مجتمع

“ومن الغيرة ما قتل”.. تفاصيل مهولة بملف اغتصاب وتعذيب وقتل حنان (فيديوهات)

سعيدة مليح

كشف المتهم الرئيسي في قضية اغتصاب وتعذيب وقتل الشابة حنان المعروفة إعلاميا باسم “حنان بنت الملاح” الملقب بـ”ولد المراكشية”، أن “الغيرة” كانت السبب الرئيسي لإقدامه على ارتكاب الجريمة، فيما قالت محامية إن هذا الملف يدفع إلى تغيير المقولة الشهيرة “ومن الحب ما قتل” إلى “ومن الغيرة ما قتل”.

وأوضح عبد الواحد الملقب ب”ولد المراكشية” أن الضحية كانت تعيش معه لمدة 15 سنة، بصفة أنه يريد الزواج منها، وعن مجريات الفاجعة انفجر في عبد الواحد غاضبا بالقول: “كل مرة كتم جاية مع واحد فشكل، والعلوي عطاني فيديو فيه أنها تمارس الجنس مع شخص، موراها معقلتش على راسي”، ليتابع بالقول: “سبيتها وضربتها بيدي، وشيرت عليها بقرعة”.

جاء ذلك، عشية أمس الإثنين، خلال جلسة محاكمة المتهمين في قتل حنان، دامت لستة ساعات، في غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط.

المتهم الأول اعترف بوجود كل من “العلوي” و”عبد العالي” معه أثناء ضربها من طرفه، نافيا علمه بتوثيق الحدث عبر تصويره، ليجيبه القاضي: “جسمها كامل مضروب، وأنت كتقول ضربتيها في رأسها فقط”.

ونفى عبد الواحد، في نفس السياق، تقييد الهالكة وضربها بسكين إلى حد تكسيره، كما نفى ضربها بعصا إلى أن تكسرت، رافضا ما قيل عن قيامه بتهديدها بالقتل، وحين سُئل من القاضي مرة ثانية عن تقييدها أجاب: “معقلتش، معنديش علاش نكتفها”.

وأشار ممثل الدفاع عن الحق المدني بمحكمة الاستئناف، إلى أنه من خلال الفيديو كان يتضح أن الهالكة “حنان” في حوار استنجادي مع من يصور بالقول: “كنزاوك فيك”، وذلك أثناء عملية إيلاج قنينات في مناطق حساسة من جسمها.

المتهم “العلوي” اعتبر أمام المحكمة بالقول: “أنا لي صورت الفيديو، خفت على راسي، الحاجة الوحيدة التي ديرت هي تصويري خفية منهم”، وأضاف “شفتو الفيديو شكون لي يقدر يوقفو آنذاك”.

وأشار المتحدث إلى أن المدعو “ولد المراكشية”، كان “يولج القراعي في أماكنها الحساسة، وكان يضربها بعصا أو حديدة، صورت بحسن نية باش ناخذ الفيديو للبوليس، صورت حيث شفت الفاجعة تخلعت”.

وبعد عملية توثيق الفيديو، أوضح الشخص نفسه بالقول: “وريت الفيديو لعثمان، وقال لي هذه فاجعة حيدو من تلفونك، قلت له سأريه للشرطة، قال لي غادي توريه للشرطة وأنت سكران وصوتك مسموع، ستكون متهم كذلك”.

ومضى بالقول: “وريتو لرشيد قال لي أعطني الفيديو سأريه لأختي التي تشتغل مع قاضي التحقيق، بارطاجيت معاه الفيديو وحيدتو من تلفوني”، مردفا “هو لي حيد الفيديو من التلفون”.

“رشيد” المتهم بالتوصل بالفيديو وحذفه من مصدره الأصلي، أي هاتف العلوي، قال أمام المحكمة: “واش تعطيني نفسي أنني نوري الفيديو لأختي؟”

وأضاف: “في حالة توصلتم أنني المتوصل الأول للفيديو احكم عليا باش مبغيتي”، ليتدخل محاميه الصوفي بالقول: “أثناء إلقاء القبض على العلوي كان بحوزته هاتف صغير، عظم، فقط”.

 

من جهته، قال المتهم عبد العالي وهو المشكوك في أمر علاقته مع حنان من طرف “ولد المراكشية”، إنه كان على علاقة جنسية مع الضحية، لكن قبل أزيد من عشرين سنة، حين كانت حنان فتاة ذات 16 سنة، نافيا أن يكون قد رأى المتهم الرئيسي يوما ما في خصام مع حنان أو يضربها.

أما رواية أخ المتهم الرئيسي “ولد المراكشية”، فأوضح أنه ذهب إلى مكان الحادث بعد سماعه لموسيقى عالية، رغبة منه في تخفيض مستوى صوتها.

وقال في هذا الصدد: “وجدتها ممددة وعليها غطاء، بانتلي البنت عريانة ومليئة بالدم، خرجتهم على برا، خرجها جارها، وبديت نقول عتقو الروح، شافني العساس واتصل بالشرطة”، وبعد زمن قليل باح برواية أخرى مفادها أن الهالكة كانت ترتدي “سوميج”.

محمد زيان، الدفاع الممثل لوالدة الضحية “حنان”، ال إن الأم هي “ضحية ألم معنوي وتهميش، وهي التي تنادي الجمعيات النسائية لحمايتها وإعادة ثقتها في نفسها كمطالبة بالحق المدني”، مشيرا إلى أنها “في نهاية المطاف يجب أن لا تشعر أنها وحدها، بل هناك مجتمع مدني يساندها، فهي ضحية الحكرة”.

وفي أثناء سريان مجرى النقاش داخل القاعة، طالبت المحامية الممثلة عن 13 عشرة جمعية نسائية حقوقية، خديجة الروكاني، بعرض فيديو الجريمة في الجلسة ومناقشته أمام المتهمين من أجل الكشف عن الحقيقة، باعتباره الدليل الأول والقاطع المعبر عن الجريمة.

الصوفي بوشعيب، محامي  4 أشخاص متابعين بشأن مشاركتهم في الجريمة بعدم التبليغ عنها، طالب بإبعاد محاضر الضبط والتحري والتفتيش التي قامت بها الضابطة القضائية.

كما طالب بالاكتفاء بما يروج في المناقشة، مشيرا إلى رفضه لعدم إشعار الموقوفين بحقهم في الصمت، وطلب المساعدة القضائية أثناء القبض عليهم، بالقول “لم تتحقق غاية المشرع”.

ودخل الصوفي في سجال مع المطالب بالحق المدني الذي أجابه بالقول: “كيف ستشعر شخص بحقوقه وهو في حالة السكر العلني؟”، ليردف المحامي من جديد بأنه لم يكن أي شخص في الجريمة في حالة سكر.

جدير بالذكر أن قضية “حنان بنت الملاح” تفجرت عبر مقطع فيديو انتشر بشكل صادم على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر التعذيب الوحشي الذي تعرضت له حنان، شهر يوليوز من السنة الماضية بالرباط.

وتتوزع بين المتهمين تهم “القتل العمد مع سبق الإصرار، والاغتصاب، واستعمال وسائل التعذيب الوحشي، والاحتجاز، وهتك العرض باستعمال العنف، المشاركة في القتل العمد، وعدم التبليغ عن جناية مع العلم بوقوعها، وتسجيل صورة الضحية دون موافقتها بقصد التشهير بها، فضلا عن السكر واستعمال أقراص مخدرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *