بنيس يصف “اليوتوبرز” بـ”الزاوية” .. ويدعو لتجويد النقاش العمومي

سعيدة مليح

وصف أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط سعيد بنيس، “اليوتوبرز” والمؤثرين في العالم الافتراضي بـ”الزاوية”، مشيرا إلى أن “ما يروج من نقاشات في العالم الافتراضي هو نقاش عمومي هامشي”.

كان ذلك في كلمة له خلال ندوة أمس الخميس بعنوان: “دور الإعلام في تنشيط النقاش العمومي المجتمعي”، من تنظيم المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، بمقر الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، بالرباط.

وقال بنيس، “نحن بحاجة إلى ممارسة النقد البناء، لأنه نوع من الديمقراطية، ولا نكون بذلك مداويخ”، مضيفا بقوله: “انتقلنا من ممارسة النقاش العمومي إلى ممارسة “البوليميك”، وعدد من القضايا الاجتماعية تأخذ أكثر من حجمها على مستوى “النقاش” وتساهم فقط في تضييع الوقت كـ”البوز” و”الكلاش”.

وفي هذا الإطار، طالب المتحدث بـ”تجويد النقاش العمومي كمكون من مكونات الديمقراطية، والعمل على تأطيره”، مستنكرا “التحول الذي عرفه النقاش العمومي في المغرب، قائلا: “المواضيع التي تهم المجتمع كنقاش “الحريات الفردية” و”المساواة في الإرث” أصبحت كأنها خاصة بالنخبة ولا تهم الجميع، في حين أن مواضيع “السبان” أصبحت تحظى بالحيز الأكبر في النقاش المجتمعي”.

وشدد بنيس، على أن ما “نعيشه ليس أزمة قيمية بل احتباسا قيميا، مما سيساهم في التأثير أكثر على مستوى النقاش العمومي”، داعيا الإعلام العمومي إلى إعادة النظر في برامجه، بالقول: “نحن بحاجة إلى إعلام مسؤول”.

واقترح أستاذ العلوم الاجتماعية “إنتاج مواضيع جيدة للنقاش، وأن لا يترك المجال لرواج الأخبار الكاذبة التي وجدت في المجتمع المغربي أرضا خصبا للنمو، وكذا للمساهمة في بناء فضاء عمومي متنوع ومنفتح ومتسامح” و”بناء نموذج ديمقراطي”، على حد تعبيره.

ونوه بنيس بمبادرة أطلقها شباب على الانترنت تتعلق بـ”خلق محتوى نقي”، داعيا في الوقت نفسه لتجويد الإعلام العمومي، بالحث على تربية الحس النقدي في المؤسسات التعليمية، وإعادة الوظيفة الأساسية للأحزاب السياسية من تأطير وتربية، والانتقال من “الديمقراطية التشاركية إلى الديمقراطية التداولية”.