذي نظمته مجموعة الجماعات الترابية حفظ الصحة لباب القرن والساحل وتزران بمشاركة ممثلين عن السلطات المحلية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، شدد على ضرورة تضافر جهود كافة الأطراف للرفع من مستوى الخدمات الصحية مع ما يتلاءم مع الحاجيات المتزايدة للساكنة.

المدير الجهوي للصحة، إكرام عفيفي، قال إنه سيتم تعزيز الأطر البشرية على صعيد المستشفيات والمستوصفات بإقليم شفشاون من خلال تعيين بعض الأطباء الاختصاصيين، موضحا أن توفر “الاختصاصات بالمستشفيات محكوم بالخريطة الصحية”.

وبخصوص مشكل قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون، أعلن المتحدث أنه سيتم تعيين طبيب مختص في الانعاش، إلى جانب الأطر التمريضية المتخصصة.

وأشار إلى أن جدولة تزامن العمليات الجراحية بالمستشفى سيحد بشكل كبير من هذا المشكل، بينما سيتم توجيه بعض الحالات التي تتطلب اختصاصات غير متوفرة بالمستشفى الإقليمي إلى المستشفى الجهوي بتطوان أو المستشفى الجامعي بطنجة.

وعلى مستوى البنيات التحتية، لفت إلى أنه تمت المصادقة على مخطط الصحة لجهة طنجة تطوان الحسيمة والممتد على 5 سنوات، حيث يضم إنجاز مجموعة من المشاريع، أهمها بناء مستشفى بالجبهة ومستشفى بجماعة باب برد، إلى جانب تجهيز وتأهيل عدد من المراكز الصحية وتقوية أسطول سيارات الاسعاف.

رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم شفشاون، محمد المريني، كشف أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة والمجلس الاقليمي، اهتمت بتعزيز الموارد الصحية بالإقليم، عبر التعاقد لمدة خمس 5 سنوات مع 15 ممرض وممرضة و5 قابلات و10 مضيفات استقبال، وتوزيعهم على المراكز الصحية بالإقليم التي تعرف خصاصا في الموارد البشرية.

من جانبه، أشار رئيس المجلس الاقليمي لشفشاون، عبدالرحيم بوعزة، إلى بعض ما وصفها بـ”الاختلالات” التي يعاني منها قطاع الصحة، خاصة على مستوى نقص التجهيزات، مذكرا أن المجلس أبرم اتفاقيات شراكة وتعاون للتخفيف من حدة هذا النقص ولدعم مشاريع البنية التحتية وتقوية الموارد البشرية.

وعرف هذا اللقاء توزيع حصص من الأدوية من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مجموعة من المراكز الصحية بالإقليم، كما تم الإعلان عن تشكيل تنسيقية مكونة من فعاليات مدنية للترافع حول المشاكل الصحية التي يعرفها الإقليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *