وجهة نظر

اليد الممدودة ..

في كل مناسبة وفي كل خطاب ملكي، ما فتئ جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، يتبنى سياسة “اليد الممدودة” اتجاه الجارة الشقيقة “الجزائر”، إيمانا منه بقوة الروابط الأخوية والتاريخية المشتركة بين الشعبين الشقيقين، وإدراكا منه أن المرحلة، تقتضي طي صفحات الخلاف والصدام، والقطع مع مفردات إثارة القلاقل والنعرات، التي لم يعد لها موضع قدم، في مناخ جيواستراتيجي، لايؤمن إلا بحتمية التوحد والتكتل، ولفض بدور التشرذم والشتات .

لكن، وكلما مدت اليد إلى الشقيقة الشرقية، بمحبة ومودة وصفاء، كلما بادر القادة إلى إشهار أسلحة التجاهل وعدم الاكتراث، وممارسة لعبة التحرش من وراء حجاب بعناد، وكلما أصر المغرب على خطاب الواقعية والمكاشفة وأبدى نيته في زحزحة الحدود، كلما أصر القادة على الإبقاء على القيود، والركوب على موجات العداء الواضح والمستتر.. كلما مدت اليد بسخاء، كلما بنى الإخوة الشرقيين جدار الضغينة والعداء، مصرين على الإبقاء على الوضع كما هو عليه منذ سنوات عجاف، دون تقدير، لا لتكلفة الخلاف الهدام، ولا لتداعيات العناد غير المبرر، على القطار المغاربي المتوقف، كما توقف “حمار الشيخ في العقبة”، وما قد تحمله حركاته ودورانه من آمال عريضة، أمام شرائح عريضة من شباب المغارب .

بعد انتخاب الرئيس الجديد، جدد المغرب الدعوة، فكان التجاهل من الجانب الآخر، بشكل يشكل مرآة عاكسة لسنوات عجاف، من الضغينة والعداء للمغرب ولوحدته الترابية، وقد كان الأمل، في ظل الحراك وما أحدثه من متغيرات، أن تتزحزح قارات الموقف الجزائري، لكن دار لقمان لازالت على حالها.. و مهما كانت حدة التحرش، ومهما كان العناد من الطرف الآخر، ستبقى اليد المغربية “ممدودة” للشعب الجزائري الشقيق، مهما قست السياسة، ومهما أصر الساسة على قطع الحدود والإصرار على واقع القيود، ستبقى اليد ممدودة، لبلد نتقاسم معه التاريخ والجغرافيا واللغة والتقاليد والعادات وروابط الدم والمصير المشترك..

وللقادة الشرقيين نقول، عنادكم وتحرشكم، لا يزيدنا إلا حبا وتقديرا للجزائر الخضراء، مهما أسأتم لنا أو تطاولتم على وحدتنا الترابية، فلن نبادلكم العناد بالعناد والكراهية بالكراهية، مهما كان إصراركم على إقفال الحدود، كلما تقوت رغبتنا الجامحة في إزاحة القيود، من أجل بناء فضاء آمن ومشرق لشعبينا الشقيقين، كلما تعاملتم معنا بلغة القلاقل والنعرات، فسنبقى كرماء و عقلاء، وفاء لما يجمعنا من روابط أخوية ..مهما أشهرتم سلاح التحرش في وجهنا، كلما واجهناكم بشعار “خاوة .. خاوة “، بيد ممدودة، بحسن نية ومحبة وصفاء.. في انتظار يوم، يذوب فيه “جليد” العناد، وللشعب الجزائري الشقيق نقول بمحبة، أنتم منا ونحن منكم، وأنتم ونحن “خاوة .. خاوة” على الدوام .. مهما قست “السياسة” و مهما تحرش بنا “الساسة”..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *