سياسة

اسليمي: تبون أخطأ مع المغرب .. والجيش سيظل الرئيس الفعلي للجزائر

اعتبر المحلل السياسي والأستاذ الجامعي في القانون الدستوري والعلوم السياسية، عبد الرحيم منار اسليمي، أن الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون، أخطأ لما قال في حملته الانتخابية إنه “على المغرب الاعتذار”، مشيرا إلى أنه يستبعد أن يعيد تبون مثل هذا الخطأ بعد انتخابه كرئيس، لأنه “لا أحد سيقبله سواء في الجزائر أو المغرب، لكن من السابق لأوانه الحكم على الرئيس تبون بخصوص طبيعة العلاقات التي سيوجه لها الجزائر مع المغرب”.

وقال اسليمي في تصريح لجريدة “العمق”، إنه “يجب التمييز بين تصريحات تبون في مرحلة الدعاية الانتخابية وتصريحاته بعد أن أصبح رئيسا للجزائر، فالرجل اليوم في موقع قيادة دولة ومن شأن أخطائه في التصريحات أن تحدث أزمات دبلوماسية مع العالم، فقد لاحظنا هجومه على فرنسا خلال الحملة الانتخابية ثم تحفظ في تعليقه على توصيف الرئيس الفرنسي للأزمة الرئاسية يوم أمس بعد وصوله للرئاسة”.

وشدد على أنه من السابق لأوانه تقييم تصريحات تبون بخصوص موقفه من العلاقات مع المغرب، قائلا: “لاحظنا خلال الحملة الانتخابية أنه يخلط بين أحداث 1975 وأحداث اطلس اسني في سنة 1994، ويستعمل مقاربة ليست دبلوماسية لما قال في الحملة الانتخابية إنه على المغرب الاعتذار”، وفق تعبيره.

رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، أوضح أن تبون “إذا لم يستطع اتخاذ المسافة مع الجيش وإحالة القايد صالح على التقاعد، وهذه مسألة صعبة، فإن الرئيس الفعلي سيظل هو القايد صالح وسيكون تبون منفذا لتوجهات الجيش الجزائري، يضاف إلى ذلك أن انتخاب تبون لم يخرج الجزائر من الأزمة بل زاد من تعقيدها”.

وفسر ذلك بالقول إن “الصراع اليوم يتمركز حول الشرعية بين رئيس يدعي شرعية انتخابية، وهي ضعيفة مقابل شرعية قوية لحراك مارس مقاطعة احتجاجية على انتخابات رئاسية، ذلك أن نسبة 59 بالمائة من المقاطعة الاحتجاجية تعطي شرعية قوية للشارع، وهذا ما يجعل مهام تبون صعبة، وإذا فتح صراعات مع دولة جارة كالمغرب بنفس طريقة بوتفليقة ستزداد صعوبة سلطته مع الجزائريين داخليا”.

وأضاف المتحدث أن “جزءا كبيرا من الرأي العام الجزائري بات أقرب إلى المغرب وأدرك أن استراتيجية حكم الجزائر بالتحريض والعداء للمغرب التي مارسها الرؤساء الجزائريين، وخاصة بوتفليقة، لم تعد مجدية، وقد لاحظنا كيف خرجت قيادات من داخل مركز القرار الجزائري تعترف ضمنيا بأخطائها في صناعة واستعمال شيء يسمى البوليساريو ضد المغرب”.

وتابع قوله: “سيكون خطأ كبيرا أن يعمد عبد المجيد تبون إلى استعمال نفس خطاب بوتفليقة بخصوص قضية الصحراء، ولعل أهم شيء الآن هو أن الرأي العام الجزائري أدرك انتقام بوتفليقة من الجزائر والمغرب معا، لهذا سيفكر الرئيس الجديد كثيرا قبل الإدلاء بتصريحات أو الاستمرار في نفس مواقف بوتفليقة العدائية ضد المغرب”.

في جميع الحالات، يضيف اسليمي، “فإن أزمة الجزائر لازالت في بداياتها وقد تتخذ شكلا أقوى في الأسابيع المقبلة، وتوجد أوراق كثيرة أمام تبون لإظهار تبعيته أو مسافته مع الجيش، وتوجد العلاقات مع المغرب في قلب إشارات البعد أو القرب هذه، وإن كانت الإشارات الأولى تبين أننا أمام رئيس ظاهر ورئيس باطن، وأن الرئيس الباطن القايد صالح هو المحدد لعلاقات الجزائر مع المغرب، وهي علاقات لازال القايد صالح ينظر إليها بنفس نظارات بوتفليقة”.

يذكر، أنه تم أمس الجمعة، انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية الجزائرية، خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت أول أمس الخميس، حيث حصل على نسبة 15.58% من الأصوات، حيث تنافس في هذه الانتخابات إلى جانب تبون، كل من بن قرينة وبن فليس وبلعيد وميهوبي، وسط مقاطعة من طرف نشطاء الحراك الشعبي الذي أطاح ببوتفليقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *