خارج الحدود

5 دول عربية ترحب بـ”صفقة القرن”.. وتركيا: القدس ليست لإسرائيل

رحبت مصر والسعودية والإمارات والبحرين وقطر، بالخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسطـ والمعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”، والتي تتضمن إقامة دولة فلسطينية متصلة، وإبقاء مدينة القدس المحتلة عاصمة غير مقسمة لدولة الاحتلال.

وأمس الثلاثاء، أعلن ترامب في مؤتمر صحفي بواشنطن “صفقة القرن”، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، حيث تتضمن الخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية “متصلة” في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق.

دول عربية ترحب

ورحبت مصر بـ”الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي” بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.

وأضافت الخارجية المصرية، أن “مصر ترى أهمية النظر لمبادرة الإدارة الأمريكية من منطلق أهمية التوصُل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها”.

ودعت “الطرفين المعنييّن إلى الدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية، لطرح رؤية الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إزاءها، من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات وآمال الشعبين في تحقيق السلام الشامل والعادل فيما بينهما، ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.

وفي الموقف السعودي، قالت وزارة الخارجية إن المملكة “تجدد التأكيد على دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”، مشيرة إلى أنها “تقدر الجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”.

وأضافت أن المملكة “تشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة”.

وأعلنت الإمارات دعمها لخطة “صفقة القرن” التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث نشرت السفارة الإماراتية في واشنطن على موقعها الرسمي، بيانا اعتبرت فيه أن “الخطة المعلنة بمثابة نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى المفاوضات ضمن إطار دولي تقوده الولايات المتحدة”.

وقال السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة في البيان، إن “دولة الإمارات تقدر الجهود الأمريكية المستمرة للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي”، مشيرا إلى أن “هذه الخطة هي مبادرة جادة تتناول العديد من المشاكل التي برزت خلال السنوات الماضية”.

يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قدم شكره للبحرين ودولة عمان والإمارات، وقال إن الأخيرة عبرت عن موقفها الإيجابي من الصفقة ودفعت بدبلوماسييها لحضور مؤتمره.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية القطرية الأربعاء إن الدوحة تقدر “المساعي الأمريكية لإيجاد حلول للصراع العربي الإسرائيلي طالما كانت بإطار الشرعية الدولية”.

وأضافت الوزارة في بلاغ لها: “لا يمكن تحقيق سلام دون صون حقوق الفلسطينيين بإقامة دولة ذات سيادة على حدود 1967”.

تركيا ترفض الصفقة

الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان، علق اليوم الأربعاء، على “صفقة القرن”، قائلا إن “خطة السلام المزعومة التي أعلن عنها ترامب، لن تخدم السلام ولن تجلب الحل”، مشددا على أن “صفقة القرن” خطة لتجاهل حقوق الفلسطينيين، وإضفاء شرعية على الاحتلال الإسرائيلي.

وشدد أردوغان خلال لقائه مع عدد من الصحفيين على متن طائرة الرئاسة التركية، أثناء عودته من جولة إفريقية اختتمها في السنغال، على أن مدينة القدس من مقدّسات المسلمين، وأنه من غير الممكن قبول صفقة القرن المزعومة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،

وتابع قائلا: “خلال المكالمة طلبت من ترامب تزويدنا بفحوى الخطة كي نتخذ موقفنا تجاهها، والأسبوع القادم سيعقد اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدّة السعودية، وسيشارك فيه وزير خارجيتنا، فموقفنا من القضية الفلسطينية واضح”.

وأردف قائلا: “على الرغم من معارضة بعض الدول العربية لكافة المبادرات، إلّا أن تركيا ستواصل الدفاع عن القدس وفلسطين في كافة المحافل الدولية”.

من جهته، قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إن القدس لا تتبع لإسرائيل ولا يحق لطرف ثالث تقرير منحها لأحد.

وأفاد ألطون بأن هذا الإعلان ليس إلا محاولة لإضفاء الشرعية على الاحتلال والمستوطنات الإسرائيلية، مضيفا: “إنها خطة غير قابلة للتطبيق، وتسعى لسحق طلبات الفلسطينيين، وإرضاء إسرائيل”؟

ولفت إلى أن العالم أجمع على الوقوف في وجه اعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة لإسرائيل، مضيفا “أن الولايات المتحدة تسعى لمنح القدس بالكامل لإسرائيل من خلال خطة السلام المزعومة”.

وشدد على أن “القدس لا تتبع لإسرائيل ولا يحق لطرف ثالث تقرير منحها لأحد، وإن اتخاذ قرار بشأنها دون توافق الطرفين المعنيين لن يساهم سوى في جلب الفوضى إلى المنطقة”.

وأردف أن قرارات الولايات المتحدة وإسرائيل أحادية الجانب، أدت إلى إراقة الدماء وذرف الدموع في المنطقة، وأعرب عن رفضه لاستخدام المناطق المقدسة كأدوات ضمن الأجندة السياسية مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المزمع إجرائها في مارس القادم.

وأشار إلى أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخوض لعبة من أجل مستقبله السياسي، إذ يسعى لتحقيق مكاسب سياسية من خلال استغلال قضية حساسة مثل السلام بهذا الشكل اللا مبالي.

وفي سياق متصل، شهدت العاصمة التركية، أنقرة، مساء أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية، رفضا لـ”صفقة القرن”، وذلك تلبية لدعوة وجهتها العديد من المؤسسات الإغاثية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، حيث احتشد المحتجون أمام السفارة للتنديد بالخطة الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *